البرنامج اليومي لشهر رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027903 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304603 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121806 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2025, 12:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي البرنامج اليومي لشهر رمضان

القنديل الأول

في استقبال الشهر الكريم

د. صغير بن محمد الصغير


إضاءة قنديل: "إذا دعوتَ الله أن يبلِّغك رمضان فلا تنسَ أن تدعوه أن يبارك لك فيه، فليس الشأن في بلوغه، وإنما الشأن في ماذا ستعمل فيه"[1].

في استقبال الشهر الكريم:
الحمد لله حمدًا كثيرًا كما يليق بجلاله وعظيم سُلطانه، وأصلِّي وأسلِّم على النبي المصطفى، والرسول المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين انتشَر فضلُهم في الورى، وسلم تسليمًا.

أيها الإخوة، ها هي قناديل رمضان أضاءت الكون، وها هي الصدور المؤمنة تنشرِح لاستقباله قائلةً: لقد أظلَّنا شهر الخير والبركات والمغفرة والرحمات، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وعَنْ ‌أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «‌إِذَا ‌جَاءَ ‌رَمَضَانُ ‌فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»[2].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ، لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فَلَا يَخْلُصُوا فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»[3]، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "‌وإنما ‌تُفْتَّحُ ‌أبوابُ ‌الجنة ‌في ‌هذا ‌الشهرِ ‌لِكَثْرَةِ ‌الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيبًا للعَاملِينْ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النار لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتُصَفَّدُ الشياطينُ فَتُغَلُّ فلا يَخْلُصونُ إلى ما يَخْلُصون إليه في غيرِه"؛ اهـ[4].

فهنيئًا لك أيها الأخ المبارك بلوغُ هذا الشهر المبارك، فقدِّر هذه النعمة حقَّ قدرِها من الشكر والمسارعة في الخيرات، وحِفظ الجوارح عن المحرمات.

اللهم كما بلَّغتنا أول رمضان، فبلِّغنا نهايته وبارِك لنا فيه، واجعلنا من عبادك المتقين، واغفِر لنا ولوالدينا وللمسلمين، وأعنَّا على ذِكرك وشكرك وحُسن عبادتك، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] تُنسَب للشيخ ابن سعدي رحمه الله، ولم أقِف عليها في كتبه، ولعل بعض طلبته نقلوها عنه.

[2] أخرجه البخاري (3103)، ومسلم (1079).

[3] أخرجه أحمد في المسند (2/292)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (586)، وقال: "ضعيف جدًّا".

[4] مجالس شهر رمضان (ص8).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-03-2025, 01:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير



القنديل الثاني

(1) تنويع العبادة



إضاءة قنديل: "الزمن يتسارع، والأذهان شاردة، والمادة طاغية، والروحانية للعبادة تتلاشى إلا ما شاء الله، كثيرٌ منا ملأ الأسواق ضجيجًا استعدادًا لأيام وليالي الشهر، وللعيد السعيد، حسنًا! وهل ملأتَ النفسَ اشتياقًا للساعات الرمضانية كما يخطِّط المحبُّ للقاء حبيبه..".

في البرنامج اليومي لشهر رمضان (1) تنويع العبادة.
الحمد لله الكريم الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومَن تبِعه بإحسان إلى يوم نلقاه.

أيها الإخوة، المؤمن العاقل يُدرك أن ساعات هذا الشهر ولحظاته لا يُمكن أن تُعوَّض، وكلما نظَّم المؤمن وقته وعبادته أنتَج أكثرَ، ورمضان من أغلى الأوقات ثمنًا، نوِّع بين العبادات فلا يدري المؤمن بأيِّهما يَرفَع الله درجاته ويُعلي منزلته، ذات مرة لَما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح التفتَ على أصحابه، فقال: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ»؛ أخرجه مسلم[1].

وعند الطبراني في الكبير: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَعْلَى بِهِ الضَّحِكُ، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا جَمَعَهُنَّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ إِلا مُؤْمِنٌ، وَإِلا دَخَلَ بِهِنَّ الْجَنَّةَ»[2].

فلننظر أيها الأخوة كيف وفَّق الله أبا بكر رضي الله عنه للجمع بين عدَّة عباداتٍ في زمن قصير جدًّا، فهكذا يكون المؤمن في ساعات ليله ونهاره خاصةً في هذا الشهر المبارك، فإن الحسنة تَعظُم في مثل هذه الأوقات وتتضاعف، قال السيوطي الحنبلي رحمه الله: "وتضاعُف الحسنة والسيئة بمكان فاضل كمكة والمدينة وبيت المقدس وفي المساجد، وبزمان فاضلٍ كيوم الجمعة، والأشهر الحُرم ورمضان، أما مضاعفة الحسنة، فهذا مما لا خلاف فيه، وأما مضاعفة السيئة، فقال بها جماعة تبعًا لابن عباس وابن مسعود ... وقال بعضُ المحققين: قول ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم في تضعيف السيئات، إنما أرادوا مضاعفتها في الكيفية دون الكمية"[3]؛ ا هـ.

فلنَحرِص على مضاعفة الحسنات وترك السيئات، خاصةً في مثل هذه الأوقات الفاضلات، فرُبَّما لا تعود إلينا مرة أخرى.

اللهم استعمِلنا في طاعتك، واجعَلنا من خاصة أوليائك، واغفِر لنا ولوالدينا والمسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

[1] أخرجه مسلم (1028).

[2] المعجم الكبير للطبراني (7826)، قال الهيثمي: "وفيه عبيدالله بن زحر وفيه كلام وقد وثِّق"؛ مجمع الزوائد (ص136).

[3] مطالب أولي النهى (2 /385).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-03-2025, 11:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير

القنديل الثالث

البرنامج اليومي لشهر رمضان (2) بركة السحور



إضاءة قنديل:
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»[1]؛ متفق عليه.

في البرنامج اليومي لشهر رمضان (2) بركة السحور.
الحمد لله الكريم المنَّان، والصلاة والسلام على أكرم خلق الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها الإخوة، ضبط أوقات الصيام، وضبط أوقات الصلوات، بل حتى استحباب تعجيل الفطر وتأخير السحور في رمضان؛ مما يؤصِّل جانب الاهتمام بالوقت للمسلم، فيبدأ المسلم يومه بالسحور؛ قال فيه صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»[2]؛ متفق عليه.

وعلاوةً على بركة السحور وفضله، فإنَّ فيه اقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد جاء عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟"، قَالَ: «قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً»[3]؛ رواه البخاري.

قال ابن أبي جمرة: "كان صلى الله عليه وسلم ينظر ما هو الأرفق بأمَّته فيفعله؛ لأنه لو لم يتسحر لاتَّبعوه فيشقُّ على بعضهم، ولو تسحَّر في جوف الليل لشق أيضًا على بعضهم ممن يغلب عليه النوم، فقد يُفضي إلى ترك الصبح، أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر"[4]؛ اهـ.

وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ»[5]، وأثنى صلى الله عليه وسلم على سحور التمر، فقال: «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ»[6] وقال صلى الله عليه وسلم: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ»[7].

"‌وللصائم ‌أن ‌يأكلَ ‌ويشربَ ‌ولو ‌بَعْد ‌السُّحورِ ‌ونيَّةِ ‌الصيام؛ حتى يَتيقَّنَ طلوعَ الفجر؛ لقوله تعالى: ﴿ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 183].

ويُحكَمُ بطلوعِ الفجرِ إما بمشاهَدَتِهِ في الأُفقِ، أو بخَبَرٍ موثوقٍ به بأذانٍ أو غيرِه، فإذا طلع الفجرُ أمْسَكَ وينوي بقلبِه، ولا يَتلفَّظ بالنيةِ؛ لأنَّ التلفظ بها بدعةٌ"[8].

اللهم اجعَلنا من المتَّبعين لسُنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اغفر لنا وارحَمنا ووالدينا والمسلمين.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

[1] أخرجه البخاري (6)، ومسلم (2308).

[2] أخرجه البخاري(1923)، ومسلم (1095).

[3] أخرجه البخاري (1921).

[4] فتح الباري (4/116).

[5] أخرجه مسلم (1096).

[6] صحيح؛ أخرجه أبو داود (2345)، من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني في "الصحيحة" (562).

[7] حسن؛ أخرجه أحمد في المسند (11086)، من حديث أبي سعيد الخدري، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير(3683).

[8] مجالس شهر رمضان لابن عثيمين (76).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-03-2025, 04:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير



القنديل الرابع

البرنامج اليومي لشهر رمضان

(3) في الحرص على الصلاة جماعة في المسجد خاصة الفجر



إضاءة قنديل:وجِّه نفسك وأهل دارك مع بداية رمضان أن تَقْلب شاشة التلفاز على الجدار، وتُغْلق وسائل التواصل الإلكترونية المضيِّعة للوقت، واعمُر أوقاتك بالطاعات، وأخبرنا يوم العيد بالنتيجة! (وتذكَّر أن رمضان شهرٌ واحد فقط).

