وماذا بعد رمضان؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1184 - عددالزوار : 133280 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-04-2025, 11:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,887
الدولة : Egypt
افتراضي وماذا بعد رمضان؟

وماذا بعد رمضان؟

د. محمد بن مجدوع الشهري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

عباد الله: مضى رمضان وقد كان موسمًا شهد تصارع الهمم فقوم همتهم في الثرى وآخرون سمت فوق الثريا. فنسال الله أن يقبل عمل العاملين ويغفر ذنوب المذنبين ويتوب على التائبين...

مضى رمضان بعد أن علمنا أن العبادة بستان مفتوح للطالبين وليس حكرا على المتدينين، وعلمنا أن المظاهر ليست مقياسا للتفاضل فكم رأينا ممن لا تحمد مظاهره وهو في غرة المتنافسين وفي طليعة المتسابقين لأنهم وإن علتهم مسحة من غبار الشهوات لكن من تحت الغبار قلوبا نخفق بحب الجبار والشوق للجنة والخوف من النار...

مضى رمضان بعد أن علمنا أن التغيير للأحسن ممكن، وأن العبادة جنة من دخلها وذاق طيبها واستنشق عبيرها فلن يستطيع مفارقتها...

مضى رمضان بعد أن كشف لنا صور الإيجابية في مجتمعنا فرأينا صور التنافس في الخيرات، صلاة وصياما وتلاوة وقياما، وذكرا وإحسانا، وبذلا للخير ونفعا للغير ورأينا من معالم الخير ما يصد كل اعاصير الشبهات، ويحطم كل معول للشهوات...مضى رمضان ثم جاء العيد يوم الجوائز وانصرف قوم من المصلى قد غفرت ذنوبهم واعتقت رقابهم من النار لأنهم في رمضان قليلًا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون، بآيات ربهم يؤمنون، وبربهم لا يشركون ومن خشيته مشفقون، الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده، وأولئك هم المفلحون...

أيها المسلمون؛ انتهى شهر رمضان كأي شيء ينتهي، هو شهر عزيز، وكم من عزيز ودَّعْناه، وفي قبره وضعناه، وتحت الثَّرَى واريناه، هل غابت الشمس؟! هل تخلَّف القمر؟! هل أمسكت السماء؟! هل أجدبت الأرض؟! كلَّا ثم كلَّا، وإنَّما الزمن يدور، والحياة تسير، والسفر طويل، والزاد قليل، وما من يوم ينشقُّ فجرُه إلا وينادي مُنادٍ يا بْنَ آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني إلى يوم القيامة لن أعود، انقضى رمضان، وبقي الرحيم الرحمن، انقضى رمضان، وبقي الإيمان، انقضى رمضان وبقي القرآن، انقضى رمضان، وبقيت العبادات وذكر الرحمن، انقضى رمضان وبقي البِرُّ والإحسان، انقضى رمضان كأي شيء ينقضي، فكُلُّ شيءٍ إلى فواتٍ، وكُلُّ جمْعٍ إلى شتات، وكلُّ حَيٍّ لابد أن يموت، وأنَّ الله عز وجل يجمعُ الناس كلَّ الناس ليومٍ لا ريبَ فيه ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 9].

جاء العيد وإن للعيد عندنا نحن المسلمين فرحة... فرحة بفضل الله ورحمته وكريم إنعامه ووافر عطائه.. فرحة بالهداية يوم ضلت فآم من البشر عن صراط الله المستقيم، عيد يجمع المسلم بإخوانه المسلمين فيحس بعمق انتمائه لهذه الأمة ولهذا الدين فيفرح بفضل الله الذي هداه يوم ضل غيره؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

عباد الله: ولأننا أمة الوسطية والاعتدال فكذلك نحن أمة تلتزم الوسطية في فرحها وترفيهها وترويحها... والمنهج الوسط هو المنهج الأسلم والأحكم فهو الذي سار عليه أسلافنا فجعلوا الترويح وسيلة لا غاية وانضباطًا لا انفلاتًا، وعبادة لا عادة...

عباد الله: ولئن مضى الشهر وانقضى فإن المسلم عمله لا ينقضي بانقضاء شهر ولا يتوقف برحيل مرحلة.. إن المسلم يتعامل مع الحي الذي لا يموت من بداء التكليف إلى الرحيل وحاديه ﴿ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ﴾ متذكرًا هدي الأنبياء ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31]...

