الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5057 - عددالزوار : 2238938 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4639 - عددالزوار : 1517028 )           »          الرقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تدبرات الجزء الرابع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العَفُو! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          "من حُسن إسلام المرء، تركه ما لا يعنيه" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          روحنة المادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا تهمل القرآن بحجة طلبِك للعلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          {وإنّ جندنا لهم الغالبون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2025, 02:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 164,880
الدولة : Egypt
افتراضي الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية

الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية


  • استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة الحديث النبوي أصبح أمرًا واقعًا وساهمت في ذلك تلك الأصول الراسخات التي وضعها أئمة السلف الصالح
  • يمثِّل الذكاء الاصطناعي ثورة تقنية في العملية التعليمية من خلال تصميم أنظمة تعليمية تتَّسم بالمرونة والدقة لذلك كانت هناك حاجة ماسة لتوظيف هذه التقنيات في خدمة العلوم الشرعية
  • ساهم الذكاء الاصطناعي في تصنيف الفتاوى والأحكام الشرعية وترتيبها وفقًا للمواضيع والفقهاء والمراجع العلمية مما سهل على الباحثين إيجاد المعلومات بسهولة
  • مكَّن استخدام الذكاء الاصطناعي الباحثين في مجال الفقه الإسلامي من تحليل النصوص الشرعية بنظام أسرع وأدق كما ساعدهم في استخلاص الفهم الشامل للأحكام الشرعية المتضمنة فيها
  • أتاحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي الكثير من الإجابات الفورية عن الإسلام وأحكامه وظهرت برمجيات للتعريف بالإسلام إلكترونيا
  • لابد من الاهتمام الدائم للتوعية بالمحاذير والمخاطر المرتبطة بالاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي وتأكيد أن دوره مساعد وليس بديلا عن المتخصصين من البشر
  • تجري أبحاث تقنية معاصرة في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة القرآن الكريم من خلال استعمال الأنظمة الخبيرة في التفسير الموضوعي وفي استخراج سمات سُور القرآن وغيرها من الموضوعات
شهِد العالَمُ في العقود الأخيرة قَفَزَاتٍ نوعية في مجال التكنولوجيا، وكان للذكاء الاصطناعي نصيب كبير في إحداث تغييرات جوهرية في مختلِف القطاعات، بما في ذلك التعليم؛ حيث يمثِّل الذكاء الاصطناعي أداةً ثورية في تحسين العملية التعليمية، من خلال توظيف تقنياتِ تحليلٍ متقدمةٍ، وتصميم أنظمة تعليمية تتَّسم بالمرونة والدقة؛ لذلك فإن الحاجة ماسة لتوظيف هذه التقنيات في خدمة العلوم الشرعية، وهذا الملف يسلط الضوء على الإمكانات الفريدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لخدمة العلوم الشرعية، عبر تحليل تطبيقاته العملية، واستعراض أمثلة واقعية، ومناقشة التحديات المرتبطة باستخدامه، وتقديم توصيات عملية لتعظيم الاستفادة من هذه التقنيات بما يتناسب مع خصوصيات المجال الشرعي.
أولا: في مجال علوم القرآن الكريم
بدأ التقنيون منذ وقت مبكر في استخدام التقنية الحديثة، ومنها التطبيقات الذكية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في خدمة نشر القرآن الكريم وتعليمه، وتنوعت استخدامات التقنية في خدمة القرآن الكريم لتشمل نشر النسخ الإلكترونية من القرآن، وتمكين الباحثين من عمليات النسخ واللصق للآيات القرآنية وفق الرسم العثماني، ثم ما تلا ذلك من ربط هذه النسخ بكتب التفسير وأسباب النزول وغيرها من كتب علوم القرآن، إضافة إلى خدمات الفهرسة والبحث الموضوعي والربط مع القراءات المسجلة للقراء المشهورين وغيرها من الخدمات التي قدمتها وتقدمها برامج وتطبيقات القرآن الكريم. وهناك أبحاث تقنية معاصرة في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة القرآن الكريم، بحيث يتم بواسطتها استعمال الأنظمة الخبيرة كما في الميراث مثلا، وفي خدمة التفسير الموضوعي، وفي استخراج سمات سُور القرآن، وغيرها من الموضوعات التي تحتاج في معالجتها إلى قواعد بيانات وافية لاستعمالها في هذه المعالجات، ولقد صُممت خلال الفترة الوجيزة السابقة العشرات من البرامج التي تعتمد الذكاء الاصطناعي لخدمة القرآن وعلومه.