في البرنامج اليومي لشهر رمضان (3) في الحرص على الصلاة جماعة في المسجد خاصة الفجر.
الحمد لله الذي أنِس الموحِّدون بذكره وشكره، فأعانهم على عبادته، ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعباد محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن صفات المؤمن أنه كثيرُ التَّرداد على المساجد، قلبه معلقٌ فيها، لا يتخلف عن صلاة الجماعة، يدركُ وجوبها وأمر الله بها؛ كيف لا! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للَرجُل الأَعْمَى ولَيْسَ لِه قَائِدٌ يَقُودُه إِلَى الْمَسْجِدِ: (هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟)، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَأَجِبْ)[1] ؛ رواه مسلم.

المؤمن حريصٌ على صلاة الفجر وراتبتها؛ روى مسلم عن جُنْدَب بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ»[2].

قال النووي في شرح مسلم: "الذِّمَّة هنا: الضمان، وقيل الأمان"؛ اهـ[3].

قال الطيبي رحمه الله: "وإنما خصَّ صلاة الصبح بالذكر؛ لما فيها من الكلفة والمشقة، وأداؤها مظنة خلوص الرجل، ومنه إيمانه، ومن كان مؤمنًا خالصًا، فهو في ذمة الله تعالى وعهده"[4].

قال البيضاوي: "ويحتمل أن المراد بالذمة الصلاة المقتضية للأمان، فالمعنى: لا تتركوا صلاة الصبح ولا تتهاونوا في شأنها، فينتقض العهد الذي بينكم وبين ربكم، فيَطلبَكم الله به، ومَن طلَبه الله للمؤاخذة بما فرَّط في حقه أدرَكه، ومن أدرَكه كبَّه على وجهه في النار، وذلك لأن صلاة الصبح فيها كلفة وتثاقُل، فأداؤها مِظنة إخلاص المصلي، والمخلص في أمان الله"؛ اهـ[5].

وفي صحيح مسلم من حديث عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصفَ الَّليلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى الَّليلَ كُلَّهُ»[6]، وروى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَلَو يَعلَمُونَ مَا فِي العَتمَةِ وَالصُّبحِ لَأَتَوهُمَا وَلَو حَبوًا»[7].

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ‌لَأَنْ ‌أَشْهَدَ ‌صَلَاةَ ‌الصُّبْحِ ‌فِي ‌جَمَاعَةٍ ‌أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُومَ لَيْلَةً[8].

ربَّنا تقبَّل منا إنَّك أنت السميع العليم، وتُبْ علينا إنك أنت التواب الرحيم.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد.

[1] أخرجه مسلم (653)، من حديث أبي هريرة.

[2] أخرجه مسلم (657).

[3] شرح النووي على صحيح مسلم (5/ 158).

[4] شرح مشكاة المصابيح، للطيبي (2/ 184).

[5] فيض القدير (6/ 164).

[6] أخرجه مسلم (656).

[7] أخرجه البخاري (615)، ومسلم (1473).

[8] الاستذكار (2/ 147).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-03-2025, 01:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير




القنديل الخامس

البرنامج اليومي لشهر رمضان

(4) في الحرص على الذكر بعد صلاة الفجر والجلوس في المسجد إلى أن تطلع الشمس



إضاءة قنديل: (إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ جِلَاءً، وَإِنَّ جِلَاءَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ)؛ أبو الدرداء رضي الله عنه[1].

في البرنامج اليومي لشهر رمضان (4) في الحرص على الذكر بعد صلاة الفجر والجلوس في المسجد إلى أن تطلع الشمس.
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 41]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، كان يذكُر الله في كل أحيانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبِعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فحين يَفرُغ المؤمن من سحوره، ويشتغل بالاستغفار والدعاء، ثم يصلي الفجر مع الجماعة، فمن أعظم الحسنات بعد ذلك: ذكر الله حتى تطلُع الشمس، ففي صحيح مسلم وغيره عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا»[2]، وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ»؛ رواه الترمذي، وحسَّنه الشيخ الألباني رحمه الله [3].

