المطر والثقة بالله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4946 - عددالزوار : 2046592 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4522 - عددالزوار : 1315497 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 142772 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2024, 08:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي المطر والثقة بالله

المطر والثقة بالله

عبد العزيز بن إبراهيم الشبل



ثبت في الصحيحين من حديث أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: "بينما النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب الجمعة إذ دخل أعرابيٌ فقال: يا رسول الله، هلك المالُ وجاع العيالُ وانقطعت السبل، فادعُ الله أن يغيثنا، فرفع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه، فما زال يرفعهما حتى رُئي بياض إبطيه وهو يستغيث ربه جَلَّ وَعَلا أن يمطرهم»، قال أنسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فوالله ما في السماء من قزعةٍ –أي من قطعة سحابة-، إذ خرجت سحابةٌ من وراء سلع (جبلٌ في غربي المدينة الشمالي)، حتى انتشرت في المدينة وتوسطت ثم انتشرت، قال: فما رأينا الشمس سبتًا –أي أنهم في مطرٍ وديم- حتى إذا جاءت الجمعة الأخرى دخل ذلك الأعرابي أو غيره، فقال: يا رسول الله، هلك المالُ وانقطعت السبل، ولم يقل: وجاع العيال، فادعُ الله أن يمسك عنا.

(هلك المال) لأن مالهم إما زرعٌ أو ضرع، والمطر الكثير يؤثر في الزرع ويؤثر في الضرع؛ فإنه يُطْغِي هذا الزرع ويذهب بالضرع من البهائم، وانقطعت السبل بجريان الأودية حتى لا يستطيع الناس عبورها، قال: فادع الله أن يمسك عنا، فتبسم عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام، تبسم لهذا التغيير في أحوال الناس، مع أنهم كانوا أزلين قنطين، كما يعجب ربنا جَلَّ وَعَلا إلى قنوط عباده وإلى قرب غِيَرِه.

ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر»-وأصبح يشير بيده للسحاب حتى تمزع-، قال أنسٌ: فخرجنا نمشي بالشمس[1].

الله أكبرَ! ربي جَلَّ وَعَلا هو الذي يغيث وهو الذي يسقي، ودعاء المؤمنين أبلغ الأسباب في حصول هذا المبتغى من نصر الله جَلَّ وَعَلا، وإنعامه، وهذا دعاء نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما طلب الناس منه أن يستغيث إلى الله، فاستغاث إلى الله جَلَّ وَعَلا، وأمنوا على دعائه، فأغاثهم المغيث سبحانه وتعالى، أنزل عليهم المطر الذي أولاهم هذه النعم، وحمدوه لأنه الذي يُحمد عليها وحده دون ما سواه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28].

فاعلموا أن العبرة ليست بكثرة نزول المطر، ولا بتتبع السيول، ولا بنقل أخبارها بين الناس، وإنما العبرة العظيمة أن يعرف الإنسان هذه النعم ممن جاءته، ثم يوظفها في توظيفها المبارك.

واعلموا عباد الله أن هذا المطر وهذه الخيرات إن لم يطرح الله فيها البركة فلا خير فيها، فإن أقوامًا من عباد الله أُهلكوا بهذه الرياح العاتية وبهذه الأمطار الجارحة حتى غدوا حديثًا بالأمس، وإن من عباد الله من أنعم الله عليهم وأمهلهم مرةً بعد مرة، فأنزل عليهم الأمطار.

واعتبروا يا عباد الله بما جاء في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المخرج في الصحيح[2] حيث قال: «ليس السنة ألا تُمطروا، ولكن السنة أن تُمطروا ثم تُمطروا ولا تنبت الأرضُ شيئًا»، القحط والجدب ليس بعدم المطر، وإنما القحط الحقيقي والجدب الحقيقي أن يتوالى علينا نزول المطر، ثم لا يطرح الله فيه بركة ولا يجعل فيه خيرًا، بل يكون وجوده كعدمه.

واعتبروا -يا رعاكم الله- بسنيٍ يذكرها شيبانكم وآباؤكم، تسمى بسني الدمنة، لم يأتهم إلا مطرٌ يسير، حتى إذا رفعوا دمنة البَهم وجدوا ما تحتها يابسًا ولكن طرح الله فيها البركة، فأغدقت على الأرض ثم كان منها الربيع العظيم والخصب الكبير، وهذا من فضل الله سبحانه وحده، لما توجهوا إليه بقلوبٍ صادقة، وبقلوب مطمئنةٍ بوعده واثقةً بما عنده سبحانه وتعالى.
[1] أخرجه البخاري (1014)، ومسلم (897) بنحوه.
[2] أخرجه مسلم (2904).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.28 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]