الزواج الـمُخيف ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 713 - عددالزوار : 433497 )           »          حديقة الأدب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 113 - عددالزوار : 36574 )           »          القيلة المائية لدى البالغين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          اختبار التوحد عند الكبار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ماذا تأكل قبل الجماع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون عند الرجال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          5 أنواع لاضطراب ما بعد الصدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          استراتيجيات لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          العوامل البيئية المؤثرة على التوحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أعراض أمراض القلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2025, 11:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,211
الدولة : Egypt
افتراضي الزواج الـمُخيف !

الزواج الـمُخيف !

منصور بن محمد المقرن



يعزو كثيرٌ من الناس أسباب العزوف عن الزواج إلى ارتفاع تكاليفه، إلا أن هناك أسباباً أخرى عند الشباب لا تقل أهمية، منها:
  • اعتبار الزواج مجموعة من القيود الأسرية والاجتماعية التي تمنع الاستمتاع بمباهج الحياة أو تحد منها.
  • النظر إلى الحياة الزوجية على أنها حلبة صراع دائم بين الزوجين، يسعى كل طرف لإثبات وجوده وبسط سيطرته.
  • الحياة الأسرية تستنزف مبالغ من دخل الزوج، بينما الشاب يُحب أن يستمتع بدخله وحده بدلاً من أن يشاركه فيه أحد.
  • الاعتقاد بأن مجيء الأولاد سيؤدي إلى أعباء جديدة ومرهقة لرعايتهم وتربيتهم في ظل ظروف لا تُساعد على ذلك.
وتعود أصول هذه الأسباب إلى ضعفٍ في المفاهيم والتصورات تجاه الزواج، وإلى النظرة المادية والفردية التي تسيطر على كثير من الشباب.
فأولاً: الزواج ليس مجرد علاقة تسمح بقضاء الوطر بلا شعورٍ بالإثم، وليس (بروتوكولا) يُضفي على الزوجين قيمة جديدة في المجتمع، وليس عادة أو طريقاً لا بدَّ من سلوكه لإرضاء الآخرين. بل هو شعيرة دينية كبرى مأمور بها. ومما يبين عظمته وأهميته أن الله تعالى عندما عدّد آياته الكبرى الدالة على عظمته، كخلق السموات والأرض، واختلاف لغات الناس وألوانهم، والبرق، ونزول المطر؛ ذكر منها الزواج، فقال: {(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)} ، قال ابن كثير: "أَيْ: خَلَقَ لَكُمْ مِنْ جِنْسِكُمْ إِنَاثًا يَكُنَّ لَكُمْ أَزْوَاجًا ... وَلَوْ أَنَّهُ جَعَلَ بَنِي آدَمَ كُلَّهُمْ ذُكُورًا وَجَعَلَ إِنَاثَهُمْ مَنْ جِنْسٍ آخَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ إِمَّا مِنْ جَانٍّ أَوْ حَيَوَانٍ، لَمَا حَصَلَ هَذَا الِائْتِلَافُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْأَزْوَاجِ، بَلْ كَانَتْ تَحْصُلُ نَفْرَة ... ثُمَّ مِنْ تَمَامِ رَحْمَتِهِ بِبَنِي آدَمَ أَنْ جَعَلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُنَّ مَوَدَّةً: وَهِيَ الْمَحَبَّةُ، وَرَحْمَةً: وَهِيَ الرَّأْفَةُ، فَإِنَّ الرَّجُل يُمْسِكُ الْمَرْأَةَ إِمَّا لِمَحَبَّتِهِ لَهَا، أَوْ لِرَحْمَةٍ بِهَا، بِأَنْ يَكُونَ لَهَا مِنْهُ وَلَدٌ، أَوْ مُحْتَاجَةٌ إِلَيْهِ فِي الْإِنْفَاقِ، أَوْ لِلْأُلْفَةِ بَيْنَهُمَا، وَغَيْرِ ذَلِكَ". كما أن الزواج ميثاق عظيم بين الزوجين، أراده الله تعالى وشهد عليه؛ وفرض التزام كل طرف فيه برعاية الطرف الآخر ومعاشرته بإحسان وحب وود، فإن لم يكن هناك حب فلا أقل من المعاشرة بالرحمة.
