|
|||||||
| الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الدماغ الخفيّ داخل القلب .. اكتشاف علمي مـذهل لسر من أسرار القرآن
الشيخ: أنيس الرحمن الندوي (رئيس تحرير مجلة تعمير فكر) كنا نسمع دائما حتى الآن أن جميع أفعال الإنسان تنبع من الدماغ؛ حيث تُظهر الحقائق العلمية أن الدماغ هو مركز التفكير والسلوك، ولطالما زعم العلماء أن القلب ليس له دور في اتخاذ القرار، وأن جميع الأفعال هي نتيجة لنشاط الدماغ وحده، كما أيّد الأطباء هذا الرأي بقولهم: إن نظام التحكم في الجسد يوجد في الدماغ، وليس في القلب. مركز أفعال الإنسان ولكن القرآن الكريم والحديث الشريف يصفان القلب البشري بأنه مركز أفعال الإنسان؛ حيث تؤكد آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - مرارًا وتكرارًا أن جميع أفعال الإنسان تخضع لسيطرة القلب، وبالمثل، يُصوَّر القلب على أنه مركز للخير والشر؛ لذلك فإن إصلاح جميع أفعال الإنسان يعتمد على إصلاح القلب، وفساد الأفعال مرتبط بفساد القلب، وفيما يلي بعض الآيات القرآنية ذات الصلة: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَتَكونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} (الحج: 46) {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف: 179) {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد: ٢٤)، ففي هذه الآيات القلب مركز للعقل والفهم، والتفكر والتأمل. وبالمثل، في بعض الآيات الأخرى، يتم وصف فشل الكافرين في فهم آيات الله وعجزهم عن تلقي الهداية كنتيجة للأقفال الموضوعة على قلوبهم، {كذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} (يونس: 74). مصدر الصلاح والفساد وبالمثل في حديث شريف، بيَّن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أن القلب هو مصدر صلاح جميع أفعال الإنسان وفسادها، «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب». مركز للفهم والإدراك والإيمان وخلاصة القول، فإن الإسلام لا يعد القلب مجرد عضو جسدي يؤدي وظيفة مادية، بل يراه مركزًا للفهم والإدراك والإيمان، والمسؤول عن أفعال الإنسان، وتفكره، وتأمله، وحتى وقت قريب، كانت هذه النصوص الإسلامية تُعدّ في نظر كثيرين من الأوساط العلمية متعارضة مع الفهم العلمي الحديث، وكان المثقفون- ولا سيما المستشرقين- كثيرًا ما يستشهدون بمثل هذه النصوص باعتبارها نماذج لما كانوا يرونه «أخطاءً علمية» في القرآن والحديث، غير أن اكتشافًا علميًا حديثًا قد أدهش الجميع؛ حيث جاء مؤكدًا ومصدقًا للحقائق التي وردت في هذه التعاليم الإسلامية، لقد كشفت هذه الأبحاث أن «التفكير بالقلب» ليس مجرد تعبير مجازي، بل يحمل معنى عميقًا - معنى بدأت العلوم الحديثة اليوم في الاعتراف به، وقد نُشرت هذه الدراسة الرائدة في المجلة العلمية المرموقة (Nature Communications)، وفيما يلي تفاصيل هذا البحث: «دماغ خفي» داخل القلب باستخدام أحدث الأساليب العلمية، كشف الخبراء عن وجود «دماغ خفيّ» داخل القلب، فقد اكتشف فريق من الباحثين من جامعة (كولومبيا) ومعهد (كارولينسكا) شبكة معقدة من الخلايا العصبية (الألياف العصبية) داخل القلب، تعمل بطريقة مشابهة لعمل الدماغ، وقد أوضح العلماء أن القلب يحتوي على نظام عصبي متطور يعمل بطريقة تشبه إلى حد كبير الدماغ، واستنادًا إلى هذا، بدأ العلماء اليوم يقولون: إن القلب لا يقتصر دوره على ضخ الدم فحسب، بل يلعب أيضًا دورًا مهما في التحكم بوظائف الجسم وإصدار الأوامر كالدماغ. الجهاز العصبي الذاتي للقلب ووفقًا لهذا البحث، يحتوي القلب على حوالي 40٫000 خلية عصبية، يُطلق عليها اسم «دماغ القلب» أو «الجهاز العصبي الذاتي للقلب»، وهنا يبرز السؤال: ما وظيفة هذه الخلايا العصبية؟ الإجابة هي أن هذه الخلايا قادرة على استشعار المعلومات، ومعالجتها، والتواصل مع الدماغ من خلال علاقة ثنائية الاتجاه. وقد كشفت الدراسة أيضًا أن عدد الإشارات التي يرسلها القلب إلى الدماغ يفوق عدد الإشارات التي يرسلها الدماغ إلى القلب، وتؤثر هذه الخلايا العصبية القلبية على المشاعر، واتخاذ القرار، والسكينة الذهنية. يؤكد الخبراء الآن بثقة أن التحكم في جسم الإنسان ليس من اختصاص الدماغ فقط، بل القلب له دور مساوٍ في هذه العملية. صراع مستمر بين القلب والدماغ يمكننا بسهولة ملاحظة الصراع المستمر بين القلب والدماغ في اتخاذ قراراتنا اليومية؛ فالقلب مرتبط ارتباطًا عميقًا بالأخلاق والثقافة، وبدقة الفن والحكمة، بينما يعمل الدماغ بطريقة موضوعية ومنطقية بحتة. يعمل الدماغ على أساس عقلاني صارم، داعيًا إلى المساواة من خلال مبدأ «العين بالعين»، في حين يقترح القلب نهجًا بديلاً يميل