وفي فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: سُئل فضيلة الشيخ: سمعت حديثًا وهو: "من صلى الفجر في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلُع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامَّة، تامة"، السؤال: هل هذا الحديث صحيح أو ضعيف؟ وجزاكم الله خيرًا.

فأجاب فضيلته بقوله: هذا الحديث له شاهدٌ في صحيح مسلم وهو أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنًا، لكن الذي في الصحيح ليس فيه ذكر أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بعد ذلك، والحديث الذي ذكره السائل لا بأس به، إسناده حسن"[4]؛ اهـ.

وبالجملة فبقاءُ الإنسان في المسجد للذكر والطاعة، أو لانتظار الصلاة، كل ذلك من الأعمال الصالحة، والقربات النافعة، فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ»[5].

ذكرُ الله أيها الأخ المبارك من أيسر الأمور وأعظمها أجرًا، ذات مرة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: «لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني[6].

اللهم اجعَلنا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، اللهم صلِّ على نبينا محمد.

[1] أخرجه البيهقي في الشعب (520).

[2] أخرجه مسلم (670).

[3] أخرجه الترمذي (586)، وحسنه الألباني في المشكاة (971).

[4] فتاوى الشيخ ابن عثيمين (14 /299).

[5] أخرجه البخاري (445)، ومسلم (649).

[6] أخرجه الترمذي (3375)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (7695).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-03-2025, 10:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير




القنديل السادس

البرنامج اليومي لشهر رمضان

(5) في الحرص على كثرة قراءة القرآن


إضاءة قنديل: (كان خُلقه صلى الله عليه وسلم القرآن)[1]؛ عائشة رضي الله عنه.

مَن لم يؤثر القرآن في أخلاقه وهو حافظٌ له، فليراجع نفسَه وتدبُّرَه.

في البرنامج اليومي لشهر رمضان (5) في الحرص على كثرة قراءة القرآن.
الحمد لله القائل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29]، والصلاة والسلام على نبي الله القائل: «‌خَيْرُكُمْ ‌مَنْ ‌تَعَلَّمَ القرآن وَعَلَّمَهُ»[2]، أما بعد:

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالقرآن مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ القرآن وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ»[3].

وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «‌مَثَلُ ‌الْمُؤْمِنِ ‌الَّذِي ‌يَقْرَأُ ‌القرآن مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ القرآن مَثَلُ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ»[4].

وعن أَبُي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اقْرَؤُوا القرآن فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ»[5].

وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»[6]، وعن عَبْدِ اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»[7].

هذا أيها الإخوة في كل وقت، فكيف في شهر رمضان؟
بعض السلف رحمهم الله في رمضان يترك التحديث ويَعمُر وقته بالقرآن! ‏ونحن للأسف نَعجِز عن ترك القنوات ووسائل التواصل.

بعض الصالحين رحمهم الله يختم كلَّ ثلاث في رمضان، وبعضهم كل يومين، بل نُقل عن الشافعي رحمه الله ستون ختمة في رمضان واحدة في الليل، وواحدة في النهار، وقيل: كان الإمام ابن عساكر يحاول اللحاق بالشافعي رحمهما الله، فاعتكَف بالمنارة البيضاء، فلم يستطع أن يختم إلا تسعًا وخمسين ختمة!

‏القرآن يَسيرٌ على مَن يسَّره الله عليه، من المعاصرين من أصحاب الهمم العالية مَن يختم حدرًا في حوالي ست ساعات في الأوقات الفاضلة، وورود النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث (ليال)، المقصودُ به المداومة على ذلك، فأما في الأوقات والأزمان الفاضلة، فيُستحب الإكثار، وهذا قول أحمد وإسحاق..

أيها المبارك، "‏فرصتُك أيها المذنب المفرِّط الظالم لنفسه - وكلنا ذاك المقصر - فرصتك اسكُب عَبراتك، ورتِّب أوراقك، فأنت لا زلتَ في العشر الأُوَل من شهر الغفران!".

اللهم اجعَلنا من أهل القرآن الذين هم أهلكُ وخاصَّتُك، اللهم صلِّ على محمد.

[1] أخرجه مسلم (746)، بلفظ: «فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنَ».

[2] أخرجه البخاري (5027)، من حديث عثمان بن عفان.

[3] أخرجه مسلم (798).

[4] أخرجه البخاري (5427)، ومسلم ((797).

[5] أخرجه مسلم (804).

[6] أخرجه مسلم (803).

[7] صحيح؛ أخرجه الترمذي (2910)، وصحَّحه الألباني في الصحيحة (2137).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-03-2025, 10:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير



القنديل السابع

في الحرص على ترك مفطرات الصيام المعنوية




إضاءة قنديل: ".. يسأل عن الغبار هل يفطر؟! ‏وصُحفه مليئة بالغيبة والنميمة والنظر والسماع المحرَّم والنوم، وترك الصلاة في نهار رمضان".

في الحرص على ترك مفطرات الصيام المعنوية:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك العزيز الوهاب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بأَجَلِّ العبادات وأكمل الآداب، صلى الله عليه وعلى جميع الآل والأصحاب، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب، وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
فاحذر أيها المبارك أن يَخدش صومك أيَّ شيء مما حرَّم الله ورسوله من الأقوال والأفعال، فاحذَر الكذب؛ «فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»[1].

واجتنِب ذكرَك أخاك بما يَكره في غيبته، فإنَّ المغتاب كآكل لحم أخيه ميتًا، وتأمل معي هذا الحديث؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ"[2].

واعلم أنَّه «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ»[3]، ومن المؤسف أن بعضنا يزداد ولعُه بآلات اللهو والطرب والغناء الفاحش في رمضان؛ صح عن ابن مسعود أنه سُئل عن قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [لقمان: 6]، فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء، وصحَّ أيضًا عن ابن عباس وابن عمر، وذكره ابن كثير عن جابر وعكرمة وسعيد بن جُبَيْر ومجاهد، وقال الحسن: نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير[4]، فلنحذَر من تلك المفطرات المعنوية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»[5]، قال جابر: قَالَ جَابِرٌ: «إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَآثِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً»[6].

اللهم احفَظ علينا ديننا، وكفَّ جوارحنا عما يُغضبك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] أخرجه البخاري (5743)، ومسلم (2607).

[2] أخرجه أبو داود (4878)، مختصرًا، من حديث أنس بن مالك، وأخرجه البخاري (7517)، ومسلم (162) مطولًا.

[3] أخرجه البخاري (6056)، بلفظ: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ» ومسلم (105) "واللفظ له".

[4] انظر تفسير ابن كثير (6/ 331).

[5] أخرجه البخاري (5710).

[6] ضعيف، أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (8880)، والبيهقي في الشعب (3374)، وفي سنده انقطاع.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-03-2025, 09:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير





القنديل الثامن

الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ


إضاءة قنديل: «الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ»[1]

في الحرص على الصدقة والأعمال التطوعية في رمضان:
الحمد لله المجيب لكل سائل، التائبِ على العباد، فليس بينه وبين العباد حائلٌ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تنزَّه عن الشريك وعن الشبيه والمماثل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فمن حكم الصيام أن الغني يَعرِف به قدرَ نعمة الله عليه بالغنى، ويذكر بذلك أخاه الفقير الذي ربما يَبيت طاويًا جائعًا، فيجود عليه بالصدقة يكسو بها عورتَه، ويسد بها جوعته، ولذلك «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ»[2].

و"أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيح، تأمُل الغنى وتخشى الفقر، ولا تَمهَّل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان"، وقال صلى الله عليه وسلم: «الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ"[3].


﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]، ومن أجمل صور الصدقة في رمضان: إطعام الطعام وعون المحتاج، ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 8 - 12]، وفي الحديث: «أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِنًا عَلَى ظَمَأ سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ المَخْتُومِ»[4].

وقال بعض السلف: "لأن أدعو عشرة من أصحابي، فأُطعمهم طعامًا يشتهونه، أحب إلي من أن أعتِق عشرة من ولد إسماعيل... وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما - وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين[5]، ومن السلف من كان يُطعم إخوانه وهو صائمٌ، ويجلس يخدمهم ويروِّحهم، منهم الحسن وابن مبارك، وقال أبو السَّوَّارِ الْعَدَوِي: "كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحدٌ منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكَل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد، فأكله مع الناس وأكل الناس معه.."[6]، ولنتأمَّل هذا الفضل العظيم في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»[7]؛ قال ابن رجب: "وذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون: إذا حضر شهر رمضان، فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله، وتسبيحة فيه أفضلُ من ألف تسبيحة في غيره.."[8].

ربنا تقبَّل منا إنك أنت السميع العليم وتُبْ علينا إنك أنت التواب الرحيم..

