|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يا باغي الشر.. أقصر !! يا باغي الشر.. أقصر! يا مستثقلاً رمضان.. أقصر! إن أول شر يرتكبه أهل الغفلة وبغاة الشر هو أنهم يستثقلون رمضان، ويعدون أيامه ولياليه وساعاته؛ لأن رمضان يحجب عنهم الشهوات، ويمنعهم اللذات، يقول شاعرهم: ألا ليت الليل فيه شهر ومَرَّ نهارهِ مرُّ السحابِ. حُكي أنه كان لهارون الرشيد غلام سفيه، فلما أقبل رمضان ضاق به ذرعاً، وأخذ ينشد: دعاني شهر الصوم –لا كان من شهر– ولا صمت شهـراً بعده آخرَ الدهرِ. فلـو كان يُعْدِينـي الأنـام بقـوة على الشهر لا ستعديتُ قومي الشهرِ. فأصيب بمرض الصَّرْع ، فكان يصرع في اليوم مرات عدة، ومازال كذلك حتى مات قبل أن يصوم رمضان الآخر.يا متعمد الإفطار في نهار رمضان.. أقصر! ومن بغاة الشر من لا يستثقلون رمضان أصلا؛ لأنهم لا يصومون، بل يجاهرون بالفطر في الطرقات، دون حياء من الله، ولا من عباد الله، صح عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بينما أنا نائم أتاني رجلان، فأخذ بضبعي –عضدي- فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: «سنسهله لك»، فصعدت إذا كنت في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً، قلت: من هؤلاء؟ قال: «الذين يفطرون قبل تحلة صومهم»، فإذا كان هذا وعيد من يفطرون قبل غروب الشمس ولو بدقائق معدودات، فكيف بمن يفطر اليوم كله ؟! يا تارك الصلاة أقصر! وأعظم بغاة الشر في رمضان تارك الصلاة الذي لا يتوب من جريمة كبرى، قال الله سبحانه في شأن تاركها: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }(المدثر: 42-43)، وقال في شأنها رسول الله[: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»، وقال صلى الله عليه وسلم : «بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة»، وعن عبد الله بن شقيق قال: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركهُ كفر غير الصلاة»، وعن عمر –رضي الله عنه- قال: «أما إنه لاحظ لأحدٍ في الإسلام أضاع الصلاة»، وعن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: «من ترك الصلاة فلا دين له». وعن نوفل بن معاوية –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فاتته صلاة، فكأنما وُتِرَ أهلهَ ومالَه». وبعيداً عن الخلاف الفقهي في كفر تارك الصلاة ، هل هو كفر أكبر مُخرج من الملة أو هو كفر لا يخرج من الملة، فدعني أهمس في أذنك يا تارك الصلاة: هل تقبل أن يكون انتماؤك لدين الإسلام، وإيمانك بالله ورسوله وكتابه قضية محل خلاف، فعلماء يقلون: «أنت كافر مثل فرعون وقارون وأبي جهل وأبي لهب»، وفريق آخر يقول: «بل فاسق مجرم شرير أشد خبثاً من قاتل النفس، وسارق المال، وآكل الربا، والزاني ، وشارب الخمر؟!». يا تاركاً لصلاته إن الصلاة لتشتكي. وتقول في أوقاتها: اللهُ يلعن تـاركي. يا أيتها المتبرجة ... أقصِري !ومن بغاة الشر في هذا الشهر الكريم المتبرجات بالزينة اللائي لا ينوين التوبة من هذه الكبيرة، بل يبغين الفساد بالإصرار على إظهار الزينة للأجانب من الرجال، والخروج إلى الأسواق والطرقات والمجامع متعطرات متطيبات، كاسيات عاريات، فاتق الله يا أمَةَ الله في نفسِكِ، وفي عباد الله الصائمين، ولا تكوني رسول الشيطان ِإليهم لتفسدي قلوبهم، وتشوشي صيامهم، بل قَرِّيِ في بيتك، فإن خرجتِ ولابد فاستتري بالحجاب الكامل، وتأدبي بآداب الإسلام. يا أهل الفن والإعلام: أقصروا ! إن رمضان فرصة ثمينة للتوبة والإنابة إلى الله عزَّ وجلَّ: وأنتم تحولونه إلى فرصة لنشر الفساد وإشاعة الفواحش، فانضموا إلى صفوف أولياء الله المتقين، وسخروا الإعلام في خدمة الدين، وإشاعة المعروف والنهي عن المنكر، وذكِّروهم بالقرآن والسُّنَّة، ولا تشغلوهم بالأغاني والمسلسلات، والفوازير، والقصات، قبيح بكم أن تبارزوا ربكم بالحرب في شهره الكريم، وتكثفوا حربكم على الدين والأخلاق، كأنكم تشفقون من بوار تجارتكم الشيطانية في هذا الشهر المُبارك ، فتضاعفون من مجهودكم لتصدوا الناس عن سبيل الله عز وجل ، وتبغوها عوجاً . إن المنادي يناديكم من أول ليلة في رمضان، أقصروا يا بغاة الشر ، فإن أصررتم فإن ربكم لبالمرصاد ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النــور: 19). - ويا أيها المسلمون الصائمون: فِرُّوا من الفيديو والتلفاز والصحف الفاسدة فراركم من الأسد، إن الفنانين هم قطاع الطريق إلى الله، إنهم ممن قال الله فيهم: {أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }(البقرة: 221)، وقال: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}(الكهف: 28)، وقال تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿15﴾فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ }(طـه: 15- 16)، وقال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴿27﴾يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا }(النساء: 27 - 28). فتذكر يا عبد الله الصائم قوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}(الإسراء: 36)، وأهل الفن يدعونك إلى زنا العين، وزنا الأذن، فكيف تطاوعهم وأنت مسلم؟! وكيف تشاركهم وأنت صائم؟! وكيف لا تقول إذا دعاك الشياطين إلى هذه المعاصي: «إني صائم، إني صائم»؟! وإذا كنت في الصيام تحرم الحلال من الطعام والشراب والشهوة امتثالاً لأمر الله، فكيف تستبيح ما هو حرام قطعاً من إطلاق البصر إلى النساء الفاجرات، ألا ما أصدق قول الصادق المصدوق[: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وقوله صلى الله عليه وسلم : «رُبَّ قائم حظُّه من قيامه السهرُ، ورُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوعُ والعطش»، وقوله صلى الله عليه وسلم : « الصيام جُنَّة، فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يرقث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم». فيا عاكفون أمام الممثلات والراقصات: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}(الأنبياء: 52)، وأين أنتم من عباد الرحمن الذين: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (الفرقان: 72)، و{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}(المؤمنون: 3)، لقد بين الله سبحانه وتعالى الحكمة من تشريع الصيام في قوله جل وعلاَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183). يـا خائضاً في أعراض الناس ... أقصر!! فقد قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } (الحجرات: 12)، وقال صلى الله عليه وسلم : «الغِيبة: ذِكرك أخاك بما يكره» مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون (4) وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم». أثر الغيبة في الصوم: عن رجاء بن أبي سلمة قال: قلت لمجاهد: «يا أبا الحجاج؛ الغيبة تنقض الوضوء؟»، قال: نعم، وتفطر الصائم . وعن مجاهد قال: «من أحب أن يسلم له صومه؛ فليتجنب الغيبة والكذب». وعن حفصة بنت سيرين قالت: «الصيام جُنَّة ، ما لم يخرقها صاحبها ، وخرقها الغيبة». وعن ميمون بن مهران: «إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب». وعن عَبيدة السلماني قال: «اتقوا المُفْطِرَيْن : الغيبة ، والكذب». وعن أبي العالية قال: «الصائم في عبادة ما لم يغتب ، وإن كان نائماً على فراشه». وقال الإمام ابن حزم –رحمه الله- : «ويُبطل الصومَ أيضاً تعمدُ كلِّ معصية – أي معصية كانت – لا تحاش شيئاً – إذا فعلها عامداً ذاكراً لصومه كمباشرة من لا يحل له..» إلى أن قال: «أو كذب، أو غيبة، أو نميمة، أو تعمد ترك صلاة، أو ظلم، أو غير ذلك من كل ما حرم على المرء فعله»، وقد استدل بقوله صلى الله عليه وسلم : «والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرقث ولا يصخب» الحديث، وبقولهصلى الله عليه وسلم : «من لم يدع قول الزور والعمل بهِ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (10) . وبما رُوي أنه صلى الله عليه وسلم أتى على امرأتين صائمتين تغتابان الناس، فقال لهما: «قيئا» فقاءتا قيحاً ودماً ولحماً عبيطاً، ثم قال صلى الله عليه وسلم : «ها، إن هاتين صامتا عن الحلال، وأفطرتا على الحرام. وقال الإمام النووي –رحمه الله تعالى-: «... فلو اغتاب في صومه عصى، ولم يبطل صومه عندنا، وبه قال مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، والعلماء كافة إلا الأوزاعي ، فقال: يبطل الصوم بالغيبة، ويجب قضاؤه» . وقد استدل الإمام الأوزاعي –رحمه الله- بقوله صلى الله عليه وسلم : «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع» الحديث، وبأدلة ابن حزم، وقال النووي: «وأجاب أصحابنا عن هذه الأحاديث ... بأن المراد أن كمال الصوم وفضيلته المطلوبة إنما يكون بصيانته عن اللغو والكلام الرديء، لا أن الصوم يبطل به» اهـ . اعداد: الشيخ: محمد إسماعيل المقدم
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |