|
|||||||
| الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية
شهِد العالَمُ في العقود الأخيرة قَفَزَاتٍ نوعية في مجال التكنولوجيا، وكان للذكاء الاصطناعي نصيب كبير في إحداث تغييرات جوهرية في مختلِف القطاعات، بما في ذلك التعليم؛ حيث يمثِّل الذكاء الاصطناعي أداةً ثورية في تحسين العملية التعليمية، من خلال توظيف تقنياتِ تحليلٍ متقدمةٍ، وتصميم أنظمة تعليمية تتَّسم بالمرونة والدقة؛ لذلك فإن الحاجة ماسة لتوظيف هذه التقنيات في خدمة العلوم الشرعية، وهذا الملف يسلط الضوء على الإمكانات الفريدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لخدمة العلوم الشرعية، عبر تحليل تطبيقاته العملية، واستعراض أمثلة واقعية، ومناقشة التحديات المرتبطة باستخدامه، وتقديم توصيات عملية لتعظيم الاستفادة من هذه التقنيات بما يتناسب مع خصوصيات المجال الشرعي. أولا: في مجال علوم القرآن الكريم بدأ التقنيون منذ وقت مبكر في استخدام التقنية الحديثة، ومنها التطبيقات الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في خدمة نشر القرآن الكريم وتعليمه، وتنوعت استخدامات التقنية في خدمة القرآن الكريم لتشمل نشر النسخ الإلكترونية من القرآن، وتمكين الباحثين من عمليات النسخ واللصق للآيات القرآنية وفق الرسم العثماني، ثم ما تلا ذلك من ربط هذه النسخ بكتب التفسير وأسباب النزول وغيرها من كتب علوم القرآن، إضافة إلى خدمات الفهرسة والبحث الموضوعي والربط مع القراءات المسجلة للقراء المشهورين وغيرها من الخدمات التي قدمتها وتقدمها برامج وتطبيقات القرآن الكريم. وهناك أبحاث تقنية معاصرة في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة القرآن الكريم، بحيث يتم بواسطتها استعمال الأنظمة الخبيرة كما في الميراث مثلا، وفي خدمة التفسير الموضوعي، وفي استخراج سمات سُور القرآن، وغيرها من الموضوعات التي تحتاج في معالجتها إلى قواعد بيانات وافية لاستعمالها في هذه المعالجات، ولقد صُممت خلال الفترة الوجيزة السابقة العشرات من البرامج التي تعتمد الذكاء الاصطناعي لخدمة القرآن وعلومه. تطبيقات قرآنية
![]() إيجابيات ومحاذير
ثانيا: خدمة علوم الحديث النبوي الشريف لا شك أنَّ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الحديث النبوي أصبح واقعًا، وأسهمت فيه تلك الأصول الراسخات التي وضعها أئمة السلف الصالح في الحديث الشريف، التي سبقوا بها عصورهم وابتكروا لها علومًا على غير سابق لهم، مثل: علم الرواية، والإسناد، وعلم الرجال، وعلم مصطلح الحديث، وعلم فقه الحديث. وأمام هذا الانتاج الضخم من الموسوعات الحديثية وكتب الصحاح والمسانيد وغيرها من المؤلفات في مختلف علوم الحديث النبوي، وفي ظل التطور التقني المذهل والمتسارع، استثمر علماء الحديث مع علماء التقنية في العديد من الأفكار والتطبيقات والبرامج التقنية والذكاء الاصطناعي في علوم الحديث، ومن ذلك على سبيل المثال: برنامج خدمة الحديث وعلومه ويعد أحد أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحديث النبوي الشريف وعلومه في تخريج الأحاديث آليا، والتحدي الكبير هل يمكن الحكم على الحديث النبوي الشريف عن طريق الذكاء الاصطناعي أم أن هناك خصوصية للعلل الحديثية تتطلب صنعة بشرية، وتدخلا علميا مباشرًا لدقة الحكم عليه؟ مع أن هناك محاولات جارية لمثل هذا الصنيع. تطبيق الباحث الحديثي وهو تطبيق بحث فوري في السنة الشريفة مع شرح الأحاديث، ومتوفر بأكثر من عشر لغات حول العالم. تطبيق الدُّرر السنية تطبيق شامل لمعرفة الحديث الصحيح والضعيف والموضوع وشرح مختصر وسهل للأحاديث، وتطبيقات متشابهة في المهام منها: تطبيق سنن، وتطبيق جامع الصحيحين، وتطبيق الشاملة الحديثة، ويوفر نشر الأذكار وسنن الرسول اليومية. ![]() إيجابيات ومحاذير
