الاطمئنان بالحياة الدنيا! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1098 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 10945 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11847 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 10 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ضوابط العمل .. الاخلاص ، والموافقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فلسفة حجاب المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2024, 10:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,223
الدولة : Egypt
افتراضي الاطمئنان بالحياة الدنيا!

الاطمئنان بالحياة الدنيا!


د. عبدالكريم بن عبدالله الوائلي





أسند الإمام الطبري في تفسيره إلى قتادة -رحمه الله- في قوله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} [يونس: ٧] ؛ قال: «إذا شئتَ رأيتَه صاحب دُنيا؛ لها يَفْرَح! ولها يَحْزَن! ولها يَرْضَى! ولها يَسْخَط!»[1].
في ثنايا هذا الأثر نجد تشخيصًا دقيقًا لأهمّ أدواء النفوس من اللَّهف على الدنيا، والرضا بها، والغفلة عن الآخرة. وهذا الاطمئنان للدنيا والركون إليها إنما يتأتَّى بعد زوال الوَجَل من الآخرة عن القلوب[2]، فبِقَدْر التوغُّل في الدنيا ينصرف المرء عن الاستعداد إلى الحياة الآخرة[3].
وهذه الطمأنينة بالدنيا لا يختصّ بها الكفار؛ كما قال ابن عطية [ت: 542] في شرح الأثر: «فكأن قتادة صوَّرها في العصاة» أيضًا[4]، فيظهر في الهداية توظيف دلالة العموم في انتزاع هداية الأثر، والمسلم الواعي يرى نفسه مقصودًا بكلّ خطاب في القرآن إن سمع أمرًا أو نهيًا؛ قدَّر أنه المنهيّ والمأمور، وإن سمع وعدًا أو وعيدًا فكذلك[5].
ومن أنوار هذا الأثر: بيان أعراض الطمأنينة بالدنيا؛ الفرح والحزن، والرضا والسخط لأجل أمور الدنيا فحسب، وكلها مشاعر قلبية لكنّها مؤشرات ودلالات على ما في القلب من أمراض وأدواء تُهْلِك المرء وتُفْسِد عليه دِينَه.
إنَّ المتمسك بالدنيا والمتلهِّف عليها يأتيه الموت عندما تعظم رغبته فيها، فيخسر الدنيا وقد أنفق فيها عمره، وخسارته للآخرة أعظم؛ لكونه مشغوفًا بالدنيا وقاصرًا عليها عمله[6].
إنها عظة تُحرِّك القلب وتُحْييه وتُوقِظه من سُباته، ولهذا أكثَرَ القرآن من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخِسّتها وقلّتها وانقطاعها؛ لأن الفلاح مَنُوط بإيثار الباقي على الفاني والآجل على العاجل[7].
ولا ريب أن يكون الزهد بالدنيا من أعلى مراتب السالكين، وإليه ترجع سائر أدوية القلب مِن قِصَر الأمل في الدنيا، وعدم الاطمئنان والركون إليها، والتنافس على الدنيا الذي أوْدَى بأفراد الأمة إلى التنافس المذموم والمآل الفاسد.
ومن التذكير أن يُعْلَم أنّ الزهد بالدنيا ليس لمجرد أنها دنيا فحسب، وإنما الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة؛ كما يقول ابن تيمية [ت: 728][8]؛ فلا يعني الزهد في الدنيا: التقاعس عن المعالي، وترك التكسب والمعيشة؛ فالشريعة جاءت بالكمال والجلال، والوسطية والاعتدال.
=========================================
[1]  تفسير الطبري (12/122).
[2]  تفسير الرازي (17/212).
[3]  تفسير ابن عاشور (11/99).
[4]  تفسير ابن عطية (3/107).
[5]  إحياء علوم الدين، الغزالي (1/285).
[6]  تفسير الرازي (17/237).
[7]  ينظر: مدارج السالكين، ابن القيم (2/12).
[8]  ينظر: المرجع نفسه (2/12).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]