تطبيقات قرآنية
  • تطبيق مصحف المدينة: وهو تطبيق صادر عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، الذي يدعم ثلاث عشرة لغة عالمية، ويحتوي على خاصية البحث السريع والتفسير الميسر.
  • تطبيق الباحث القرآني: ويعد أكبر موسوعة في التفسير وعلوم القرآن مع واجهة بسيطة؛ إذ يحتوي على التفسير، والقراءات، والإعراب، وعلوم القرآن، وأسباب النزول، وأحكام القرآن والمعاجم وغيرها.
  • تطبيق غريب معاني القرآن الكريم: وهو تطبيق تفاعلي لتعلم معاني القرآن الكريم، يشمل شرحا لمعاني القرآن عبر مقاطع مرئية وأسئلة مختلفة، ويمكن الحصول على شهادة إنجاز معتمدة من مركز تفسير.
وهناك العديد من التطبيقات، مثل تطبيق (كتاتيب)، وتطبيق (إجلال)، وتطبيق (احفظ القرآن)، وتطبيق (الكشاف)، و(المكتبة القرآنية)، وتطبيق (ختمة آيات القرآن)، و(المصحف الشامل للأطفال)، و(التفسير الصوتي)، و(المصحف الذهبي مُدكّر) وغيرها الكثير.
إيجابيات ومحاذير
  • الإيجابيات: تعزيز نشر كتاب الله وتيسير البحث العلمي في القرآن وعلومه.
  • المحاذير: وجوب الحرص الشديد في صحة الُمدخلات والبيانات؛ فالخطأ في نصوص القرآن الكريم له آثار بالغة وخطيرة.
ثانيا: خدمة علوم الحديث النبوي الشريف
لا شك أنَّ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة الحديث النبوي أصبح واقعًا، وأسهمت فيه تلك الأصول الراسخات التي وضعها أئمة السلف الصالح في الحديث الشريف، التي سبقوا بها عصورهم وابتكروا لها علومًا على غير سابق لهم، مثل: علم الرواية، والإسناد، وعلم الرجال، وعلم مصطلح الحديث، وعلم فقه الحديث. وأمام هذا الانتاج الضخم من الموسوعات الحديثية وكتب الصحاح والمسانيد وغيرها من المؤلفات في مختلف علوم الحديث النبوي، وفي ظل التطور التقني المذهل والمتسارع، استثمر علماء الحديث مع علماء التقنية في العديد من الأفكار والتطبيقات والبرامج التقنية والذكاء الاصطناعي في علوم الحديث، ومن ذلك على سبيل المثال:
برنامج خدمة الحديث وعلومه
ويعد أحد أشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الحديث النبوي الشريف وعلومه في تخريج الأحاديث آليا، والتحدي الكبير هل يمكن الحكم على الحديث النبوي الشريف عن طريق الذكاء الاصطناعي أم أن هناك خصوصية للعلل الحديثية تتطلب صنعة بشرية، وتدخلا علميا مباشرًا لدقة الحكم عليه؟ مع أن هناك محاولات جارية لمثل هذا الصنيع.
تطبيق الباحث الحديثي
وهو تطبيق بحث فوري في السنة الشريفة مع شرح الأحاديث، ومتوفر بأكثر من عشر لغات حول العالم.
تطبيق الدُّرر السنية
تطبيق شامل لمعرفة الحديث الصحيح والضعيف والموضوع وشرح مختصر وسهل للأحاديث، وتطبيقات متشابهة في المهام منها: تطبيق سنن، وتطبيق جامع الصحيحين، وتطبيق الشاملة الحديثة، ويوفر نشر الأذكار وسنن الرسول اليومية.
إيجابيات ومحاذير
  • الإيجابيات: توفير إمكانيات كبيرة للبحث السريع والتصنيف الأولي في مدونات الحديث الشريف.
  • المحاذير: خطر نشر الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة؛ بسبب الاعتماد فقط على السند دون مراعاة دقة المتن، وهو ما يتطلب دائماً متابعـة علمية بشرية.