نحو التسامح بدلًا من الانتقام. يقول الدماغ: إذا لم يساعدك أحد، فلا داعي لأن تساعده، ومن الناحية المنطقية، فإن الدماغ محق في هذا القول، ومع ذلك، يعرض القلب وجهة نظر مختلفة، ناصحًا بأنه حتى لو لم يُحسن إليك أحد، فكن أنت المُحسن إليه، الدماغ مرتبط بالمادية وحدها، في حين أن القلب يسمو بنا، ويوجهنا نحو التمسك بالقيم الأخلاقية، وتقوية الروابط الاجتماعية، والتصرف بطرائق تجعل الحياة أسهل للآخرين؛ ما يكسبنا احترامهم وتقديرهم. أصول اتخاذ القرار يستهدف هذا الاكتشاف العلمي الحديث الكشف عن أصول اتخاذ القرار لدى الإنسان؛ فيصرح العلم الآن بأن القلب ليس مجرد عضو لضخ الدم، بل له دور في الذكاء العاطفي، وبينما كان القرآن الكريم قد أخبرنا قبل قرون أن «القلب هو وسيلة الفهم والإدراك»، بدأت العلوم الحديثة اليوم تعبر عن هذه الحقيقة بلغتها الخاصة. شبكة عصبية داخل القلب لقد كشفت الأبحاث العلمية الآن عن وجود شبكة عصبية داخل قلب الإنسان، تتكون من حوالي 40٫000 خلية عصبية (خلية عصبية)، ويُطلق بعض الخبراء على هذه الشبكة اسم «دماغ القلب»، وتُعرف هذه الشبكة العصبية باسم «الجهاز العصبي الذاتي للقلب (Intrinsic Cardiac Nervous System)، وهي في تواصل مستمر مع الدماغ، ولا يقتصر دور هذا النظام على تنظيم الوظائف الجسدية فقط، بل يؤثر أيضًا على المشاعر والذكريات وردود الأفعال. خلاصة القول القلب ليس مجرد مضخة لقد كشف القرآن الكريم عن هذه الحقيقة قبل أكثر من 1400 عام، مؤكدًا أن القلب ليس مجرد مضخة؛بل هو مركز للفهم والإدراك والوعي، فعندما نقوم بأعمال الخير، أو نتحدث بالحق، أو ندعو دعاءً نابعًا من أعماق القلب، فإن القلب ينبض، ليس فقط على المستوى الجسدي، بل على المستوى الروحي أيضًا، فقلبك لا ينبض فقط، بل «يعلم ويدرك» أيضا. وها هو العلم اليوم يكتشف الأسرار التي أعلنها القرآن الكريم منذ قرون، مما يثبت أن هذه واحدة من المعجزات العلمية للقرآن الكريم، ويُعدّ دليلًا قويا على أن القرآن الكريم هو وحي إلهي، نزل من لدن خالق الكون، لهداية البشرية. هل العقل محلّه القلب؟ هناك طائفة من العلماء قديما وحديثا ذكرت بأن محل العقل هو القلب كالقرطبي والشوكاني، والرازي وابن تيمية، والأمين الشنقيطي والألباني، وابن عثيمين، ولديهم في ذلك أدلة من الكتاب والسُنَّة، ومما يزيد الأمر وضوحًا قول الشيخ ابن عثيمين في جواب سؤال: هل العقل في الدماغ أو في القلب؟ حيث قال: قال بعض الناس: في القلب، وقال بعض الناس: في الدماغ، وكل منهم له دليل، لكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال الله -عز وجل-؛ لأن الله -تعالى- هو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال -تعالى-: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؛ ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت، فسد الجسد كله»؛ فالعقل في القلب، والقلب في الصدر، لكن الدماغ يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب لينظر أوامره، ثم ترجع الأوامر من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ. إذاً الدماغ بمنزلة (السكرتير) ينظم المعاملات ويرتبها ثم يرسلها وهو القلب، إلى المسؤول فيعتمد أو يرد، ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ، والدماغ يأمر الأعصاب، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله - في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه إشارة عامة؛ فقال: محل العقل القلب، وله اتصال بالدماغ، لكن التفصيل الأول واضح جدا، الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله» اهـ. وقد سئلت اللجنة الدائمة عن التوفيق بين قول الله -عز وجل-: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} وبين قوله -سبحانه-: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} باعتبار أن الآية الأولى تدل على أن القلوب هي التي تعقل، وأن الآية الثانية خصت أولي الألباب بالذكرى. فأجابت: لا تنافي بين الآيتين؛ لأن العقل مصدره القلب، وله اتصال بالدماغ كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم، والعقل الصريح لا يتعارض مع النقل الصحيح؛ فإن تعارضا ففي أحدهما خلل، ثم ما كل ما جاء في النصوص يدركه العقل، فالواجب تقديم النقل؛ لأن النقل معصوم، والعقل ناقص وغير معصوم. اهـ. هذا وقد كثرت الأبحاث العلمية عن حقيقة القلب وأثره ووظائفه وعقلانيته؛ فهو يدرك ويفكر ويشعر ويتبادل المعلومات مع المخ، وهو المسؤول عن عواطف الإنسان ومشاعره، وهذا الموضوع أحد موضوعات الإعجاز العلمي في القرآن. اعداد: الفرقان
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |