التصالح مع النفس، وأثر ذلك في توليد السلام الداخلي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52043 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45830 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64225 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155249 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2024, 11:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي التصالح مع النفس، وأثر ذلك في توليد السلام الداخلي

التصالح مع النفس، وأثر ذلك في توليد السلام الداخلي

من المتطلبات الأساسية لوجود الراحة النفسية، والاستقرار الداخلي والخارجي للإنسان، وما ينتج عنهما من طمأنينة النفس وراحة البال، والتكامل مع البيئة المحيطة بالإنسان، ابتداءً من الأُسرة، ثم المجتمع المحيط به من الأصدقاء والأصحاب، ثم المجتمع المحيط به في العمل، ثم المجتمع العام - أن يكون هناك تصالح للإنسان مع نفسه، وإذا لم يكن هناك تصالح مع النفس، فلن يكون هناك ابتداءً سلامٌ داخلي للإنسان، ومن ثَمَّ فلن يكون هناك سلام خارجيٌّ أو تصالح مع الآخرين، مهما حاول الإنسان أن يمثِّل الدور الإيجابي، إذ سرعان ما يتكشَّف للآخرين الوجهُ الحقيقيُّ له؛ فَلْيَكُنِ الإنسان متصالحًا أولًا مع نفسه، ولن يكون ذلك إلا إذا تصالح الإنسان مع ربه أولًا وأخيرًا، وعرَف فعلًا من هو؟ وما حقيقته؟ وما حجمه؟ وما يجب عليه؟

هنالك فقط تتصالح النفس مع صاحبها، لماذا؟ لأنهما يسيران معًا في اتجاه واحد؛ وهو العبودية المحضة لله عز وجل، فالكون كله يسير في اتجاه واحد؛ وهو العبودية؛ قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]، هذه آية من كتاب الله تخبرنا بأن الكون كله مسبِّحٌ مُنقاد طائع لله عز وجل، وأنه يسير في اتجاه واحد لا ثانيَ له؛ وهو العبودية المحضة لله عز وجل، إلا الثَّقَلين؛ وهما الجن والإنس، فهما مُخيَّران؛ قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3]، وقال تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]؛ أي: طريق الخير والشر، فهما واضحان بيِّنان، فعلى هذا الاختيار من الثَّقَلين - بعد مشيئة الله - يكون الأجر والوِزْرُ، أما بقية الكون فهو مسبِّحٌ منقاد لله عز وجل، ومن يعصِ الله ويتمرد على عبوديته، فهو داخل في نظام العبودية، ولكن لغير لله، لماذا؟ لأن تركيبة التكوين الإنساني لا بد أن يكون عبدًا، ولكن لمن يكون عبدًا؟ وما هو المجال العبودي الذي يرتقي بالإنسان وإنسانيته، ويحقق له التصالح مع نفسه والكون والآخرين؟ إنه مجال العبودية لله عز وجل؛ قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11]، وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 124 - 126]، فالجزاء من جنس العمل، والمجال يطول في سرد الأدلة من الكتاب والسُّنَّة في وصف الحالتين وما يترتب عليهما، ولكن خلاصة القول: إن من تَصَالَحَ مع نفسه، بعد تصالحه مع ربِّه، يقوده ليكون متصالحًا مع الآخرين من حوله، كلٌّ بحسبه؛ قال تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123].
قال السعدي رحمه الله: "قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية: تكفَّل الله لمن اتبع هدى الله ألَّا يضِلَّ في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة، والمعنى: أن من اتبع الهدى، واستقام على الحق الذي بعث الله به نبيَّه محمدًا عليه الصلاة والسلام، فإنه لا يضل في الدنيا، بل يكون مهتديًا مستقيمًا، ولا يشقى في الآخرة، بل له الجنة والكرامة، وهُدى الله هو ما دلَّ عليه كتابه العظيم القرآنُ وسُنَّةُ نبيِّه عليه الصلاة والسلام؛ من فِعْلِ الأوامر، وترك النواهي، وتصديق الأخبار التي أخبر الله بها ورسوله، والإقامة عند حدود الله، وعدم تجاوزها؛ هذا هو الهدى".

ومن كان حاله هكذا، فهو لا شكَّ في أمن وأمان، وهو مصدرُ خيرٍ لنفسه وللآخرين، رزقنا الله وإياكم صلاح النفس وتصالحها مع ربها، وجعلنا وإياكم مشاعلَ خيرٍ وبركة، والحمد لله رب العالمين.
____________________________________________
الكاتب: د. عوض بن حمد الحسني

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.33 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]