توبوا إلى الله وأصلحوا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 39 - عددالزوار : 54 )           »          كيفية استعادة الرسائل المحذوفة على واتساب.. دليل خطوة بخطوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من الساعة للسماعة.. كيفية حماية البيانات الشخصية على الأجهزة القابلة للارتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيفية إعادة ضبط جهاز Apple TV.. فى خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شروط استخدام خاصية تنظيف صورك بالذكاء الاصطناعى Clean up على آيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          لو هتشترى أونلاين .. نصائح لمستخدمى الإنترنت لحماية أنفسهم من الاحتيال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الابتزاز الإلكترونى .. فهم المخاطر والاحتياطات اللازمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف تحذف خلفيات صورك على آيفون باستخدام خاصية Clean Up"؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          كيف تنشئ قائمة تشغيل على تطبيق Spotify في وقت قياسي .. أعرف الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          محدش هيخدعك..تطبيق Google Photos هيقولك تفاصيل الصورة المعدلة بالذكاء الاصطناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-09-2024, 10:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,530
الدولة : Egypt
افتراضي توبوا إلى الله وأصلحوا

توبوا إلى الله وأصلحوا

أسامة بن زيد بن سليمان الدريهم

حين أراد الخالق سبحانه تسوية الطين اسْتَعْلَمَتِ الملائكة الذين {﴿ لَا يَعْصُونَ ‌اللَّهَ ‌مَا ‌أَمَرَهُمْ ﴾} [التحريم: 6]، واسْتَفْهَمَت ربها الذي {﴿ لَا ‌يُسْأَلُ ‌عَمَّا ‌يَفْعَلُ ﴾ } [الأنبياء: 23] عن الحكمة من إيجاد خليفة في الأرض، وأن طائفة من هذا الجنس سَيُفْسِد بالمظالم، وفعل المحارم والمآثم، فأجابهم الحق: {﴿ قَالَ إِنِّي ‌أَعْلَمُ ‌مَا ‌لَا ‌تَعْلَمُونَ ﴾} [البقرة: 30].
فبيَّن أن الفساد -"وهو: العمل فيها بما نهى الله جل ثناؤه عنه، وتضييع ما أمر الله بحفظه"[1]- حاصل، ولا بُدَّ لهذا الفساد ما يقابله، فجاء بما يضاده ويناقضه، وهو "الإصلاح"، فتكرر هذا اللفظ في الكتاب العزيز لأهميته والتأكيد عليه، "بمعنى: إقامة الشيء، وتغيير ما به من اعوجاج والإحسان فيه"، فأوضح سبحانه طرق العلاج وأدوات الإصلاح.
ومن أجل هذه المهمة بعث الرسل والأنبياء، وتتابع المصلحون تترًا.

{﴿ يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ ‌اتَّقَى ‌وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾} [الأعراف: 35].

فهذا موسى يوصي أخاه عليهما السلام بذلك: { ﴿ وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ ‌اخْلُفْنِي ‌فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ... ﴾} [الأعراف: 142] الآية.

وهذا شعيب عليه السلام يقول لقومه عن نفسه: { ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا ‌الْإِصْلَاحَ ‌مَا ‌اسْتَطَعْتُ ﴾} [هود: 88].

بل بلغ الأمر أن يدعي الإصلاح كل فريق -مع إفسادهم- لعظم أمره وعلو قدره: {﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ‌لَا ‌تُفْسِدُوا ‌فِي ‌الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾} [البقرة: 11]؛ لكن المعادلة الحق، والميزان القسط، والقول الفصل في قول الرب: { ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ‌الْمُفْسِدَ ‌مِنَ ‌الْمُصْلِحِ ﴾ } [البقرة: 220].

فيتأكد جانب الإصلاح، ويعظم أمرُه، ويستوجب في حق من بث شبهة، وشرع شهوة، وناصر باطلًا، وكتم علمًا، وأخفى الحق، وغش مسلمًا.

{﴿ ‌وَأَصْلَحُوا ‌وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾} [البقرة: 160].

{﴿ إِلَّا الَّذِينَ ‌تَابُوا ‌مِنْ ‌بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ﴾} [آل عمران: 89].

{﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا ‌وَاعْتَصَمُوا ‌بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمً ﴾} [النساء: 146].

{﴿ فَمَنْ تَابَ ‌مِنْ ‌بَعْدِ ‌ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾} [المائدة: 39].

{﴿ وَمَا ‌نُرْسِلُ ‌الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾} [الأنعام: 48].

{﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ ‌بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾} [النحل: 119].

{﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ﴾} [النور: 5].

فعلى العباد إذا تابوا من فسادهم وإفسادهم أن يصلحوا ما أفسدوا بالتدارك فيما يتعلق بحقوق الحق والخلق؛ وذلك بأن يصلحوا قومهم بالإرشاد إلى الإسلام بعد الإضلال، وأن يزيلوا الكلام المحرف، ويكتبوا مكانه ما كانوا أزالوه عند التحريف)[2].

فيكون الإصلاح من وجهين:
أحدهما: إصلاح سرائرهم وأعمالهم.

والثاني: أصلحوا قومهم بإرشادهم إلى الإسلام[3].

فلا تكتمل التوبة، وتبرأ الذمة، ويسلم من العقاب، ويكون مؤمنًا إلا بالأمور الأربعة التي قال الله عنها: {﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا ‌وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾} [النساء: 146].

أولها: التوبة.

وثانيها: الإصلاح.

وثالثها: الاعتصام بالله.

ورابعها: الإخلاص[4].

فإذا اتصفوا بتلك الأوصاف الأربعة {﴿ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾} [النساء: 146].

رتب الله لهم على ذلك الثواب الجزيل؛ لأنهم أصبحوا مع المؤمنين: { ﴿ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾} [النساء: 146]، وبين في ختام "آيات الإصلاح"، وكرر على قبول توبة المصلح، وأن المغفرة والرحمة من نصيبه؛ فقال سبحانه: {﴿ فَإِنَّ اللَّهَ ‌يَتُوبُ ‌عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾} [المائدة: 39].

وبشرهم، فقال عز وجل: {﴿ فَمَنِ ‌اتَّقَى ‌وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ } [الأعراف: 35]، "على ما مضى، وإذا انتفى الخوف والحزن حصل الأمن التام، والسعادة، والفلاح الأبدي[5].

وقفة: قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: « لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه فقبضت يدي، فقال: ما لك يا عمرو؟ قلت: أردت أن أشترط، قال: ((تشترط ماذا؟))، قلت: أن يغفر لي، قال: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟))» ؛ [رواه مسلم] .

[1] الطبري.
[2] الألوسي.
[3] الماوردي.
[4] السمرقندي، الرازي.
[5] السعدي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.64 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]