عبـادة التـفكـر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يقظة الضمير المؤمن وموت قلب الفاجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 10468 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 9678 )           »          استقلال مالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أخلاق عالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الانتقام للنفس منقصة، ولله كمال وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          البشريات العشر الثالثة للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          العالم المؤرخ المحقق جوزف فون هَمَر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 306 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 592 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-11-2024, 01:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,853
الدولة : Egypt
افتراضي عبـادة التـفكـر

عبـادة التـفكـر



في القرآن آياتٌ عديدة مشتملة على الحث على التفكر، وبيان عظيم شأنه وجليل قدره وكبير عوائده وفوائده، وثناءٌ على أهله وبيانٌ لعلوِّ مقامهم ورفعة شأنهم، يقول الله -سبحانه وتعالى-: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (البقرة:219)، ويقول -سبحانه-: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الرعد:3)، ويقول -جل وعلا-: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:11)، ويقول -جل وعلا-: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ} (الروم:8)، ويقول الله -سبحانه-: {كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (يونس:24).
وهذا التفكر العظيم الذي دعا الله -عزَّوجل- عباده إليه وحثَّهم عليه ورغَّبهم فيه مفتاحُ كل خير، وأساس كل فلاحٍ وصلاح، ومنبع كل فضيلة، وهو من عبوديات القلب العظيمة الجليلة؛ إذ ينقل الإنسان من الغفلة إلى اليقظة، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن المهانة إلى العزَّة.
عظمة الله
فمن تفكر في عظمة الله وأنه -عزَّوجل- مطَّلعٌ على العباد لا تخفى عليه منهم خافية، سميعٌ بصير، عليمٌ قدير، فإن هذا التفكر يمنعه من الوقوع في معصية الله -عزَّوجل-، وقد قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر:28). ومن تفكر في الآخرة وأنها ارتحلت مقبِلة، وأنها هي الحيَوان، وتفكر في نعيمها وما أعدَّ الله -سبحانه وتعالى- لأوليائه من عظيم المآب وجميل الثواب، فإن ذلك يحفِزه ويدفعه لحُسْن التهيؤ وتمام الاستعداد ليوم المعاد، ومن تفكر في هوان الدنيا وحقارتها وسرعة زوالها وتصرُّمها، فإنه لن يجعلها أكبر هــمِّه ولا مبلغ علمه ومن تفكر في الذنوب وعظَم خطورتها وسوء عواقبها على أهلها في الدنيا والآخرة، فإنه يحاذر من الوقوع فيها ويتجنَّبها، ومن يتفكر في العبادات وأنه إنما خُلق في هذه الحياة للقيام بها وتحقيقها، فإنه يجاهد نفسه على القيام بها على أتمِّ وجهٍ وأحسن حال. إن التفكر في آلاء الله -سبحانه وتعالى- ونعَمه عبوديةٌ عظيمة تجعل القلب يقبِل على الله خضوعاً وذُلا وإيماناً بكمال الخالق وعظمة المبدع -سبحانه.
الإنشغال بالأمور النافعة
ومن لم يَشغَل قلبه بالأمور النافعة والتفكير الذي يعود عليه بالخير في دنياه وأخراه انشغل قلبه بأفكارٍ مذمومة؛ ولهذا يشبِّه بعض أهل العلم النفس البشرية بأن مثلها كمثل الرحى دائمة الدوران تطحن كل ما أُلقي فيها، فمن وضع في هذه الرحى قمحاً وشعيراً وجد طحيناً ينتفع به، ومن يضع فيها حجراً أو حصًى فلن يحصِّل منه على شيء ينتفع به، وهكذا نفس الإنسان تدور بأفكار وأفكار ثم ينبع عن تلك الأفكار إرادات وعزائم؛ فمن كانت أفكاره وتفكره فيما ينفعه في معاشه ومعاده فإنه سيمضي في هذه الحياة على خير حال، ومن كانت أفكاره في أمورٍ حقيرة وأعمال دنيئة ويخطِّط في غير ذلك سيجني عاقبته.
مجاهدة النفس
ما أحوجنا إلى أن نعالج أفكارنا، وأن نصحِّح مسارنا، وأن نجاهد أنفسنا على الواردات النافعة والأفكار القويمة التي تعود علينا بالنفع العظيم والخير العميم في الدنيا والآخرة! فإن التفكر كما أمر الله -عزَّوجل- به ودعا إليه عبوديةٌ عظيمة الشأن جليلة القدر، والعبد ليصحِّح نفسه في هذا المقام يحتاج إلى الاستعانة بالله -جلَّ وعلا-، والحرص على كل المنافذ والأبواب التي تجلب لقلبه ما ينفعه ويعود عليه بالخير والفائدة في دينه ودنياه.


اعداد: المحرر الشرعي





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.67 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]