|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس الخامس: قوله تعالى ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ محمد بن سند الزهراني الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسُول الله. • قال اللهُ تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 285]، هذه الآيةُ في أواخر سُورة البقرة من أعظم آيات القُرآن في تقرير الإيمان، وبيان أُصُوله العظام، وأركانه ودعائمه التي عليها يُبنى، والتي لا قيام للإيمان إلا عليها، وبيان حقيقة الإيمان وحده وما يدخُلُ في مُسماه بأجمع ما يكونُ من البيان وأوجَزه وأعظمه، فهي آيةٌ جامعة في تقرير الإيمان وبيانه. • وبناءً على هذا، فالإيمانُ لا يُنالُ ولا يُعرفُ حقيقتُه، ولا يُمكنُ للعبد أن يُحقِّقه إلا بالتبعية والانقياد للرسُول - عليه الصلاةُ والسلامُ - ونبيُّنا مُحمد - صلى اللهُ عليه وسلم - لا سبيل له بمعرفة الإيمان وطريقه إلا من جهة الوحي، فتفاصيلُ الإيمان وجوانبُه وفُرُوعُه وأعمالُه وخصالُه عرَفها - عليه الصلاةُ والسلامُ - من طريق الوحي؛ قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ﴾ [الشورى: 52]، والمرادُ بقوله تعالى: ما كُنت تدري ما الإيمانُ؛ أي: تفاصيلُه وشرائعُه وأعمالُه، وخصالُه العديدةُ الداخلةُ فيه، فلا يُمكنُ أن يهتدي إليها إلا من خلال الوحي المُنزل. • ولذلك قال في أول الآية: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّه ﴾ [البقرة: 285]. فاللهُ - عز وجل - صدَّر هذه الآية الكريمة بالشهادة لنبيه المصطفى وخليله المجتبى مُحمد بن عبدالله - صلواتُ الله وسلامُه عليه - بالإيمان، ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّه ﴾، فهذه شهادةٌ من أعظم شاهدٍ بأعظم مشهودٍ به وهو الإيمانُ، لأفضل عباد الله وأزكاهم وأعظمهم طاعةً لله، شهد لهُ ربُّ العالمين بذلك. فكان - عليه الصلاةُ والسلامُ - أُسوةً للناس، وقُدوةً لعباد الله، بحيثُ إنه - عليه الصلاةُ والسلامُ - اجتمعت فيه خصالُ الإيمان، وأُمورُ الدين اجتماعًا تامًّا كاملًا لا يلحقُهُ فيه أحدٌ، وأصبح في كُل خصلة من خصال الدين وشعيرة من شعائره، وعملٍ من أعماله - أكملَّ الناس في ذلك وأتَمَّهم، فهو القُدوةُ والأُسوةُ لغيره - صلواتُ الله وسلامُهُ عليه - في أُمُور الدين كُلها. والمؤمنون تَبَعٌ له - عليه الصلاةُ والسلامُ - وهذه التبعيةُ اتَّضحت الإشارةُ إليها في هذه الآية الكريمة؛ قال: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون ﴾ [البقرة: 285]، فالمُؤمنُون تَبَعٌ لرسُولهم - عليه الصلاةُ والسلامُ - وخيارُهم وأفضلُهم مَن كان أعظم اقتداءً به وتأسيًا بهديه ولزومًا لنَهْجه، وكان بعيدًا عن مُحدَثات الأُمُور والبدع. • كما قال - عليه الصلاةُ والسلامُ -: «مَن عمِل عملًا ليس عليه أَمرُنا، فهُو رَدٌّ»؛ أي: مردُود على صاحبه غيرُ مقبُول منه، فلا يُقبلُ الإيمانُ، ولا تُقبلُ الطاعةُ والعبادةُ إلا بهذه التبعية للنبي - عليه الصلاةُ والسلامُ - والاقتداء به. • ولذلك قال مَن قال مِن العُلماء: إن كُل طريق إلى الجنة مسدُود إلا من طريق الرسُول -عليه الصلاةُ والسلامُ - وكمالُ الإنسان بحسب اتباعه للرسُول - عليه الصلاةُ والسلامُ - ليس الكمالُ بمتابعة الأهواء ولا بِمتابعة حُظُوظ النفس، ولا بغير ذلك، وإنما كمالُ العبد باتباعه لهذا الرسُول الكريم - صلواتُ الله وسلامُه عليه. ولهذا أيضًا قال مَن قال مِن أهل العلم: إن أُمُور الدين وأُصُوله وأعماله، لا يُمكنُ أن تُنال وتحصُل ويُظفر بها إلا من طريقه - صلواتُ الله وسلامُه عليه؛ كما ذكر صاحبُ [العقيدة الطحاوية]، قال - رحمهُ اللهُ -:(كيف يُرامُ الوصولُ إلى علم الأصول بغير ما جاء به الرسولُ)؛ أي: إن هذا لا يُمكنُ - صلواتُ وسلامُهُ عليه. فما يُمكنُ لعبد واحد كائنًا من كان أن يصِل إلى الخير، وأن يَعرِف الإيمان، وأن يقف على حقيقته، إلا باقتفاء آثار الرسُول - عليه الصلاةُ والسلامُ - والسَّيْر على منهاجه، ولقد أبعَد أقوامُ النُّجعةَ عندما حاوَلوا معرفة الإيمان من خلال اللغة المجردة، ومن خلال علم الكلام الذميم، ومن خلال أمور عديدة، كانت النتيجةُ من وراء ذلك كُله أن فسَدت عليهم معرفةُ الإيمان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |