مبدأ التخصص في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-06-2025, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي مبدأ التخصص في الإسلام

مبدأ التخصص في الإسلام

حسان أحمد العماري

الخطبة الأولى
الحمد لله فاطر الأرض والسموات، عالِمِ الأسرار والخفيات، المطَّلع على الضمائر والنيات، أحاط بكل شيء علمًا، ووسع كل شيء رحمةً وحلمًا، وقهر كل مخلوق عزةً وحكمًا، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا، لا تدركه الأبصار، ولا تغيره الدهور والأعصار، ولا تتوهمه الظنون والأفكار، وكل شيء عنده بمقدار، أتقن كل ما صنعه وأحكمه، وأحصى كل شيء وقدَّره، وخلق الإنسان وعلَّمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةَ مَن عرَف الحق والتزمه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أفضل من صدع بالحق وأسمعه، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد عباد الله:
فلقد خلق الله الناس في هذا الكون، وفاوت بينهم بالقدرات والملَكات والأفهام، ويسَّر لكل إنسان وجهته وطريقه، وكلَّف من الأعمال ما يُطاق ويكون في مقدوره، وبيَّن له الخير من الشر، والحق من الباطل، والحلال من الحرام، والإسلام عند بنائه للمجتمع المسلم وتعميره للأرض، بيَّن أن الناس لا يستوون، فلكل واحد منهم قدراته ومواهبه، وفهمه واهتماماته؛ فمنهم القوي، ومنهم الضعيف، ومنهم الذكي، ومنهم الأقل ذكاءً، ومنهم الشجاع، ومنهم الجبان، ومنهم المتعلم، ومنهم الأمي، ومنهم صاحب الهِمم والغايات النبيلة، ومنهم من يحيا على سفاسف الأمور، وخصَّ المرأة بأعمال تتميز بها عن الرجل.

فدعا الإسلام - لأجل ذلك - في جانب الأعمال والتكاليف الحياتية إلى مبدأ التخصص في الأعمال والتكاليف، وأن يقوم كل إنسان من الأعمال بما يُحسن، والتخصص يعني اقتصار عضو أو فرد أو جماعة على فنٍّ معين، أو عمل معين، وهو من الضرورات للمجتمع المتكامل؛ حيث تُوزَّع الأعمال والعلوم بين الأفراد، كل فرد بما وهبه الله من قدرة ومعرفة في مجاله، أو بما أوكل إليه من مصالح المسلمين، والتخصص يعني كذلك قيامَ كل فرد بالعمل الذي يُتقنه، وهو يعني أيضًا وضع الفرد المناسب في العمل المناسب له، الذي يستطيع من خلاله أن ينجز ويقدم الخير لمجتمعه وأمته، وهو - بلا شك - يزيد في الإتقان، ويؤدي إلى المهارة والجودة، والاكتشاف والاختراع، ويحد من الفوضى، ويقود إلى النجاح.

وهذا مبدأٌ إسلاميٌّ عظيمٌ؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة: 122]، وقال تعالى مُبيِّنًا أن الأمورَ في حياةِ الناسِ يجبُ أن تُردَّ إلى أهلِ الاختصاصِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59].

ويقول عليه الصلاة والسلام: ((اعملوا فكل ميسرٌ لما خلق له))؛ [رواه البخاري: 4949]؛ ولذا لا يجوز أن يكلف الإنسان بالقيام بأعمالٍ لا يستطيع القيام بها، ولا يصح أن يُطلب من الشخص إنجاز أعمالٍ لا قدرة له على أدائها؛ لأن ذلك يتنافى مع الفطرة الإنسانية، ويتعارضُ مع التوجيهاتِ الإلهيةِ التي تقولُ: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286]، وقال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [الأنبياء: 7].

فالطبيب والمهندس، والعالم والمعلِّم، والباحث والسياسي، والمقاول والبنَّاء والتاجر هو أحق الناس بالسؤال في علمه وتخصصه ووظيفته، كي لا تختلط الأمور، وتتعطل المصالح، وحتى لا تضيع الحقوق، وتُهدر الواجبات، وتعُم الفوضى، ويقل الإنتاج، وتختفي وتتلاشى الإبداعات.