ثالثًا: في مجال الفقه وأصول الفقه
يؤكد عدد من المختصين أنَّ الذكاء الاصطناعي وبرامجه، يمكن أن يسهم في قضايا الفقه الإسلامي إسهاما كبيرا أكثر دقة وفعالية، بل وفي وقت قياسي، فتُستخدم تلك التقنيات في: تعلم علوم الآلة، وتحليل البيانات لتحليل النصوص الشرعية، واستخلاص القواعد الشرعية المتصلة به. وقد مكَّن استخدام الذكاء الاصطناعي الباحثين في مجال الفقه الإسلامي من تحليل النصوص الشرعية تحليلا أسرع وأدق، كما ساعدهم في استخلاص الفهم الشامل للأحكام الشرعية المتضمنة فيها، وأسهم في تحليل البيانات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي في استنباط القواعد الشرعية المشتقة بناء على الأدلة الشرعية المتاحة، إضافة إلى استخدام البرامج الآلية لاستكشاف العلاقات والقواعد غير المباشرة المختلفة المرتبطة بموضوعات معينة في الفقه؛ حتى أصبح أداة قوية ومبتكرة لاستنباط الفقه الإسلامي، وإن كانت ما زالت تتطلب الاهتمام بالجوانب الشرعية والتوجيه العلمي المناسب لضمان الدقة والاعتمادية في النتائج، لتطوير المنهجية التقليدية لاستنباط الفقه، وتسهيل فهم الأحكام الشرعية وتطبيقها.
رابعا: الذكاء الاصطناعي والفتوى المعاصرة
يوفر الذكاء الاصطناعي المعلومات والإجابات الشرعية، من خلال العمل على تحليل الكم الهائل من المعلومات المتاحة في الكتب والمقالات والفتاوى السابقة ومعالجتها، وباستخدام تقنيات التعلم الآلي يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم إجابات شرعية سريعة ودقيقة للمستخدمين والمتسائلين. وقد أسهم الذكاء الاصطناعي في تصنيف الفتاوى والأحكام الشرعية وترتيبها وفقًا للمواضيع والفقهاء والمراجع العلمية؛ مما سهل على الباحثين عن فتاوى محددة أو أحكام شرعية أن يجدوا المعلومات بسهولة ويسر، ويتصفحوا المراجع المعتبرة بطريقة فعالة، والتواصل المباشر مع العلماء المعتبرين، سواء عبر منصات الدردشة أو الروبوتات الذكية، وبذلك يمكن للأفراد طرح أسئلتهم والحصول على الإجابات بنظام مباشر وفوري. كما كان للترجمة والتعريب للفتاوى والإجابات عن الأسئلة المتكررة دور فاعل في تعلم غير النطاقين بالعربية الكثير من أحكام الفقه، مما أتاح فهما أوسع وأعمّ للمعلومات الشرعية، وتوفير الإرشادات الدينية بلغات مختلفة، وجعل الكثير من الإجابات والمعلومات الدينية متاحة للجميع بطريقة أوسع وأسرع.
الروبوت المفتي
طرحت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة نموذج (الروبوت المفتي)، الذي يقوم بدور مهم في توجيه المعتمرين والحجاج، ويشرح كيفية أداء المناسك، وهو قادر أيضًا على الحركة والتجوال لتقديم خدماته المعلوماتية بعدد من اللغات، والتي بلغت إحدى عشرة لغة مختلفة، كما تسعى دار الإفتاء المصرية حاليًا إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، من خلال تطبيق «فتوى برو» الذي يحوي لغات عديدة إضافة إلى الإنجليزية والفرنسية، وسبق أن اعتمدت دولة الإمارات في سنة 2019م استخدام الذكاء الاصطناعي عبر إطلاق إمارة دبي «منصة إفتاء إلكترونية» تعتمد عليه، للإجابة عن الأسئلة الدينية دون الحاجة إلى بشر.
إيجابيات ومحاذير
  • الإيجابيات: استثمار الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قوية ومبتكرة للاستنباط والتحليل الفقهي.
  • المحاذير: ضرورة الاهتمام بالتوجيه الشرعي لتلافي الخطأ وضمان دقة النتائج واعتمادها.
