من مقاصد سورة الشمس تزكية النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029888 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306139 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123554 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77600 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49035 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61503 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42900 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-08-2024, 07:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي من مقاصد سورة الشمس تزكية النفس

من مقاصد سورة الشمس تزكية النفس

سعد محسن الشمري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

عباد الله:
إن الله سبحانه وتعالى قد أقسم في صدر سورة الشمس أحد عشر قَسَمًا، اشتملت على آياته العِظام، ومخلوقاته الجِسام، ولله عز وجل أن يُقسم بما شاء من خَلْقِهِ، ولا يقسم الله عز وجل إلا بعظيم، وهو العلي العظيم، وليس للعبد أن يُقسم إلا بربه تعظيمًا له وتكريمًا، قد أقسم الله عز وجل بهذه الأقسام العظيمة على مُقسَمٍ عليه واحد؛ وهو قوله: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس: 9، 10].

من وفَّقه الله عز وجل وأعانه، فزكَّى نفسه، وطهَّرها بالإيمان والعمل الصالح، مُبعدًا نفسه عن كل ما يُدنِّسها، وكل ما يدُسُّها ويدنسها من الشرك والمعاصي، قد أفلح وفاز وظفِر يوم القيامة، سلَّمه الله عز وجل من كل مرهوب، ومتَّعه الله عز وجل، وأعطاه كل نعيم مرغوب، أما من خُذِل لِما له من سوابقِ شرٍّ وفساد، فدنَّس نفسه بالمعاصي والآثام، وأخمل نفسه بما ران على قلبه بسبب الذنوب، فقد خسِر الخسران المبين.

﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا [الشمس: 1 - 4].

أقسم الله عز وجل بالشمس التي هي آية النهار، وهي من عظائم الآيات المشاهَدة، وبضوئها الذي به إضاءة النهار، والقمر إذا تبِع الشمس، والقمر آية الليل، وهو من عظائم الآيات المشاهَدة، ونوره الذي به إنارة الليل.

﴿ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴾ [الشمس: 3]: أضاء ظلمة الأرض.
﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴾ [الشمس: 4]: يغطي ضوء النهار.
﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا [الشمس: 5، 6].

﴿ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا [الشمس: 5]: هذه السماوات العاليات المحبوكة، السبع الشداد، من آيات الله العظيمة، وبناؤها الْمُحْكم العظيم.

﴿ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴾ [الشمس: 6]: هذه الأرض التي نحن عليها وما فيها من مخلوقات عجيبة وكائنات غريبة، وما أودع الله عز وجل فيها، ما يدل على عظيم صنعه، وعظيم قوته وقدرته، وكيف طحاها الله عز وجل وبسطها لخَلْقِهِ.

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [الشمس: 7 - 10].

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 7]: خَلَقها سويةً مستقيمة على فطرة قويمة سليمة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ مولود يُولَد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانِهِ، أو ينصِّرانِهِ، أو يمجِّسانِهِ، كمثل البهيمة تُنتج البهيمة، هل ترى فيها جَدْعَاءَ؟))[1].

وقال الرب سبحانه في الحديث القدسي: ((إني خلقت عبادي حنفاءَ كلهم، وإنهم أتَتْهُمُ الشياطين فاجتالتهم عن دينهم))[2].

ومن رحمة الله ورأفته بعباده أنْ بيَّن لهم طريق الخير ليسلكوه، وطريق الشر ليبتعدوا عنه ويحذروه؛ فقال: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 8]: بيَّن الله عز وجل للنفس طريق الخير والشر، وطريق الخير - عباد الله - اختيار يختاره العبد بما وضح له من سبيله على ألسنة رسل الله، وما في كتاب الله.

وطريق الشر - عباد الله - اختيار يختاره العبد بما وضح له من سبيله على ألسنة رسل الله، وما في كتابه.

فالعبد محجوج بالكتاب المنزَّل، ثم بيَّن الله عز وجل ما أقسم عليه:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]: بطاعته.
﴿ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 10]: بمعصيته.
فمن عظيم مقاصد سورة الشمس تزكية النفس، والسموُّ بها إلى معالي الأمور.
نسأل الله عز وجل أن يستعملنا لطاعته، وأن يُجنِّبنا معصيته.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:
فقد ذكر الله عز وجل - عباد الله - شاهدًا عظيمًا، ومثالًا مشهودًا على من أعرض عن دين الله وعن توحيده، بعد أن جاءتهم الرسل، ونزلت عليهم الحُجَجُ، ورأوا الآيات العظيمة، ولكنهم كذبوا وكفروا وعصَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأطاعوا النفس والهوى والشيطان، فتردَّوا وعُوقبوا أشدَّ العقاب، وجعل الله عز وجل منازلهم آيةً بينةً لكل من يمر عليها فيعتبر، وهم قوم ثمود، قبيلة عربية بائدة أرسل الله عز وجل إليهم نبيه صالحًا، فدعاهم إلى توحيد الله، وترك عبادة الأصنام، فسألوه آية، فأخرج الله عز وجل لهم آيةً وحُجَّة؛ وهي الناقة، أخرجها الله عز وجل من الصخرة، وأمرهم نبي الله أن يتركوها تأكل في أرض الله ولا يمسوها بسوء، حتى انبعث أشقاها - أُحَيْمر ثمود - كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، رجل عالم، عزيز منيع في رهطه؛ قدار بن سالف، فعقر الناقة فأتاهم عذاب الله بعد أن تمتعوا ثلاثة أيام، ذلك وعد غير مكذوب.

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا [الشمس: 11 - 15].

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ﴾ [الشمس: 11]: بسبب طغيانهم وبَغْيِهم.

﴿ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴾ [الشمس: 12]: أشقى القبيلة، وهو قدار بن سالف.

﴿ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ [الشمس: 13]: فإن لها شربًا، ولكم شربَ يوم معلوم.

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ﴾ [الشمس: 14]: أضاف العَقْرَ لأجمعهم؛ لأنهم راضون بذلك، وهكذا - عباد الله - كل من رضِيَ بمعاصي الله عز وجل، فإنه يصيبه ما يصيب القوم، وأي ذنب أعظم من طمس البصائر، وقسوة القلوب، نسأل الله العافية والسلامة.

﴿ فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 14]: سوَّى العذاب فيهم، فجمع صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم.

﴿ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ [الشمس: 15]: لم يَخَفِ الذي عقرها عاقبةَ ما صنع، لم يخشَ الله القويَّ الذي لا أقوى منه، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، وهو على كل شيء قدير.

عباد الله، اتقوا الله، واحذروا سخط الله، وأطيعوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، واعملوا صالحًا، واحذروا الذنوب والآثام، ورقِّقوا قلوبكم بذكر الله وبتذكُّر أيامه، وبتذكُّر سطوته ونقمته، وأقْبِلوا على الله عز وجل بالإيمان والعمل الصالح، وزكُّوا أنفسكم، واسموا بها إلى معالي الأمور؛ إلى رحاب الطاعات، ومجمع الحسنات، وإلى ما يرفع الدرجات، سلك الله عز وجل بي وبكم طريق مرضاته، وغفر لي ولكم الذنوب، وستر العيوب، وأصلح القلوب، إنه سبحانه غفور رحيم علَّام الغيوب، اللهم اهدِنا ويسِّرِ الهدى لنا.
========================
[1] أخرجه البخاري في "صحيحه" (1385)، ومسلم في "صحيحه" (2658).

[2] صحيح مسلم (2865).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 04-08-2024 الساعة 05:20 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.13 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]