[1] أخرجه الترمذي (664)، وابن ماجه (4210)، وابن حبان (3309) واللفظ له، من حديث أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (7983).

[2] أخرجه البخاري (6)، مسلم (2308).

[3] أخرجه الترمذي (658)، والنسائي (2582)، وابن ماجه (1844)، وصححه الألباني في المشكاة (1939).

[4] ضعيف، أخرجه الترمذي(2449)، وأبو داود (1682)، من حديث أبي سعيد الخدري، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (278).

[5] انظر تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 176).

[6] الكرم والجود للبرجلاني (ص53).

[7] أخرجه الترمذي (807)، والنسائي (3316)، وابن ماجه (1746)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6415).

[8] لطائف المعارف لابن رجب (ص151).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-03-2025, 10:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير

القنديل التاسع

الحرص على أداء الزكاة الواجبة




إضاءة قنديل: "والله، لو منعونِي عِقَالًا مما أَخَذَ منهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم لقاتلتهُم عليه، وكان يأخذُ مع البعيرِ عِقَالًا ثم قرأ: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144].

في الحرص على أداء الزكاة الواجبة:
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله الغني الجواد، مَنَّ بالعطاء الواسع وأفسَح، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي جاد لله بنفسه وماله، وأبان الحقَّ وأوضح، صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
أيها المبارك، الأدلةفي وجوب الزكاة وفَرْضِيَّتها كثيرة ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، وأما الأحاديث، فمنها ما رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةٍ، عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَالْحَجِّ»، فَقَالَ رَجُلٌ: الْحَجُّ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، قَالَ: «لَا، صِيَامُ رَمَضَانَ، وَالْحَجُّ»[1]، فالزكاة أحد أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة في مواضع كثيرة من كتاب الله عز وجل، وقد أجمع المسلمون على فرضيتها إجماعًا قطعيًّا، ومما تجب فيه الزكاة ما يلي:
الأول: الخارج من الأرض من الحبوب والثمار؛ قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ»[2]، ولا تجب الزكاة فيه حتى يبلغ نصابًا، وهو خمسة أوْسق؛ لقول النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ فِي حَبٍّ وَلَا تَمْرٍ صَدَقَةٌ، حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوْسُقٍ»[3]، والوَسَق ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم الذي تبلغ سَعته؛ أي: الصاع بالملل لتر 3000 آلاف؛ أي: ما يعادل ثلاث لترات[4]، ولا زكاة فيما دونها، ومقدار الزكاة فيها العُشْر كاملًا فيما سُقِيَ بدون كُلْفة، ونصفه فيما سُقِيَ بكلفة، ولا تجب الزكاة في الفواكه والخَضْروات والبِطِّيخ ونحوها؛ لقول عمر: ليس في الخضروات صدقة[5]، وقول علي: ليس في التفاح وما أشبه صدقة[6]، ولأنها ليست بحبٍّ ولا ثمر، لكن إذا باعها بدراهم وحال الحول على ثمنها، ففيه الزكاة.

الثاني: بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم ضأنًا كانت أم معزًا، إذا كانت سائمة وأُعِدَّت للدَّر والنسل، وبلغت نصابًا، وأقل النصاب في الإبل خمس، وفي البقر ثلاثون، وفي الغنم أربعون، وإن أُعِدَّت للتكسب بالبيع والشراء والمناقلة فيها، فهي عروضُ تجارةٍ تُزَكَّى زكاةَ تجارةٍ، سواء كانت سائمة أو معلفة، إذا بلغت نصاب التجارة بنفسها أو بضمِّها إلى تجارته، وللحديث بقية في القنديل العاشر إن شاء الله تعالى.

ربَّنا أعنَّا على أداء حقوقك وحقوق خَلْقك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين..

[1] أخرجه مسلم (16).

[2] أخرجه البخاري (1483).

[3] أخرجه البخاري (1390)، مسلم (979).

[4] هذا ما تبيَّن لي بعد مراجعة بعض القياسات بالسند إلى زيد رضي الله عنه.

[5] أخرجه يحيى بن آدم في الخراج (549)، وابن عبد الرزاق في مصنفه (4 /118).

