خطبة عيد الفطر 1446 هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4949 - عددالزوار : 2053166 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4525 - عددالزوار : 1321012 )           »          المنافقون والمنافقات .. خطرهم وصفاتهم في كتاب الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم تخصيص أدعية معينة لكل يوم من أيام رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حديث موضوع مكذوب حديث يا علي لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء لا يصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف نستعد لرمضـــــان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تدبر جزء تبارك فضيلة الشيخ/ ماجد الجاسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ما يهمكم من معلومات عن بقية شهر شعبان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ميزة جديدة من واتساب ستمنعك من مشاركة رقم هاتفك المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف يجنب الآباء أطفالهم من اضطراب fomo ويقللون الاعتماد على وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2025, 12:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,416
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الفطر 1446 هـ

خطبة عيد الفطر 1446هـ

أحمد بن عبدالله الحزيمي

الركعة الأولى: تكبيرة الإحرام ثم يستفتح ثم ست تكبيرات

الركعة الثانية: تكبيرة الانتقال ثم خمس تكبيرات

الحمد لله الرب العظيم، الإله الرحيم الكريم، له الحمد كله، وله الملك كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، علانيتُه وسرُّه، لا إله إلا هو الملك الحق المبين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون وأطيعوه، وعَظِّموه في هذا اليوم المبارك وكبروه، واحمدوه على ما هداكم واذكروه، واشكروه على ما أعانكم عليه من الطاعات ومجِّدوه، واعلموا أن من بادر الأعمال استدركها، ومن جاهد نفسه ملكها، ومن سار على الطريق سلكها، ومن طلب التقوى بصدق أدركها، ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 40].

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

هنيئًا لكم وغبطةً، فقد مَنَّ الله عليكم بإتمام صيام هذا الشهر وقيامه، فأبشروا بالخير والثواب الجزيل من الرب الكريم، فإنكم قمتم بعمل جليل، فقد صمتم شهرًا، قاسيتم فيه الجوع والعطش، وتركتم الملذَّات، ولم تنساقوا خلف الشهوات، تريدون ما عند الله، فأبشروا، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

عباد الله، عيد الفطر خاتمة شهر من الأفراح، فللصائم كل يوم فرحة عند فطره كما أخبر صلى الله عليه وسلم، ويوم العيد هو احتفالية ختامية سنوية شكرًا لله على تمام هذه النعمة، نفرح بالعيد ونسعد بالفرحة العظمى الثانية التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم حين قال -كما في صحيح مسلم-: «وفرحة عند لقاء ربه»، نطمع أن نفرح يوم القيامة عندما يكشف لنا ما أعَدَّه الله من الأجور العظيمة، ونحن نتذكَّر قوله جل وعلا كما في الحديث القدسي: «إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به»، ونطمع أن نفرح بالفوز بلقاء الرب جل وعلا، والنظر إلى وجهه الكريم، قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]، فنسأل الله الكريم أن يجعلنا معهم.

نعم وداعًا رمضان شهر البركات؛ لكن أهلًا بالعيد موسم الفرح والغبطة، والبهجة والمسرة، فكما أن رمضان موسم فالعيد موسم.

والعيد -يا سادة- فرصة عظيمة، وغنيمة مباركة، وهدية الله، فيه تلين القلوب، وتتآلف الأرواح، وتتحد الكلمة، وتتجدد الحياة والمودة، ينبغي لنا أن نعيش لحظات العيد بفرحة وأنس ومسرة؛ لنؤجر بإذن الله، فإظهار السرور في العيد هو من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين".

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المسلمون، لئن كانت الوصية بالثبات بعد رمضان على ما اكتسبه المؤمن فيه من الخير لازمةً، فإنها في هذا الزمان ألزم وأوجب؛ والثبات فيه من أعظم ما يضاعف به الأجر، قال صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر"؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.

نعم استقيموا على الصراط والزموا جادة الحق، ولا يغرنكم من حاد أو تراجع، أو زاغ وضل، فإن كل الناس في خسر ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 3] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، فقوة الإيمان وصلاح الدين حصن من المزالق، وأمان من النكبات، وحرز من المهالك، وقوة في النائبات.

أخذ الدين بقوة أيها الفائزون هو قبول لكل أوامره ونواهيه وأحكامه وتشريعاته بانقياد تام واستسلام كامل، من غير تردد ولا توقف، ولا تخبط ولا انتقاء، دخول في شرائع الإسلام جملةً دون تفريق، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [البقرة: 208]. فمن لزم هذا الصراط ألبسه الله تاج العز، وأقامه مقام القوة، وأمَدَّه بالعون والتمكين.

بارك الله لي ولكم في العيد السعيد، وأعاده الله علينا وعليكم بالعمر المزيد للأمد البعيد، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده، والشكر له على آلائه ونعمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أمة الإسلام، تفكروا في نعم الله عليكم الظاهرة والباطنة، فكلما تذكر العباد نعم الله ازدادوا شكرًا لله، تذكروا نعمة الإسلام أعظم النعم، وتحكيم الشريعة وتطبيقها، تذكروا أمنكم واستقراركم، تذكروا ارتباط قيادتكم مع مواطنيها، تذكروا هذه النعم، واحمدوا الله واشكروه دومًا وأبدًا، ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

تأملي - أختي الكريمة - قوله عليه الصلاة والسلام: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة»، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: «يرخين شبرًا»، فقالت: إذًا تنكشف أقدامهن، قال: «فيرخينه ذراعًا، لا يزدن عليه»؛ رواه الترمذي.