ثالثًا: في مجال الفقه وأصول الفقه يؤكد عدد من المختصين أنَّ الذكاء الاصطناعي وبرامجه، يمكن أن يسهم في قضايا الفقه الإسلامي إسهاما كبيرا أكثر دقة وفعالية، بل وفي وقت قياسي، فتُستخدم تلك التقنيات في: تعلم علوم الآلة، وتحليل البيانات لتحليل النصوص الشرعية، واستخلاص القواعد الشرعية المتصلة به. وقد مكَّن استخدام الذكاء الاصطناعي الباحثين في مجال الفقه الإسلامي من تحليل النصوص الشرعية تحليلا أسرع وأدق، كما ساعدهم في استخلاص الفهم الشامل للأحكام الشرعية المتضمنة فيها، وأسهم في تحليل البيانات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي في استنباط القواعد الشرعية المشتقة بناء على الأدلة الشرعية المتاحة، إضافة إلى استخدام البرامج الآلية لاستكشاف العلاقات والقواعد غير المباشرة المختلفة المرتبطة بموضوعات معينة في الفقه؛ حتى أصبح أداة قوية ومبتكرة لاستنباط الفقه الإسلامي، وإن كانت ما زالت تتطلب الاهتمام بالجوانب الشرعية والتوجيه العلمي المناسب لضمان الدقة والاعتمادية في النتائج، لتطوير المنهجية التقليدية لاستنباط الفقه، وتسهيل فهم الأحكام الشرعية وتطبيقها. رابعا: الذكاء الاصطناعي والفتوى المعاصرة يوفر الذكاء الاصطناعي المعلومات والإجابات الشرعية، من خلال العمل على تحليل الكم الهائل من المعلومات المتاحة في الكتب والمقالات والفتاوى السابقة ومعالجتها، وباستخدام تقنيات التعلم الآلي يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم إجابات شرعية سريعة ودقيقة للمستخدمين والمتسائلين. وقد أسهم الذكاء الاصطناعي في تصنيف الفتاوى والأحكام الشرعية وترتيبها وفقًا للمواضيع والفقهاء والمراجع العلمية؛ مما سهل على الباحثين عن فتاوى محددة أو أحكام شرعية أن يجدوا المعلومات بسهولة ويسر، ويتصفحوا المراجع المعتبرة بطريقة فعالة، والتواصل المباشر مع العلماء المعتبرين، سواء عبر منصات الدردشة أو الروبوتات الذكية، وبذلك يمكن للأفراد طرح أسئلتهم والحصول على الإجابات بنظام مباشر وفوري. كما كان للترجمة والتعريب للفتاوى والإجابات عن الأسئلة المتكررة دور فاعل في تعلم غير النطاقين بالعربية الكثير من أحكام الفقه، مما أتاح فهما أوسع وأعمّ للمعلومات الشرعية، وتوفير الإرشادات الدينية بلغات مختلفة، وجعل الكثير من الإجابات والمعلومات الدينية متاحة للجميع بطريقة أوسع وأسرع. الروبوت المفتي طرحت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة نموذج (الروبوت المفتي)، الذي يقوم بدور مهم في توجيه المعتمرين والحجاج، ويشرح كيفية أداء المناسك، وهو قادر أيضًا على الحركة والتجوال لتقديم خدماته المعلوماتية بعدد من اللغات، والتي بلغت إحدى عشرة لغة مختلفة، كما تسعى دار الإفتاء المصرية حاليًا إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، من خلال تطبيق «فتوى برو» الذي يحوي لغات عديدة إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية، وسبق أن اعتمدت دولة الإمارات في سنة 2019م استخدام الذكاء الاصطناعي عبر إطلاق إمارة دبي «منصة إفتاء إلكترونية» تعتمد عليه، للإجابة عن الأسئلة الدينية دون الحاجة إلى بشر. إيجابيات ومحاذير
خامسًا: في مجال الدعوة ظهرت تطبيقات الإرشاد الديني والدعوي سواء للمسلمين أو لغير المسلمين؛ إذ أتاحت كثيرا من الإجابات الفورية عن الإسلام وأحكامه، وظهرت الكثير من التطبيقات التقنية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتعمل على تطوير برمجيات التعريف بالإسلام إلكترونيًا بحسب الحاجة وحالة المدعو ودينه، وعقيدته ومذهبه وقد نوقشت دراسة علمية متخصصة في الدعوة، اعتنت بموضوع الذكاء الاصطناعي في جامعة الإمام بالرياض، وأكدت تميز الذكاء الاصطناعي بمميزات تجعل من استخدامه فائدة تعود على الدعوة بطريقة كبيرة ونافعة إذا استُخدمت الاستخدام السليم. إيجابيات ومحاذير
![]() النتائج والتوصيات على الرغم من الإيجابيات والفوائد العديدة التي حققها الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية، فإن الاعتماد الكامل عليه يواجه تحديات تتعلق بسلامة النصوص، ودقة الاستنتاجات، ومدى قدرة الأنظمة على فهم السياق والحسّ البشري في المسائل الدقيقة؛ لذلك لابد من مراعاة الضوابط التالية:
د.المكيمي: يجب أن تخضع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية للرقابة من المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية الموثوقة
![]() أصبح الذكاء الاصطناعي أداة مركزية في خدمة العلوم الشرعية وتطويرها ، ويوفر إمكانيات كبيرة لتحليل النصوص، وتصنيف المرويات، وتسهيل وصول العلم الشرعي إلى أكبر جمهور ممكن، ومع ذلك تبقى هناك ضوابط شرعية وتحديات مهمة أمام تطبيقاته، ونتعرف على هذه التحديات وتلك الضوابط مع د. خالد وليد المكيمي الحاصل على جائزة الكويت للتميز والإبداع الشبابي في مجال العلوم الشرعية.
![]()
![]()
اعداد: وائل رمضان
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |