|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السفر والجمع والقصر الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل الخطبة الأولى إنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:أَيُّهَا النَّاس! فـ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. عباد الله! يقول الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [النساء: 101]. فَهٰذَا تشريعٌ من الله جَلَّ وَعَلَا لمن ضرب في الأرض -وهو السفر-، أن يقصر من الصَّلَاة الرباعية، فيصليها ركعتين، ويجوز له رخصةً من الله أن يجمع بين الظهر والعصر ركعتين ركعتين، وبين المغرب والعشاء ثلاثًا وركعتين، إن شاء في وقت الظهر أو في وقت العصر؛ فإن الوقتين يصبحان وقت واحدًا في حال الجمع. وَهٰذَا الجمع والقصر هو لكل سفر طاعة، كالحج والعمرة والجهاد في سبيل الله، وصلة الأرحام، وطلب العلم، وكذلك في كل سفرٍ مباح، كالسفر للتجارة والنزهة، والضرب في الأرض للاعتبار بها. أما سفر المعصية؛ فلا يجوز أن يترخص فيه المترخص برخص السفر، كأن يسافر لأرض الخنا والزِّنا، أو يسافر ليخرج مع الخوارج، أو يسافر ليجرم في الأرض، ويقطع الطريق، ويسرق النَّاس؛ فَهٰذَا سفر معصية لا يجوز الترخص فيه برخص السفر. والجمعة لا يُجمع معها العصر؛ لأن الجمعة فرض مستقل، وَأَمَّا الَّذِي يُجمع معها العصر فهي صلاة الظهر، وقد فرَّق العلماء رَحِمَهُمُ اللَّهُ بين الجمعة والظهر، بنحو أربعة عشر فرقًا، مِمَّا يدل عَلَىٰ أنَّ الجمعة شعيرة مستقلة، لا تحل محل الظهر في الجمع بينها وبين العصر. عباد الله! هٰذِه فرائض الله فعظموها، وَهٰذِه نواهي الله فعظموها باجتنابها، وتلك فعظموها بالمبادرة إليها. نفعني الله وَإِيَّاكُمْ بالقرآن العظيم، وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحَمْدُ للهِ عَلَىٰ إحسانه، والشكر له عَلَىٰ توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهَ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إعظامًا لشانه، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ذلكم الداعي إِلَىٰ رضوانه، صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وعَلَىٰ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ومن سلف من إخوانه، وسار عَلَىٰ نهجهم، واقتفى أثرهم، وأحبهم وذَبَّ عنهم إِلَىٰ يوم رضوانه، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا؛ أَمَّا بَعْدُ:عباد الله! إنَّ السفر الَّذِي يُباح فيه الجمع والقصر والفطر في نهار رمضان، والفطر في الصِّيَام الواجب، وأن يمسح عَلَىٰ جواربه وخفيه ثلاثة أيام بلياليها، هو السفر المعتبر شرعًا بمسافته ومدته: • فَأَمَّا مسافته؛ فثمانين كيلًا فأكثر، ويحسبها من عامر بلده إِلَىٰ الوجهة الَّتِي يقصدها، فإن كان السفر ثمانين كيلًا فأكثر؛ جاز له الترخص برخص السفر. • وكذلك في المدة في قول جماهير العلماء إذا لم يُجمِع الإقامة أربعة أيام، فإنه لا يزال يترخص برخص السفر؛ لأنه مازال متلبسًا في حكمه. • قالت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أُقرّت صلاة السفر ركعتان، ومدة صلاة الحضر أربع ركعات"، وَهٰذَا في الصحيحين [1]عنها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ترفعه إِلَىٰ النَّبِيّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ اعلموا -رحمني الله وَإِيَّاكُمْ- أن أصدق الحديث كلام الله، وَخِيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثة بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وعليكم عباد الله بالجماعة؛ فإنَّ يد الله عَلَىٰ الجماعة، ومن شذَّ؛ شذَّ في النَّار، ولا يأكل الذئب إِلَّا من الغنم القاصية. اللَّهُمَّ عِزًّا تعزُّ به الإسلام وأهله، وذلًّا تذلُّ به الكفر وأهله، اللَّهُمَّ أبرم لهٰذِه الأُمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدى فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ وفِّق ولي أمرنا بتوفيقك، اللَّهُمَّ خذ بناصيته للبر وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجعلنا وإياه هداةً مهديين، ممن يقول بالحق وبه يعدلون، اللَّهُمَّ كُن للمسلمين في كل مكان، كُن لهم وليًّا ونصيرًا وظهيرًا، اللَّهُمَّ اشفِ مرضاهم، اللَّهُمَّ اغفر لموتاهم، اللَّهُمَّ عافِ مبتلاهم، اللَّهُمَّ كُن لجنودنا المرابطين عَلَىٰ حدودنا، اللَّهُمَّ أنزِل عليهم نصرك المؤزَّر يا ذا الجلال والإكرام، وكُن لعبادك المجاهدين في سبيلك، والمستضعفين في أرضك، أنزِل عليهم نصرك العاجل يا ذا الجلال والإكرام، اللَّهُمَّ أنت الله لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللَّهُمَّ اجعل ما أنزلته علينا بلاغًا إِلَىٰ رحمتك، وسببًا لرضوانك يا ذا الجلال والإكرام، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وقوموا -رَحِمَكُمُ اللهُ- إِلَىٰ صلاتكم. [1] أخرجه البخاري (350)، ومسلم (685) بنحوه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |