ماذا بعد العشر؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2039860 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310143 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 129004 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4812 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-07-2024, 07:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا بعد العشر؟

ماذا بعد العشر؟

د. خالد بن حسن المالكي

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه من خَلْقِهِ وخليلُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

عباد الله، ما أسرع مُضِيَّ الأيام، وانقضاء الساعات والأعوام، قبل أيام يسيرة كنا نعُدُّ الأيام والليالي، ونحسب الدقائق والثواني، نترقَّب قدوم شهر ذي الحِجَّة، يترقبه الحُجَّاج وينتظرونه بفارغ الصبر من أجل أن يؤدوا فريضة الحج، بل ويترقبه المسلمون في كل مكان؛ ليَعْمُروه بطاعة الله عز وجل، يترقبون أعظم أيام الدنيا؛ يوم عرفة أو النحر؛ يريدون فيه القُرب من الكريم الرحمن، ويريدون مغفرة الذنوب والعتق من النيران، فجاءت أيام الحج فقضى الحجَّاج عبادة من أعظم العبادات، وقُربة من أعظم القربات، تجردوا لله من المخيط عند الميقات، وهلَّت دموع التوبة في صعيد عرفات على الوَجَنات؛ خجلًا من الهفوات والعثرات، وضجَّت بالافتقار إلى الله كل الأصوات بجميع اللغات، وازدلفت الأرواح إلى مُزْدَلِفَةَ للبيات، وزحفت الجموع بعد ذلك إلى رمي الجمرات، والطواف بالكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، في رحلة من أروع الرحلات، وسياحة من أجمل السياحات، عاد الحجاج بعد ذلك فرحين بما آتاهم الله من فضله؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58]، خير من الدنيا وأعراضها وأغراضها، التي ما هي إلا طيفُ خيالٍ، مصيره الزوال والارتحال، فهنيئًا للحجاج حجهم، وللعُبَّاد عبادتهم واجتهادهم، وهنيئًا لهم قول الرسول فيما يرويه عن ربه عز وجل: ((إذا تقرَّب العبد إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة))؛ [رواه البخاري].

أيها المسلمون: ما أجمل أن يخرج المسلم بعد عشر ذي الحجة بالخُلُق الأكمل، والعقل الأرزن، والوقار الأرصن، والشيم المرضية، والسجايا الكريمة؛ حسن المعاملة لقعاده، كريم المعاشرة لأهله وأولاده، طاهر الفؤاد، ناهجًا منهج الحق والعدل والسَّداد، الْمُضمَر منه خير من المظهر، والخافي أجمل من البادي!

إن من يخرج بعد عشر ذي الحجة بتلك الصفات الجميلة هو حقًّا من استفاد منها، ومن أسرارها ودروسها.

والحج الذي هو أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة غايته تحقيق التقوى، وتأصيل قضية التوحيد في النفوس؛ فهو يرتكز على تجديد النية لله، وإرادته بالعمل دون سواه، ويتضح ذلك في الشعار الواضح الصريح: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".

إن من خرج من عشر ذي الحِجَّة، وقد تغيَّر حاله، واستقامت نفسه على عبادة الله، وحسُنت أخلاقه مع عباد الله هو الفائز حقًّا، نعم، هو الذي استفاد من عشر ذي الحجة.

فمن علامة قَبول العمل عند الله، أن يوفَّق العبد لعمل خير آخر، فالحسنة تجُرُّ الحسنة، والسيئة تجر السيئة.

فمن أراد أن يعرف: هل قبِل الله منه؟ فلْيَرَ نفسه كيف هو بعد العشر؟ هل زاد إيمانه ويقينه؟ هل زادت صلته بالله؟ هل رقَّ قلبه وخشع لذكر الله؟ هل ذرفت عيونه بكاء من خشية الله؟ هل ازداد محافظةً على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة؟ هل ازداد تعلقه بالقرآن وبذكر الله؟ هل زادت همته في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؟ هل ابتعد عن الحرام وترك النظر إلى المحرمات؟ هل فتح صفحة جديدة مع الله، وتاب من جميع الآثام والذنوب؟

﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147]، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي آوى إلى لطفه من أوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا رب سواه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، مَنِ اتبعه كان على الخير والهدى، ومن عصاه كان في الغواية والرَّدى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فيا معاشر الكرام:
العمل المقبول الذي يقبله الله من العبد له علامات؛ منها: انشراح الصدر، وسرور القلب، ونور الوجه، ومن علاماته أن صاحبه يستمر في طاعة الله يداوم عليها؛ فالحسنةُ تَجُرُّ الحسنةَ.

وأحبُّ العمل إلى الله أدومُه وإن قلَّ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سدِّدوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يُدخِلَ أحدكم عملُه الجنةَ، وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ))؛ [صححه الألباني في صحيح الترغيب].

وأسباب الثبات - معاشر الكرام – كثيرة؛ منها:
- الاستعانة بالله عز وجل، والعزيمة الصادقة على طاعة الله، والقصد في العمل بمعنى التوسط، فلا إفراط ولا تفريط؛ وفي الحديث الذي في الصحيحين: ((خُذُوا من الأعمال ما تُطيقون؛ فإن الله لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا))، وكذلك من الأسباب مجالسة أهل الخير والصلاح؛ فإنهم يُنبِّهون الغافل، ويذكِّرون الناسي؛ وفي الحديث الذي رواه أحمد: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))، ومن الأسباب العظيمة محاسبة النفس دائمًا على التقصير في جنب الله، وقراءة سير السلف من الصحابة والتابعين في ذلك؛ فإن ذلك من أعظم الأسباب المعينة على طاعة الله تعالى.

أخيرًا، أيها المسلمون، لقد أنزل الله سورة النصر على رسوله صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، وفيها الأمر بالاستغفار؛ فقال أهل العلم: شُرِعَ الاستغفار بعد نهاية كل عمل.

وفي ختام أيام العشر لا يَسَعُنا إلا أن نسأل الله جل وعلا أن يتقبل أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ويتجاوز عن تقصيرنا.

﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127] ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128].

اللهم أخْلِصْ نيَّاتِنا، وآتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم ثبِّتنا على الهدى إلى أن نلقاك، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.42 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]