بالله عليكن ما أحوال نسائنا اليوم وهن في سباق محموم لرفع ثيابهن لدرجة لا تصدق بدافع تتبع الموضة زعموا!

نعم للمرأة أن تلبس من اللباس أرقاه، ومن الحلي أحلاه، ومن الزينة حسنها. ولها كمال عقل تدرك به، إن كل شيء في الحياة قابل لمسايرة الموضة ومجاراة المدنية، ما لم يتخطَّ حواجز الشريعة وأوامرها، فأوامر الله لا تعصى، ونواهيه لا تنتهك.

لا تزال الفتاة تعيش بعزٍّ وشموخ ما لم تصغ إلى إعلام خادع، وإسناب فاتن، وبهرجة حضارية مقيتة، تتقاذفها الدعايات، ويتحرش بها ساقطو المروءات. أذلك خير أم حياة مع أسرة محشومة، وبيوت مستورة، وكرامة مصونة؟

ومن جميل اللطائف: "معظم ما حرم الله في الدنيا أباحه في الجنة، إﻻ العري، حرمه ربي في الدارين؛ بل إن من النعيم زيادة التستر! قال تعالى: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ﴾ [طه: 118].

قال العلامة ابن باز رحمة الله: "لباس المرأة العاري دليل غضب الله عليها؛ لأن آدم وحواء عندما غضب الله عليهما نزع عنهما لباسهما وأراهما سوءاتهما".

اسألوا الله دائمًا أيها الأخوة والأخوات، أن يحبب لكم ولبناتكم الستر والحشمة، وألا ينجرفن وراء الموضة، فإذا كان هذا حال النساء في تغيير لباسهن بهذه السرعة فإن أخوف ما نخافه أن ينجرفن أيضًا في قادم الأيام لما هو أشنع من ذلك.

واعلمي أختي الكريمة أن المرأة المسلمة المستمسكة بدينها وحيائها وحجابها، تقف اليوم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، فالله، الله، أن يؤتى الإسلام من قبلك.

يا أيها الأبناء والبنات، إن أردتم السعادة والنجاح والفلاح، فالزموا أقدام آبائكم وأمهاتكم، لن تجدوا أحنى عليكم ولا أنصح لكم ولا أرحم بكم من والديكم، الزموهم فثم الجنة، طاعةً وخدمةً وبرًّا ورحمةً، تفلحوا وتسعدوا وتدخلوا جنة ربكم.

أيها الموفقون المباركون رجالًا ونساءً، إذا عدتم بفضل الله إلى بيوتكم، فعودوا بقلوب صافية، ونفوس طيبة، صِلُوا مَنْ قَطَعَكم، وأعطوا مَنْ حَرَمَكم، وأحسنوا إلى من أساء إليكم، فالعيد أعادكم الله مناسبة عظيمة للتسامح والتصافي، والتآلف والتآخي، فليكن شعارنا من الآن تصافينا، وننسى ما جرى منا، فلا كان ولا صار، ولا قلتم ولا قلنا، فقد قيل لنا عنكم كما قيل لكم عنا، نسامحكم من الأعماق، وأنتم فاصفحوا عنا، وهيا إخوتي هيا لنرجع مثلما كنا.

عباد الله، يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"؛ أخرجه أبو داود. ففي بلدنا هذا أبدع أبناؤه في أيام هذا الشهر الكريم عبر إقامة أعمال خيرية ومشاريع نوعية، وبرامج تطوعية، جهود كبيرة وأعمال جليلة يراها الجميع؛ فقد أطعموا الجائع، وأحسنوا للفقير، وفطروا الصائم، وعلموا الجاهل واعتنوا بكتاب الله جل وعلا.. كل الشكر وبالغ التقدير وخالص الدعاء للمشرفين على هذه الجهات الخيرية والعاملين والمراكز الرمضانية الشبابية". ويبقى دوركم أيها الكرماء في استمرار الدعم والمؤازرة، فمشاريعهم قائمة بعد الله على أمثالكم.

ولا ننسى إخوتنا في الجهات الأمنية والقطاعات الخدمية؛ فجهودهم كبيرة وأعمالهم مشهودة، فللجميع الشكر والدعاء.

أيها المسلمون، أذكركم جميعًا وأحث نفسي وإياكم على صيام ستة أيام من شوال، ففي الحديث الصحيح: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر"؛ رواه مسلم.

أعاد الله تعالى عيدنا علينا وعليكم وعلى الـمسلمين باليمن والإيـمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم ومن الـمسلمين صالح الأعمال، وتقبل الله طاعتكم، وجعل عيدكم سعيدًا، وعملكم رشيدًا، وأعاد عليكم رمضان أعوامًا عديدةً، وأزمنةً مديدةً، بصحة وعافية وإيمان، وتَقَبَّل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم.

اللهم إنا خرجنا اليوم إليك نرجو ثوابك ونرجو فضلك ونخاف عذابك، اللهم حقق لنا ما نرجو، وأمِّنَّا مما نخاف، اللهم تقبَّل منا واغفر لنا وارحمنا، اللهم انصرنا على عدوِّنا واجمع كلمتنا على الحق، واحفظ بلادنا من كل مكروه، ووفِّق قيادتنا لكل خير، واجعل بلدنا سباقًا لكل خير في أمر دينه ودنياه، إنك جواد كريم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.25 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]