خامسًا: في مجال الدعوة
ظهرت تطبيقات الإرشاد الديني والدعوي سواء للمسلمين أو لغير المسلمين؛ إذ أتاحت كثيرا من الإجابات الفورية عن الإسلام وأحكامه، وظهرت الكثير من التطبيقات التقنية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتعمل على تطوير برمجيات التعريف بالإسلام إلكترونيًا بحسب الحاجة وحالة المدعو ودينه، وعقيدته ومذهبه وقد نوقشت دراسة علمية متخصصة في الدعوة، اعتنت بموضوع الذكاء الاصطناعي في جامعة الإمام بالرياض، وأكدت تميز الذكاء الاصطناعي بمميزات تجعل من استخدامه فائدة تعود على الدعوة بطريقة كبيرة ونافعة إذا استُخدمت الاستخدام السليم.
إيجابيات ومحاذير
  • الإيجابيات: التيسير على الدعاة في الاستحضار السريع للمعلومة وتبادل الخبرات.
  • المحاذير: قصور الذكاء الاصطناعي عن استيعاب المشاعر والعواطف التي تحتاجها مجالات الدعوة والتعليم الديني.
النتائج والتوصيات
على الرغم من الإيجابيات والفوائد العديدة التي حققها الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية، فإن الاعتماد الكامل عليه يواجه تحديات تتعلق بسلامة النصوص، ودقة الاستنتاجات، ومدى قدرة الأنظمة على فهم السياق والحسّ البشري في المسائل الدقيقة؛ لذلك لابد من مراعاة الضوابط التالية:
  • ضرورة تشديد الرقابة العلمية والشرعية على كل تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة العلوم الشرعية، مع تفعيل المراجعة البشرية الدقيقة للمخرجات لضمان الصحة والدقة الشرعية.
  • تعزيز التعاون بين العلماء المتخصصين والمطورين التقنيين لضمان تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تتلاءم مع خصوصيات النصوص الشرعية ودقة الأحكام الفقهية.
  • تطوير قواعد بيانات واعتماد معايير صارمة للتحقق والتوثيق في إدخال النصوص وبناء الأنظمة المؤتمنة التي تتعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية بالذات.
  • الاهتمام الدائم للتوعية بالمحاذير والمخاطر المرتبطة حال الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، وتأكيد أن دوره مساعد وليس بديلا عن المتخصصين البشر، ولا سيما في القضايا ذات الأبعاد الإنسانية أو التي تتطلب الفهم السياقي العميق.
  • مواصلة البحث وتحديث التطبيقات والاستفادة من نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة، مع الحرص على توظيفها بنظام يخدم الشريعة الإسلامية ويحفظ أصالة العلوم الدينية.
د.المكيمي: يجب أن تخضع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية للرقابة من المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية الموثوقة
  • لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الباحث أو المفتي لأن عمليات الاستنباط تستدعي فقه الواقع والفهم المتعمق والإدراك الــمـــقــــاصــــدي
  • الانبهار المفرط بتقنيات الذكاء الاصطناعي قد يدفع بعضنا إلى رفع سقف التوقعات بطريقة غير واقعية مايفتح بابًا لتلقي الأحكام أو الفتاوى دون وعي أو تحقق فيكون خطراً على سلامة الدين وفهمه الصحيح
  • تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجال الشرعي يتطلب تعاوناً تكامليا بين المختصين في العلم الشرعي والخبراء التقنيين لضمان دقة المخرجات وسلامة التطبيقات
أصبح الذكاء الاصطناعي أداة مركزية في خدمة العلوم الشرعية وتطويرها ، ويوفر إمكانيات كبيرة لتحليل النصوص، وتصنيف المرويات، وتسهيل وصول العلم الشرعي إلى أكبر جمهور ممكن، ومع ذلك تبقى هناك ضوابط شرعية وتحديات مهمة أمام تطبيقاته، ونتعرف على هذه التحديات وتلك الضوابط مع د. خالد وليد المكيمي الحاصل على جائزة الكويت للتميز والإبداع الشبابي في مجال العلوم الشرعية.
  • كيف يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة العلوم الشرعية؟
  • التقنيات الحديثة تمكّن من بناء أدوات لتحليل كميات كبيرة من النصوص الشرعية، وتسهيل البحث في القرآن الكريم والحديث النبوي، وتصنيف الروايات الحديثية، ومساعدة الباحثين في الوصول إلى الفتاوى والآراء الفقهية خلال ثوان.