[6] أحرجه أبو عبيد في الأموال (1508).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-03-2025, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي رد: البرنامج اليومي لشهر رمضان

البرنامج اليومي لشهر رمضان



د. صغير بن محمد الصغير



القنديل العاشر: تتمة إضاءة القنديل في الزكاة الواجبة



إضاءة قنديل: "نصابُ الأوراقِ النقديَّة هو أَدنى النِّصابينِ مِنَ الذَّهَبِ أو الفضَّة، وبهذا صدَرَت المجامع الفقهية"



تتمة إضاءة القنديل في الزكاة الواجبة


الحمد لله كثيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليمًا؛ أما بعد:
فمِن صور الزكاة أيضًا التي أجمع المسلمون على فرضيتها إجماعًا قطعيًّا ما يلي:
الثالث: الذهب والفضة على أي حال كانت لقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ»[1].

وتجب الزكاة في الذهب والفضة؛ سواء كانت نقودًا أو تبرًا، أو حليًّا يُلْبَس أو يُعَار، أو غير ذلك، على الصحيح لعموم الأدلة الدالة على وجوب الزكاة فيهما بدون تفصيلٍ، ولا تجب الزكاة في الذهب حتى يبلغ نصابًا وهو عشرون دينارًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الذهب: «لَيْسَ عَلَيْكَ شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ لَكَ عِشْرُونَ دِينَارًا»[2].

المراد الدينار الإسلامي الذي يبلغ وزنُه مثقالًا، وزِنة المثقال أربعة غرامات ورُبع، فيكون نصابُ الذهب خمسة وثمانين غرامًا.

ولا تجب الزكاة في الفضة حتى تبلغ نصابًا وهو خمسُ أواقٍ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ»[3]، والأوقيَّة أربعون درهمًا إسلاميًّا، والنصاب في الفضة يُعادل خمسمائةً وخمسةً وتسعين غرامًا، تعادل ستة وخمسين ريالًا عربيًّا من الفضة، ومقدار الزكاة في الذهب والفضة رُبع العشر فقط.

وتجب الزكاة في الأوراق النقدية؛ لأنها بدل عن الفضة فتقوم مقامَها، فإذا بلغت نصاب الفضة وجَبت فيها الزكاة، وتجب الزكاة في الذهب والفضة والأوراق النقدية، سواء كانت حاضرة عنده أم في ذِمم الناس، وعلى هذا فتجب الزكاة في الدَّيْن الثابت، سواء كان قرضًا، أم ثمن مبيع، أم أجرة، أم غير ذلك، إذا كان على مليء باذلٍ، فيُزَكِّيهِ مع ماله كلَّ سنة، أو يؤخِّر زكاته حتى يَقبضه، ثم يزكِّيه لكل ما مضى من السنين، فإن كان على معسر أو مُماطل يَصعُب استخراجه منه، فلا زكاة عليه فيما قبلها من السنين.

الرابع: مما تجب فيه الزكاة عروض التجارة، وهي كل ما أعدَّه للتكسُّب والتجارة؛ من عقار وحيوان وطعام وشراب وسيارات، وغيرها من جميع أصناف المال، فيُقَوِّمها كلَّ سنة بما تساوي عند رأس الحول، ويُخرج رُبع عُشْر قيمتها، سواء كانت قيمتها بقدر ثمنها الذي اشتراها به، أم أقل أم أكثر.

ولا زكاة فيما أعدَّه الإنسان لحاجته من طعام وشراب، وفرشٍ ومسكن، وحيوانات وسيارة ولباس، سوى حُلي الذهب والفضة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ»[4].

ولا تجب الزكاة فيما أُعِدَّ للأجرة من عقارات وسيارات ونحوها، وإنما تجب في أُجرتها إذا كانت نقودًا وحال عليها الحول، وبلغَت نصابًا بنفسها أو بضمِّها لِما عنده من جنسها.

تقبَّل الله من الجميع، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين[5].

[1] أخرجه مسلم (987).

[2] أخرجه أبو داود (1574)، والترمذي (620)، والنسائي (2477)، وابن ماجه (1790)، والبيهقي في الصغرى(1198) واللفظ له، وقد صحح الألباني ما أخرجه أبو داود في صحيح أبي داود (2)، وما أخرجه البيهقي في الصغرى، ففي سنده ضعف، لكن له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن، فيكون حجة، وقد أخذ به عامةُ أهل العلم.

[3] أخرجه البخاري (1340)، ومسلم (979)، من حديث أبي سعيد الخدري.

[4] أخرجه البخاري (1395)، ومسلم (982)، من حديث أبي هريرة.

[5] مختصر من مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 132.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 126.51 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (4.42%)]