حفظ المال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 135168 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5476 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8166 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-08-2024, 01:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي حفظ المال

حفـظ المـال

الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
الخطبة الأولى
إن الحمدَ لله، نحمَده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71]، أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في الدين ضلالة وكل ضلالة في النار.

معاشر المؤمنين الكرام، لقد اعتنى الله سبحانه وتعالى بخلقه أعظم عناية، حينما بعث إليهم الرسل، وأنزَل عليهم الكتب؛ لئلا يكون للناس حجج بعد ذلك؛ كما قال ربنا جل وعلا: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165]، وكما قال جل وعلا في مُحكم كتابه: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 115].

وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]، وبيَّن سبحانه وتعالى على وجه الخصوص امتنانه على هذه الأمة المحمدية بنبيها خاتم الأنبياء والمرسلين، وهي خير أمة على وجه الأرض إلى قيام الساعة؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا * فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا * السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا * إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾ [المزمل: 15 - 19].

معاشر المؤمنين، لقد أرسل الله الرسل إلى الأمم الماضية، وكان حظ هذه الأمة بعثة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأنزل الله الكتب، وكان حظ هذه الأمة القرآن الكريم الذي جاء ناسخًا لكل الكتب التي سبقته، فكان هذا الكتاب هدايةً ورحمةً وشفاءً للعالمين، وإن من عنايته سبحانه وتعالى أن كان المراد من هذا الإنزال ومن ذلك البعث، حفظ ضرورات خمس يحتاج إليها البشر، ففيها سعادتهم وفلاحهم في الدارين، وبفسادها فيها خسارتهم في هذه الدنيا والآخرة، هذه الضرورات عبَّر عنها العلماء بهذا الاسم، حفظ الضرورات الخمس التي عليها قوام الحياة، والمراد بها حفظ الدين وحفظ العقل، وحفظ النسل وحفظ النفس، وحفظ المال، هذه الغاية من بعثة الأنبياء والرسل، من أجل هذه الضرورات، من أجل أن يَسلَم للناس دينُهم.

الدين رأس المال فاستمسك به، فضياعُه من أعظم الخُسران، وحفظ العقل من أن يخالطه شيء من الريب والشك، أو مما يُزيغه من الخمور وغيرها، وهكذا حفظ النسل من أن يتلطَّخ بقاذورات الزنا واللواط، وحفظ النفس من القتل وحفظ المال من السرقة، فإذا تأملت في مراد الله سبحانه وتعالى، وجدت أن بعثة الأنبياء والرسل سعادة، والله شهِد بذلك ربنا سبحانه، وشهد بذلك الراسخون من العلماء، وشهد بذلك عقلاء كل أمة، شهد بذلك العقلاء من كل أمة، ففيهم العالم من المسلمين والعاقل من غير المسلمين، شهدوا بأن هذا الدين هو سعادة للبشرية بأسْرها.
والدين جاء لسعادة البشر
ولانتفاء الشرِّ عنهم والضرر




أردتُ في هذه الخطبة أن أتناول ضرورة من هذه الضرورات، وبعدها يتبع إن شاء الله، والمراد بذلك حفظ المال من السرقة ومن التبذير فيه في غير مرضاة الله سبحانه وتعالى، لكن على وجه الخصوص أردت أن أتناول موضوع السرقة التي تساهل بها الكثير من المسلمين، لا أقول من غير المسلمين، لكن من المسلمين، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

تفيد هذه الآية أن السرقة من كبائر الذنوب والآثام، لما ترتَّب عليها من الحد في هذه الدنيا، ولما كان في لفظ الآية من التنفير والقبح: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

ولقد ذكر الإمام الذهبي في كتابه الكبائر: أن من كبائر الذنوب والآثام السرقة.

ويبيِّن صلى الله عليه وسلم فداحة ذلك بتصديره لعنًا على من سرق، فيقول كما في الحديث الصحيح: (لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده)[1].

ولقد سرقت امرأة زمن النبي صلى الله عليه وسلم، هذه المرأة كانت من قبيلة قوية، كانت المرأة مخزومية من أسرة خالد بن الوليد بن المغيرة، قبيلة لها شرف وسُؤدد، لكن الدين سوَّى في أحكامه بين الشريف والوضيع، وهكذا الصغير والرفيع، فالناس في دين الله كأسنان المشط، لا فرق بين عربي على أعجمي ولا أسود على أبيض أو أحمر إلا بالإيمان وتقوى الله، فهذا هو الفارق[2].

هذه المرأة كانت تجحد المتاع إن استعارت متاعًا جحدته، والمراد بالمتاع ما لا يساوي شيئًا؛ أيَّ شيء، فإذا استعارت دلوًا أو قصعة أو أقل من ذلك أو أكثر، جحدته، فرفعوا أمرها إلى رسول الله، فقرر الرسول قطع يدها، فأراد بعض الناس الاستشفاع إلى رسول الله عن طريق الوساطات؛ حتى لا تقطع يد هذه المرأة لِما لقومها من الشرف، فقالوا: هذا أسامة بن زيد، وأسامة كان محبوبًا إلى رسول الله، يحبه رسول الله كثيرًا لما وقر في قلبه من الإيمان وحب الخير، وإلا فقد كان عبدًا أسودَ، لكن ليس هذا الميزان عند الله ولا عند رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم لبعض: اجعلوا أسامة يشفع إلى رسول الله، فيذهب أسامة إلى النبي فيخبره، فيغضب رسول الله ويقول: (أتشفع في حد من حدود الله)، ثم قام فاختطب ثم قال: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يده)[3].

فما نفعت هذه الشفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه قرَّر القطع، فقطعت يد هذه المرأة، وهكذا ما يحصل من الاعتراضات على مسألة القطع في كثير من قوانين البشر التي جاءت من قِبَل أعدائنا أعداء الإسلام، معترضين على حكم الله رب الأرض والسماوات.
إن القوانين فوق الناس تحكُمُهم
والله أنزل قرآنًا هجرناه




يعارضون حكم رب العالمين ناسين أو متناسين أن القطع حكم الله، ففيه حسم للسرقة، وفيه أمان للمال ولأهل المال؛ كما قال ربنا الرحمن: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة179].

هذا رجل من الشعراء اعترَض على حكم رب الأرض والسماء؛ حاله كحال المقنِّنين في قوانينهم، اعترض على حكم رب البرية قائلًا:
يد بخمس مئين عسجد وديت
ما بالها قطعت في رُبع دينار
تناقض ما لنا إلا السكوت له
ونستجير بمولانا من النار[4]



إنه يورد إشكالًا واعتراضًا يقول: هذه اليد قيمتها خمس مئين عسجد، بمعنى أن ديتها دية اليد الواحدة نصف الدية، هذا في مقام الديات، ما كان مثنى لابن آدم، ففيه نصف الدية إذا أُتلف، وما كان مذكرًا كالأنف وما أشبه، ففيه الدية الكاملة، فيقول هذا المعترض:
يد بخمس مئين عسجد وديت
ما بالها قطعت في ربع دينار









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]