مثال ذلك: استخدام الذكاء الاصطناعي في منصات تستخدم لتفريغ المحاضرات وفهرسة الأحاديث النبوية، وتحليل السياقات الزمنية والثقافية للنصوص، وترجمة المحاضرات والفيديوهات، وإصلاح الأشرطة والتسجيلات القديمة للعلماء الربانيين.
  • ماذا عن إصدار الفتاوى بالذكاء الاصطناعي؟ وهل هناك ضوابط لذلك؟
  • الذكاء الاصطناعي يعدّ وسيلة مباحة شرعًا في أصله إذا خدم الشريعة وكان تحت إشراف العلماء، لكن.. لا يجب الاعتماد عليه بدلاً من المفتي البشري؛ لأن الاستنباط الفقهي للأحكام يتطلب إدراكًا بشريا عميقًا لا يمكن للآلة محاكاته بالكامل، قال -تعالى-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النحل: 43)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إنما شفاء العي السؤال» (رواه أبو داود)، ويمكن الاستفادة منه من خلال الأدوات المحرَّرة والمطوَّرة من قبل المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية.
  • هل يمكن أن يحلّ الذكاء الاصطناعي محل الباحث أو المفتي؟
  • لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الباحث أو المفتي؛ لأن عمليات الاستنباط تستدعي فقه الواقع، والفهم المتعمق، والإدراك المقاصدي، وهي خصائص بشرية في المقام الأول؛ حيث إن المفتي يجب أن يتحقق فيه شروط عدة، وهي أن يكون: مسلماً، عاقلاً، عدلاً، عالماً بالشريعة، عارفاً بالواقع، وتكون الفتوى مرتبطة بفقه النص وفقه الواقع.
  • ما أبرز التحديات والقيود من وجهة نظرك لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم الشرعية؟
  • الانبهار المفرط بتقنيات الذكاء الاصطناعي قد يدفع بعضنا إلى رفع سقف التوقعات بطريقة غير واقعية؛ مايفتح بابًا لتلقي الأحكام أو الفتاوى دون وعي أو تحقق؛ فيكون خطراً على سلامة الدين وفهمه الصحيح.
الخطأ في فهم النصوص الشرعية أو إسقاط الأحكام دون سياق واقعي، وافتقار الذكاء الاصطناعي للملكة الفقهية: كالفهم العميق للنصوص وتنزيلها على الواقع المتجدد، وكذلك القدرة على الربط بالمقاصد الشرعية، وضمان المراجعة الشرعية المستمرة، كلها من المخاوف والتحديات المتوقعة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال العلوم الشرعية.
  • هل يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في القضاء الشرعي؟
  • نعم، يمكن الاستفادة منه، ولكن ضمن إطار محدود؛ فهناك مجالات قد يسهل فيها التطبيق، مثل قسمة التركات وتحديد الأنصبة الشرعية للورثة؛ حيث تعتمد على قواعد واضحة وحسابات دقيقة، كما يمكن توظيفه في تصنيف القضايا الشرعية وتقديم حلول تقنية لمشكلات تشغيلية واقعية، مع ضرورة وجود رقابة شرعية تضمن سلامة التطبيق.
ومع ذلك، هناك مسائل أكثر تعقيدًا، مثل قضايا الطلاق وما يرتبط بها من أعراف اجتماعية وسياقات إنسانية دقيقة، يصعب على الذكاء الاصطناعي التعامل معها بطريقة مستقلة؛ فهذه القضايا لا يمكن فصلها عن الاجتهاد الفقهي، ولا يصح البتّ فيها دون مراجعة العلماء المختصين.
  • هل ترى أهمية الجمع بين العلماء الشرعيين وخبراء التقنية؟
  • نعم، بكل تأكيد.. فإن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في المجال الشرعي يتطلب تعاوناً وتكامليا بين المختصين في العلم الشرعي والخبراء التقنيين؛ لضمان دقة المخرجات وسلامة التطبيقات، وانطلاقا من هذه الأهمية نوصي المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية أن يقودوا هذه المبادرات، بما يضمن توظيفاً رشيداً للتقنيات الحديثة ويقلل من المخاطر المحتملة.



اعداد: وائل رمضان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]