صحبة الملائكة للمؤمنين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-12-2024, 08:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي صحبة الملائكة للمؤمنين

صحبة الملائكة للمؤمنين

د. عصام بن عبدالمحسن الحميدان

الحمد لله خلق كل شيء فقدَّره تقديرًا، وجعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا. أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المنعم المتفضل على عباده قنطارًا كان أو قطميرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، وسلِّم تسليمًا كثيرًا، وبعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [البقرة: 278] نعيش في دنيانا ونحن محفوفون بمخاطر عدة تريد أن تصرفنا عن منهج الله سبحانه، من شياطين الإنس والجن، فمن العاصم لنا من الفتن والبلايا والمحن والرزايا والزلل والخطايا؟ إنه الله سبحانه، يحمينا ويُحصِّننا ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ﴾ [الزمر: 36، 37].

ويسخِّر الله سبحانه ملائكته الكِرام لحماية المؤمنين وإحاطتهم بالحرز الرباني، ونحن أحوج ما نكون لتلك الحماية والرعاية والعناية، نهتم بحماية أنفسنا من الأمراض الحسية، فلا بد أن نحمي أنفسنا من كيد أعدائنا، من النفس الأمَّارة بالسوء، وأهل السوء والشرور من الجنة والناس، الذين تفوَّقوا على إبليس نفسه في كيدهم، فقال قائلهم:
وكنت فتى من جند إبليس فارتقى بي الأمر حتى صار إبليس من جندي
وعندما يسخِّر الله سبحانه لك ملائكته لحمايتك فحسبك بقوَّتهم وعظمتهم وبطشهم بأعدائك، فإنهم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وقال ملك الجبال للنبي صلى الله عليه وسلم: ((لو شئت أطبقت على قريش الأخْشَبَيْنِ)) بحركة واحدة يجعل الجبال الشاهقة هباءً منثورًا.

لا شك أن الملائكة تصحب المؤمنين في عباداتهم؛ لأنهم يحبون عبادة الله سبحانه، ففي صلاة الجماعة تصلي عليهم من دخولهم المسجد حتى خروجهم منه، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الملائكةُ تُصَلِّي على أحدِكم ما دام في مصلاه الذي صَلَّى فيه، ما لم يُحدِث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه"؛ (صحيح البخاري).

وتُصلِّي الملائكة على المتقدمين في الصلاة، ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ))؛ رواه ابن ماجه.

وكلما تقدَّم المصلي في الصفوف ازداد رجاءُ فضلِ صلاةِ الملائكة عليه، ففي حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْمُتَقَدِّمَةِ))؛ رواه النسائي وصحَّحه الألباني.

ويوم الجمعة يحيطون بالمصلِّين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة وقَفَتِ الملائكةُ على باب المسجد يَكْتُبون الأوَّلَ فالأوّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّر كمثل الذي يُهْدي بَدَنةً، ثم كالذي يُهْدي بقرة، ثم كَبْشًا، ثم دَجاجة، ثم بَيضة، فإذا خرج الإمام طَوَوُا صُحُفَهم، ويسْتَمعون الذِّكرَ))؛ متفق عليه.

وفي الصيام يصلون على المتسحرين، وفي الحج كذلك، ولكنهم أيضًا يصحبون المؤمنين في غير أماكن العبادات، فإذا جلس المؤمنون يذكرون الله ولو في غير المسجد حضرت الملائكة معهم تدعو لهم وتحرسهم، ففي صحيح مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يقعد قومٌ يذكرون اللهَ عز وجل إلا حفَّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم اللهُ فيمن عنده))؛ (صحيح مسلم).

وكلما كنت وحدك وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم فالملائكة معك، فقال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: ((ما مِنْ عبدٍ يُصَلِّي علَيَّ إلَّا صَلَّتْ عليه الملائكةُ، ما دامَ يُصَلِّي علَيَّ، فلْيُقِلَّ العبدُ مِنْ ذلِكَ، أوْ لِيُكْثِرْ))؛ رواه أحمد بسند صحيح.

وإذا حرصت على تعليم الناس الخير، ابتداء من أبنائك وأزواجك وإخوانك والناس جميعًا فأبشر بمعية الملائكة، ودعائهم لك، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ)).

وإذا زرت أخاك المسلم لله تُدخِل عليه السرور فأنت مع الملائكة؛ لما في صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد اللهُ له على مَدْرجته ملَكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه مِن نعمة تَرُبُّها (تربها: أي تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك)؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن اللهَ قد أحبَّك كما أحببتَه فيه))؛ (صحيح مسلم).

وإذا مرض أحد المسلمين فزرته كنت في رعاية الملائكة، ففي مسند أحمد - بسند صحيح - عن عليٍّ رضي الله عنه قال: "إذا عاد الرجلُ أخاه المسلم، مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يُمسي، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح"، و"خِرافة الجنة"؛ أي: في اجتناء ثمر الجنة.

وليس في حال اليقظة فقط، بل حتى في نومك تحرسك الملائكة إذا نمت على طهارة، وقرأت المعوِّذَتين وآية الكرسي، ففي الحديث الحسن ((من بات طاهرًا بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعةً من الليل إلا قال الملك: اللهمَّ اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهرًا)).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255] حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنَّك شيطان حتى تُصبح))؛ رواه البخاري.
• • •

هذه رحمة الله سبحانه بالمؤمنين وحبُّه لهم، يرعاهم ويحفظهم ويحرسهم، ليس بالملائكة فقط، بل بكل مخلوقاته، ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196]، سخَّر الريح لسليمان، وسخَّر البحر والجراد والقمل والضفادع لموسى، وسخَّر الحوت ليونس، وسخَّر الشمس ليوشع، وسخَّر الفيل لقريش، وسخَّر الريح في الأحزاب، والتراب والمطر في بَدْر لمحمد، وهو قادر سبحانه أن يسخِّر لك خلقه، إذا سخَّرت نفسك له.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.65 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]