لقد اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالَ بن رباح صاحب الصوت النديِّ؛ ليرفع أول أذان في الإسلام؛ ليصبح ابن رباح أشهر مؤذن في الإسلام، وعن عبدالله بن محيريز أن أبا محذورة حدثه قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر نحوًا من عشرين رجلًا فأذَّنوا، فأعجبه صوت أبي محذورة، فعلمه الأذان))؛ [رواه مسلم: 771]، فاختاره مؤذنًا بعد بلال لجمال صوته.

واختار مصعب بن عمير ليكون سفيرًا له إلى المدينة، فحقق نجاحًا مدويًا، وفرش الطريق بالورد لهجرة الرسول وبناء الدولة، وعندما لمح في زيد بن ثابت قدراته العلمية، وجَّهه لتعلم اللغة، واستفاد منه الخليفة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب بعد ذلك في جمع القرآن، ومن بعدهما عثمان بن عفان في نفس المهمة؛ ليقوم بأعظم مهمة بحثية في التاريخ.

واختار خالد بن الوليد ليكون سيف الله المسلول، وقد صحَّ عنه أنه أشاد بحسان بن ثابت على أنه أشعر الصحابة، وعلى أن عليًّا أقضاهم، ومعاذًا أعلمهم بالحلال والحرام؛ بل فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد بعض الصحابة الذين لهم براعة في علوم معينة، وحثَّنا على أخذ هذه العلوم منهم.

فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرحم أُمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبَيٌّ، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح))؛ [أخرجه الترمذي: 3790، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 1224].

وعندما سأل أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوليه، قال له: ((يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها))؛ [تخريج السيوطي، صححه الألباني في صحيح الجامع: 7823]، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك بما يعلم من صفات أبي ذر وقدراته، أنه لا يستطيع أن يتحمل هذه المسؤولية العظيمة، لكنه وجه أبا ذر إلى العبادة والطاعة والجهاد في سبيل الله.

أيها المؤمنون، عباد الله، إن الحياة لا تستقيم، والأعمال لا تُنجز، إذا لم يقُم كل واحد من أفراد المجتمع بدوره وتخصصه، على مستوى البيت والأسرة والمجتمع، وإن التطور والمدَّ الحضاريَّ سينحسر، وإن علاقات الأفراد بعضهم مع بعض ستُبنى على الغش والتحايل، فتفسد القيم، وتسوء الأخلاق، وتضيع الأمانة.

وعندما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، وقال له رجل: متى الساعة؟ قال: ((إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة))؛ [رواه البخاري]، فيُوضع المرء في غير مكانه وتخصصه وقدراته.

لقد دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سعيد بن عامر الجمحي إلى مؤازرته وقال: يا سعيدُ إنا مُولُّوك على أهل حِمص، فقال سعيد: يا عمرُ، ناشدتك الله ألَّا تفتني، فغضب عمر وقال: ويحكم وضعتم هذا الأمر في عنقي ثم تخليتم عني! والله لا أدعك، ثم ولَّاه على حمص، وقال: ألَا نفرض لك رزقًا؟ قال: وما أفعل به يا أمير المؤمنين؟ فإن عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي، ثم مضى إلى حمص.

وما هو إلا قليل من الزمن حتى وفد على أمير المؤمنين بعض من يثق بهم من أهل حمص، فقال لهم: اكتبوا لي أسماء فقرائكم حتى أسد حاجتهم، فرفعوا كتابًا فإذا فيه: فلان وفلان وسعيد بن عامر، فقال: ومن سعيد بن عامر؟! فقالوا: أميرنا، قال: أميركم فقير؟! قالوا: نعم ووالله إنه ليمر عليه الأيام الطوال، ولا يوقد في بيته نار، فبكى عمر حتى بللت دموعه لحيته.

ولم يمضِ على ذلك وقت طويل حتى أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ديار الشام يتفقد أحوالها، فلما نزل بحمص، لقِيَه أهلها للسلام عليه فقال: كيف وجدتم أميركم؟ قالوا: نعم الأمير يا عمر، إلا أنهم شكَوا إليه أربعًا من أفعاله، كل واحدة منها أعظم من الأخرى، قال عمر: اللهم لا تخيب ظني فيه، وجمعهم به، ثم قال: ما تشكون من أميركم؟

قالوا: لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار، فقلت: وما تقول في ذلك يا سعيد؟ فسكت قليلًا، ثم قال: والله إني كنت أكره أن أقول ذلك، أما وإنه لا بد منه، فإنه ليس لأهلي خادمٌ، فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم، ثم أتريَّث قليلًا حتى يختمر، ثم أخبزه لهم، ثم أتوضأ وأخرج للناس.