عباد الله: لقد خضتم في رمضان معركة مع الشهوات خرجتم فيها منتصرين، وذقتم حلاوة النصر وتعودتم سبل الأجر فلماذا يرجع بعضنا إلى مربع المعصية والتقصير بعد أن تطهر وذاق حلاوة الإيمان ولذة العبادة... لكنْ بالمحافظةِ على الفرائضِ وهُجْرَانِ النواهِي والإصَابَةِ مِنَ النَّوافلِ بحظٍ وَافِرٍ، هُو أَدْنى مَا يَحرصُ عليه المسلمُ بعدَ رمضانَ... تعودنا في رمضان أن صلاة الفجر في المساجد فلماذا النكوص بعد رمضان وهجر قرآن الفجر وقد علمتم أنه كان مشهودًا. وسنة الفجر خير من الدنيا وما فيها. فتذكر: « من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله »، وقوله صلى الله عليه وسلم: « بشِّر المشَّائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة ». وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يَلِجَ النارَ أَحَدٌ صلَّى قبلَ طُلُوعِ الشمسِ وقبلَ غُرُوبِهَا»، يَعني: (الفَجْرَ والعَصْرَ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: « مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ فانظرْ يا ابنَ آدمَ لا يطلبنَكَ اللَّهُ بشيءٍ مِن ذمَّتِهِ ».

في رمضان أدركنا أن الصيام والقيام وتلاوة القرآن وضبط الانفعالات والصدقات والبكاء من خشية الله عبادات يمكن اكتسابها والتحلي بها في كل حين، ولئن كانت في رمضان تظهر بصورة كبيرة فإنها في غيره يمكن التحلي بها ولو بصورة أقل... إن من تعود الصيام شهرًا بلا انقطاع لن يعجزه أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر وتذكر قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: « صَوْمُ ثلاثةِ أيامٍ من كُلِّ شهرٍ صَومُ الدَّهرِ كُلِّه ».

وابدأوا بالست من شوال فقد قال صلى الله عليه وسلم: « مَنْ صام رمضان، ثم أتبعه سِتًّا من شوَّال، كان كمَنْ صامَ الدَّهْرَ كُلَّه »... وإن من تعود قراءة أجزاء من القرآن في رمضان لن يعجز أن يواصل المسير ولو بالقليل بعد رمضان حتى لا يكون ممن اتخذ القرآن مهجورا... وإن من قدر على قيام ركعات كثيرة طويلة في رمضان فلن يكون من المستحيل أن يقوم في غيره ولو أن يحافظ على الوتر فقد ندب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: « عليكم بقيامِ الليلِ فإنَّهُ دأبُ الصالحين قبلَكم فإنَّ قيامَ الليلِ قُرْبةٌ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وتكفيرٌ للذنوبِ، ومطردةٌ للداءِ عن الجسدِ ومنهاةٌ عن الإثمِ »؛ وقال صلى الله عليه وسلم: « أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ قِيَامُ اللَّيْلِ »،...

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطبة الثانية
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ: عَرَفتُمْ فَالْزَمُوا، وَبَدَأتُمْ فَاستَمِرُّوا، وَوُفِّقتُمْ فلا تَنْكِصُوا، ذُقتُمْ حَلاوةَ الإيمانِ وعَرفتُمْ طَعْمَهُ، صُمتُمْ وقُمتُمْ وصَلَّيتُمْ، ورتَّلْتُمُ القرآنَ تَرتيلًا.. فَالْزَمُوا هذا الطريقَ المُنيرَ، واستَمِرُّوا على هذا الصراطِ المستقيمِ، حتى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، يا عباد الله فاثبتوا على طاعة ربكم، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]... ما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها وما أقبح السيئة بعد الحسنة تمحقها ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]...

عباد الله: التوازن مطلوب في العبادات، فما بال أقوام كانوا في رمضان مجتهدين في نوافل العبادات فلما انتهى رمضان ضيعوا الفرائض وأهملوا الواجبات... إن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى فريضة، وما تقرب عبد إلى الله بأحب مما افترض عليه، والأيام كلها لله ونحتاج لإعمارها بما عمر به شهر الصيام وتعظيم الله فيها كما عظمناه في رمضان... نعمة سابغة ورحمة واسعة أن تخرج من رمضان مغفورا لك فحافظ على تلك النعمة ولا تبدلها نقمة بالعودة الى العصيان بعد وداع رمضان وإن من ثمار الحسنة الحسنة بعدها، والاستمرار في العبادة عنوان القبول فأظهر حبك للطاعة بالمداومة عليها وإن قلت، وكن دائمًا للقاء الله مستعدًا... وأينما كنت وحيثما نزلت فاتق الله واجعله عليك رقيبًا، فالزم حدود الله واحفظ الله يحفظك وتذكر أن الله يراك فلا تجعله أهون الناظرين إليك، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.33 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]