الذنوب سبب كل بلاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135407 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5497 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8168 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-01-2025, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي الذنوب سبب كل بلاء

الذنوب سبب كل بلاء

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
إنه ما من شرٍّ وداءٍ في الدنيا والآخرة، إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فتأملوا- رحمكم الله- حين قصَّ الله علينا ما حَلَّ بالأمم السابقة، من أنواع العقوبات؛ جزاء معصية الله ومخالفة أمره، فما الذي أخرج الأبوين من الجنة؟ وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماوات والأرض؟ إلا مخالفة أمر الله وارتكاب معصيته.

وتأمَّلوا ما حلَّ بالأمم المخالفة لرسل ربها، كيف كان عذاب الله لها أليمًا شديدًا، انظر ما حل بقوم نوح من الغرق، وانظر ما حل بعاد حيث سلَّط الله عليهم الريح العقيم، وما حل بقوم صالح حين أرسل الله عليهم الصيحة، وانظروا ما حل بقوم لوط حيث قلب الله عليهم قُراهم فجعل عاليها سافلها، وأمطر عليهم حجارةً من سِجِّيل، وانظروا ما حل بفرعون وقومه حين كذبوا، وكذلك ما حل ببني إسرائيل.

وهكذا عباد الله، تتوالى نذر الله على عباده الذين خالفوا أمره، بأنواع العقوبات، قال تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 40].

ما أهون الخلق على الله إذ هم خالفوا أمره!

اعلموا عباد الله أنه ما يصيب الناس، من ضر وضيق في أبدانهم وذرياتهم وأرزاقهم وأوطانهم، إنما هو بسبب معاصيهم وما كسبته أيديهم، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].

اعلموا عباد الله، أن آثار الذنوب والمعاصي كثيرة على الفرد والمجتمع، أما آثارها على الفرد فمنها:
• حرمان العلم؛ فإن العلم نور من الله، والمعصية تطفئه.

• حرمان الرزق؛ كما في الأثر: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

• تعسير الأمور، فكما أن من يتق الله يجعل له من أمره يسرًا، فبخلافه من عصى الله.

• ومنها حرمان الطاعة، ومنها أن المعصية تورث الذل، فأبى الله إلا أن يذل من عصاه.

• ومنها سوء الخاتمة، فإن العبد قد تخونه جوارحه أحوج ما يكون إليها.

وأما آثارها على المجتمع والأمة بأسرها فكثيرة:
منها زوال النعم وحلول النقم، قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}[النحل: 112].

• ومنها حبس القطر من السماء، حتى إن البهائم لتلعن عصاة بني آدم إذا أُمسك المطر.

أخرج البخاري ومسلم، أنه مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه»، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح؟ وما المستراح منه؟

فقال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب».

قال تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال:52- 53].

إن الذنوب والمعاصي خطيرة على العباد والبلاد، ويزداد إثمها وخطرها وشؤمها إذا اقترفت بثلاثة أمور:
أولًا: الاستهانة بالمعصية، فبقدر ما يصغر الذنب عند العاصي يعظم عند الله؛ لما فيها من الجرأة على الله والاستهتار بحقه سبحانه، وبجلالة قدره.

روى البخاري عن أنس رضي الله عنه، قوله لأهل زمانه الذين هم من خير القرون: (إنكم لتعملون أعمالًا هي أدقُّ في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدّها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات).

ثانيًا: مما يعظم به أثر الذنوب وخطرها على الأمة، المجاهرة بها وإعلانها، فإن المجاهرة بالمعصية على ما فيها من جرأة على الله واستهانة بحقه، فهي أيضًا تغري الغافل، ومن في قلبه مرض على ارتكاب المعاصي ومجاراة المجاهرين، فيكون هذا المجاهر قد جمع إلى معصيته معاصي من قلَّدوه وجاروه.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ أُمَّتي معافى إلا المجاهرين».

ثالثًا: ومما يعظم به خطر الذنوب على المجتمع والأمة، عدم الإنكار على أهل الذنوب والمعاصي، وربما مجالستهم ومشاركتهم، قال تعالى:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}[المائدة: 78، 79].

ثم إن النجاة إذا جاءت تكون للمصلحين، قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}[الأعراف: 165].

إن إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سبب لحفظ المجتمع وصلاحه وفلاحه، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سبب في الهلاك والنار.

فأصحاب المنكرات اليوم، يخرقون في سفينة المجتمع، فإن لم ينكر عليهم ويمنعوا غرقنا جميعًا.

هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________________________________________ _____
الكاتب: سالم علي محمد أحمد

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.97 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]