قال عمر: وما تشكون منه أيضًا؟ قالوا: إنه لا يجيب أحدًا بليلٍ، قال عمر: وما تقول في ذلك يا سعيد؟ قال: إني والله كنت أكره أن أعلن هذا أيضًا، فأنا قد جعلت النهار لهم والليل لله عز وجل.

قال عمر: وما تشكون منه أيضًا؟ قالوا: إنه لا يخرج إلينا يومًا في الشهر، فقال عمر: وما هذا يا سعيد؟ قال: ليس لي خادم يا أمير المؤمنين، فأنا أجمع ملابسي وأغسلها في الشهر مرة.

ثم قال عمر: وما تشكون منه أيضًا؟ قالوا: تصيبه من حين إلى آخر غشيةٌ، فيغيب عمن في مجلسه، قال عمر: وما هذا يا سعيد؟ فقال: شهدت مصرعَ خُبيب بن عدي وأنا مشرك، ورأيت قريشًا تقطع جسده وهي تقول: أتحب أن يكون محمد مكانك؟ فيقول: والله ما أحب أن أكون آمنًا في أهلي وولدي، وأن محمدًا تشُوكه شوكة، وإني والله ما ذكرت ذلك اليوم وكيف أني تركت نصرته، إلا ظننت أن الله لا يغفر لي، وأصابتني تلك الغشية.

عند ذلك قال عمر: الحمد لله الذي لم يخيب ظني فيك.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا، واجعل الحياة زيادةً لنا من كل خير، قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسلامًا على عباده الذين اصطفى؛ أما بعد:
فلنؤدِّ – عباد الله - الحقوق ونقُم بالواجبات، ونراقب الله في تصرفاتنا وأعمالنا، ونستشعر الأمانات التي كلفنا الله إياها، ولنقُم من الأعمال بما نستطيع وكان في مقدورنا، ولنعلم أن التنافس على الدنيا يقود إلى التفريط بالأعمال، والاشتغال بالملهيات والملذات، وهو علامة على سوء الخاتمة، ودليل على ضعف الاستعداد لامتحان الآخرة.

فلنتُب إلى الله، وننشر الحب والتراحم والتسامح فيما بيننا، ولنُحسن الظن بالله مع إحسان العمل، فما عند الله خير وأبقى، ولا ينال العبد ما عند الله من خير في الدنيا والآخرة، إلا بعمله وحسن ظنه بربه، وصدق نيته.

وانظروا إلى ذاك الشيخ الهرم، الذي كبِرت سِنُّه، وانحنى ظهره، ورقَّ عظمه، أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه يومًا، يجر خُطاه يبحث عن النجاة، وقد سقط حاجباه على عينيه، وهو يدعم على عصًا، جاء يمشي حتى قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بصوت تصارعه الآلام: يا رسول الله، أرأيت رجلًا عمل الذنوب كلها، فلم يترك منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجَّة ولا داجَّة - أي صغيرة ولا كبيرة - إلا أتاها، لو قُسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم، فهل لذلك من توبة؟

فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه، فإذا شيخٌ قد انحنى ظهره، واضطرب أمره، قد هدَّه مَرُّ السنين والأعوام، وأهلكته الشهوات والآلام؛ فقال له صلى الله عليه وسلم: ((فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيراتٍ كلهن، فقال الشيخ: وغَدَراتي وفَجَراتي؟ فقال: نعم، فصاح الشيخ: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، فما زال يكبِّر حتى توارى عنهم))؛ [الحديث رواه الطبراني والبزار، وقال المنذري: إسناده جيد قوي، وقال ابن حجر: هو على شرط الصحيح].

اللهم أصلح فساد قلوبنا، وارحم ضعفنا، وحسِّن أخلاقنا، ووفِّقنا إلى كل خير، واحفظ بلادنا من كل سوء، وولِّ علينا خيارنا، ولا تولِّ علينا شرارنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

هذا، وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبدالله؛ فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحدين، واخذل أعداءك أعداء الدين.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم ألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، واهدِهم سواء السبيل، وردَّنا جميعًا إلى دينك ردًّا جميلًا.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا ووالدينا والمؤمنين عذاب القبر والنار.

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.75 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]