واجبنا تجاه كبار السن في ضوء تعاليم الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122352 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-10-2024, 05:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي واجبنا تجاه كبار السن في ضوء تعاليم الإسلام

واجبنا تجاه كبار السن في ضوء تعاليم الإسلام

د. خالد بن حسن المالكي

الخطبة الأولى
واجبنا تجاه كبار السن في ضوء تعاليم الإسلام:
الحمد لله الذي أمر بالإحسان، ورفع مكانة الكبار، وجعل توقيرهم من سمات الإيمان، نحمده سبحانه وتعالى ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى البِرِّ والتقوى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

أيها المؤمنون، أوصيكم ونفسي المقصِّرة بتقوى الله، فهي زاد المتقين، وسلاح المؤمنين، قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 70].

حديثنا اليوم عن واجبٍ عظيمٍ وحقٍّ جليلٍ يجب أن نُولِيه كامل الاهتمام، ألا وهو واجبنا تجاه كبار السن في المجتمع. لقد منح الإسلام كبار السن مكانةً رفيعةً، وأوصى برعايتهم والاهتمام بهم، وجعل ذلك من القُرُبات العظيمة التي يتقرَّب بها العبدُ إلى ربِّه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس مِنَّا من لم يرحم صغيرنا ويُوقِّر كبيرنا"؛ [رواه الترمذي].

أيها الأحِبَّةُ في الله، إن رعاية كبار السن ليست خيارًا نأخذ به إذا شئنا ونتركه إذا لم نشأ، بل هي واجب ديني وأخلاقي، وجزء لا يتجزأ من تعاليم ديننا الحنيف. فالكبير هو بركة المجتمع، وحكمته وتجربته كَنْزٌ من المعرفة ينبغي أن نُقدِّره ونستفيد منه.

أيها المؤمنون، إن الشريعة الإسلامية قد جعلت بِرَّ الوالدين من أعظم العبادات وأحبِّ الطاعات، حتى قرن الله طاعته بطاعتهما، فقال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]. وهذا الأمر يزداد في حال كبر الوالدين، وبلوغهما سِنَّ الضعف، كما قال تعالى: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 23 - 25].

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم"؛ [رواه أبو داود]. إن توقير الكبير هو إجلال لله عز وجل، وإكرام لأوامره، واتِّباع لسُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحِبَّةُ، إن رعاية كبار السن لا تقع على عاتق الأفراد وحدهم، بل هي مسؤولية جماعية ينبغي أن يتشارك فيها المجتمع بأسره. إن المجتمع الذي يُكرم كبار السن هو مجتمع ينعم بالرحمة والتكافل، ويحظى ببركة الله وتوفيقه ونصره.

إن رعاية كبار السن ليست مجرد تقديم الدعم المادي، بل تتضمن أيضًا الرعاية النفسية والاجتماعية، وجعلهم يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع. إن تهميش كبار السن أو عدم الاهتمام بهم يُعَدُّ تقصيرًا في أداء واجبنا نحوهم، وجحودًا لحقِّهم علينا.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
التوجيهات العملية لرعاية كبار السن وأمثلة ملهمة من السلف الصالح.

الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وجعل الإحسان إلى الكبير من دلائل الإيمان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى البِرِّ والخير، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فيا أيها المؤمنون، إن رعاية كبار السن ليست فقط واجبًا شرعيًّا، بل هي أيضًا تعبير عن أخلاقنا وإنسانيتنا. ينبغي علينا أن نترجم هذا الواجب إلى أفعال ملموسة في حياتنا اليومية. وإليكم - أحِبَّتي - بعض التوجيهات العملية لتعزيز رعاية كبار السن:
1. إظهار الاحترام والتقدير في كل الأحوال: فينبغي أن نحرص على التعامل مع كبار السن بلطفٍ واحترامٍ، وأن نُظهِر لهم التقدير في كل موقف، وأن يكون التعامل معهم مبنيًّا على الحب والإكرام، وأن نشعرهم بقيمتهم العالية.

2. الزيارات المنتظمة والتواصل المستمر: فينبغي أن تكون الزيارات لكبار السن عادةً لا تنقطع، وأن نحرص على البقاء على تواصل مستمر معهم، فهذا يُدخِل السرور إلى قلوبهم، ويُخفِّف من شعورهم بالعزلة.

3. الرعاية الصحية الشاملة والاهتمام بالجوانب النفسية: فواجبنا تجاه كبار السن لا يقتصر على توفير العلاج، بل يشمل أيضًا دعمهم نفسيًّا، من خلال الاستماع إليهم، وإشراكهم في الحديث، مما يعزز من راحتهم وسعادتهم.

4. دمجهم في الأنشطة الاجتماعية والدينية: فينبغي أن يشعر كبار السن بأنهم جزء لا يتجزَّأ من المجتمع، وأن يكون لهم دور في الأنشطة المختلفة، سواء كانت اجتماعية أو دينية؛ مما يساعدهم على الشعور بالانتماء، ويزيد من روحهم الإيجابية.

أيها المسلمون، لقد كان السلف الصالح أحرص الناس على إكرام كبار السن، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أنه رأى رجلًا كان صديقًا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فنزل عن دابَّته، وألبسه عمامته، وأركبه على دابَّته احترامًا له؛ [رواه البخاري ومسلم].

وفي عالمنا اليوم نجد بعض المجتمعات التي تُظهِر اهتمامًا كبيرًا بكبار السن، وتوفر لهم الرعاية الصحية والخدمات المتكاملة. ونحن بصفتنا مسلمين ينبغي أن نكون في المقدمة في مثل هذه الجهود، وأن نُظهِر للعالم كيف أن تعاليم الإسلام تحثُّ على رعاية كبار السن وتقديرهم.

وختامًا، نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء حقوق كبار السن، وأن يجعلنا من الرفقاء بهم، وأن يرزقنا بركة خدمتهم، ويجعل رعايتهم لنا طريقًا إلى الجنة. اللهم اجعلنا من الذين يُوقِّرون الكبار، وارحم من سبقنا إلى دار النعيم.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعَمِه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]