وثانياً: إن معرفة فضائل الزواج وحِكَمه تشجع على الإقبال عليه، مثل الحصول على الأجر جراء الامتثال للأمر النبوي بالزواج، (مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ) متفق عليه. وعندما تحصل الذرية، يكون الشاب سبباً في افتخار النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة أفراد أمته أمام الأمم يوم القيامة، ففي الحديث: (انْكِحُوا، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ) رواه ابن ماجه، وكذلك يكون سبباً في وجود أنفسٍ على الأرض تعبد الله تعالى وتذكره، فينال أجر كل حسنة يكتسبونها، ومن منافعه أيضاً حماية المجتمع من الانحرافات التي تهدد تماسكه وترابطه.
وثالثاً: إذا عرف الشاب مفهوم الزواج ومكانته ومنافعه -السالف ذكر بعضها- عاش فيه قرير العين مطمئن النفس منشرح البال، وعدَّ ما وجده في الزواج أثمن بكثير مما فقده: من فراغ وسفر وجلوس مع الأصدقاء ونحوه؛ ولم ينظر إلى الزوجة خصمًا في حلبة صراع، بل شريكة حياة تُعينه وتُواسيه، فيسكُن إليها وتسكن إليه؛ وتكون علاقتهما كما قال الله تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) قِيلَ: "الزَّوْجَانِ يَتَوادّانِ ويَتَراحَمانِ مِن غَيْرِ رَحِمٍ بَيْنَهُما".
ورابعاً: يتردد بعض الشباب عن الزواج لأنه سيضطر إلى صرف بعض دخله لحاجات زوجته وأولاده، ومما يهوّن هذا الأمر، أن الله تعالى قد وعد الفقراء الراغبين في الزواج بالغنى، فقال سبحانه: {(وَأَنْكِحُوا الأيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)} ، قال أَبَو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ : "أَطِيعُوا اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ مِنَ النِّكَاحِ، يُنْجِزْ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ مِنَ الْغِنَى"، وقَالَ عُمَرُ : "عَجِبْتُ لِمَنِ ابْتَغَى الْغِنَى بِغَيْرِ النِّكَاحِ"، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "التمسوا الغنى في النكاح"، وقال ابن كثير: "وَالْمَعْهُودُ مِنْ كَرَمِ اللَّهِ تَعَالَى وَلُطْفِهِ أَنْ يَرْزُقَهُ وَإِيَّاهَا". وفي الحديث: « (ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنهم: وذكر منهم النَّاكِحُ يُرِيدُ الْعَفَافَ) » [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَة] .
ومما يشجع على الإنفاق على الزوجة والعيال حديثُ الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ ‌دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ: دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ) رواه مسلم، وحديث: «(وإنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إلاَّ أُجِرْتَ بِهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ في في امرأتِك)» [متفق عليه] ؛ فينال الزوج في هذه الحالة أجر الصدقة ومضاعفته كلما أنفق على أسرته، وهي نفقة لا تتوقف ليلاً ولا نهاراً.
وخامساً: بالنسبة إلى متاعب تربية الأولاد ورعايتهم، فإن الله تعالى قد رتب على ذلك العون والرزق والأجر العظيم منه ، قال سبحانه: {( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ )} ، قال ابن كثير: "إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ أَتَاكَ الرِّزْقُ مِنْ حَيْثُ لَا تَحْتَسِبُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى {(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب)} ". وفي الحديث «(من عالَ جاريتينِ دخلتُ أنا وَهوَ الجنَّةَ كَهاتين وأشارَ بأصبُعَيْهِ)» [رواه الترمذي] ​​​​​​​، ثم إنك ترى الرجل يتعب ويهتم من أجل عمله أو تجارته أكثر مما يتعب ويهتم في رعاية أولاده وتربيتهم، ومع ذلك لا يكلّ ولا يملّ، بل تراه منشرح الصدر، وبخاصة إذا كوفئ على عمله أو ربح في تجارته، فمن باب أولى ألاّ يكلّ ولا يمل مِن رعاية مَن تحت يده وتربيتهم، لأن الثمرة والأجر في ذلك أعظم وأدوم.

كتبه / منصور بن محمد المقرن








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.59 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.72%)]