فضائل الصدقة وآثارها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130102 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370055 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-03-2025, 01:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,819
الدولة : Egypt
افتراضي فضائل الصدقة وآثارها

فضائل الصدقة وآثارها


عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فقال ابن القيم رحمه الله: للصدقة وفعل المعروف والإحسان شيءٌ عجيب في شرح الصدر وراحة القلب؛ فالكريم والمحسن أشرحُ الناس صدرًا وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس منه إحسان أضيقُ الناس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم هَمًّا، ولهذا فقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذِروة الكمال من شرح الصدر، ورفع الذكر، ورفع الوزر؛ (زاد المعاد 2/ 20).

وقال أيضًا: (فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجرٍ أو من ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه من البلاء، وهذا أمرٌ معلوم عند الناس، خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرُّون به لأنهم جرَّبوه؛ (الوابل الصيب 69).

فضل صدقة السر على العلانية؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إلا ظله.. وذكر منهم، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ")؛ متفق عليه.

بالصدقة يندفع عذاب الله تعالى، فقد ورد في الحديث عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاس.... الحديث، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا»؛متفقعليه.

بالصدقة يُتقى عذاب الله عز وجل: عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَسَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ فَلاَ يَرَى شَيْئًا قُدَّامَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»؛ متفق عليه.

الصدقة من أعظم الأسباب بعد عون الله عز وجل للعبد على الطاعة وتيسيرها له؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10].

واحذَر أخي الحبيب من المن في العطية؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدثر: 6]؛ أي: لا تَمنُن على الناس بما أسديت إليهم من النعم الدينية والدنيوية، فتتكثَّر بتلك المنة، وترى لك الفضلَ عليهم بإحسانك المنة، بل أحسن إلى الناس مهما أمكَنك، وانسَ عندهم إحسانك، ولا تطلُب أجرَه إلا من الله تعالى، واجعَل من أحسَنت إليه وغيره على حدٍّ سواء؛(تفسير السعدي رحمه الله)، ومما يجب أن يَحرِص عليه المسلم أن يوقِف له وقفًا بعد مماته يجري خيرُه ونفعه بعد مماته، والوقف مجالاته متنوعه؛ كرعاية الفقراء والأيتام، والأرامل، والأسرى والمرضى، وإعانة الراغبين في الزواج، وتكفين الموتى، وعمارة المساجد والمستشفيات، وتوفير الأجهزة الخاصة للمرضى، والأدوية، وغيرها.

وفي الختام: تذكَّر أن الفقير محتاج والمسكين يتلهف لطارق يَطرُق عليه بابَه، ويناوله ما تيسَّر في يده، ونحن بحاجة ماسة إلى ثواب الصدقة، وأجر البر والإحسان إلى يوم تشخَص فيه الأبصار، فحاجته دنيوية، وحاجتنا دنيوية وأُخروية، ونحن الآن - ولله الحمد والمنة منه سبحانه وتعالى - نعيش في رغدٍ عيش، ونِعمٍ عظيمة لا تُعد ولا تُحصى؛ وعلى المرء أن يستغلَّ حياته قبل مماته؛ (انتهى من كتاب: تحفة المودود بفضل الصدقة والجود: ش: عبدالرحمن الدهامي).

وينبغيعلينا تعليمُ أولادنا النفقة والبذل والإحسان، وتشجيعهم على ذلك؛ كأن توضَع (حصالة نقود) يُجمع فيها النقود، ومن ثم تُفتح بعد فترة من الزمن، ويُبذَل جزء منها للفقراء والمساكين، وكذلك وقت إخراج زكاة الفطر، ونحو ذلك.

وبالله التوفيق، نسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم أن يَقيَنا شحَّ أنفسنا، ويوفِّقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين، ويَجعلنا من عباده الشاكرين والذاكرين...

وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.34 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]