اللمعة في فضائل الجمعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1164 - عددالزوار : 130623 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-06-2024, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,847
الدولة : Egypt
افتراضي اللمعة في فضائل الجمعة

اللُّمْعَةُ فِي فَضَائِلِ الجُمْعَة[1]



الشيخ محمد بن إبراهيم السبر


الْحَمْدُ لِلَّهِ، الملكِ العَلامِ، ذِي الجَلالِ والإكْرَامِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، أحلَ الحلالَ وحرَمَ الحَرَامَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ المُصطفَى ونبيُهُ المرتضى ورُسولُهُ الصَادقُ المصدوقُ الذي لا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى.


أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -مَعَاشِرَ المُؤمنينَ-، وأعلموا أنَّ اللهّ اختصَ هذهِ الأمةَ المرحُومَةَ، بيومٍ عظيمٍ، خَصَهُ بخصَائصَ عُظمَى، وشَرَّفَهُ بمزايَا كُبرَى، ليستْ لغيرِهِ مِنَ الأيامِ، ونَدَبَ العِبَادَ إلى اغتنامِ مَا فِيهِ مِنْ الفَضَائلِ، والمُسَارَعَةِ إلى مَا خُصَّ بِه مِنَ الطَاعَاتِ.


يقولُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذا يَوْمُهُمُ الذي فُرِضَ عَليهِمُ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيِه تَبَعٌ اليَهُودُ غَدًا، والنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.


يَومُ الجُمُعةِ خَيرُ الأيَّامِ، وهو عِيدُ المُسلِمينَ الأُسبوعِيُّ، يَجتمعونَ فيه على ذِكرِ اللهِ؛ وَقَدْ بيّنَ النبيُ صلى الله عليه وسلم عَظَمَةَ هَذَا اليومِ بقولِهِ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا»؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


وَكَانَ مِنْ هَديهِ صلى الله عليه وسلم تَعْظِيمُ هَذَا اليومِ، وتشرِيفُهُ، وتخصِيصُهُ بعِبَاداتٍ يَختصُّ بِهَا عَنْ غَيرِهِ؛ وأعْظَمُهَا صَلاةُ الجُمعَةِ قَالَ تَعَالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الجمعة: 9].


صَلاةِ الجُمعَةِ مِنْ آكَدِ فُروضِ الإسلامِ، ومِنْ أعْظَمِ مَجَامِعِ المسلمينَ، وصَلاةُ المُسلمِ فِي هَذَا اليومِ كَفَارَةٌ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «الصَّلاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


وللمَاشِي إلى صَلاةِ الجُمعَةِ أجرٌ مُضَاعفٌ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». رَوَاهُ الترمذيُ وغيرُه.


قَالَ بعضُ الأئمَّةِ: لم نَسْمَعْ فِي الشرِيعَةِ حَدِيثَاً مُشْتَمِلاً عَلى مِثلِ هذا الثوابِ؛ فهذَا الحَدِيثُ الشرِيفُ كَثيرُ الثوابِ مَعَ قِلَّةِ العَمَلِ.

وفِي الصَحيحينِ أنَّ النبيَ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه وَأَشَارَ بِيدِهِ يُقَلِّلُهَا». وهذِهِ السَاعَةُ أخفاها الله تَعَالى عَنْ عِبَادِهِ ليجتهدوا بتحرِّيها كُلَ يومِ الجُمَعَةِ، وتتحرى هذِهِ الساعَةُ عندَ دخولِ الخَطيبِ حتَى تُقضَى الصَلاةُ، وآخِرَ ساعَةٍ مِنْ يَومِ الجُمعَةِ.


ولهذِهِ الفضائلِ والأجورِ؛ كانَ للجُمعةِ آدابٌ عَدِيدَةٌ، فشُرِعَ لهُا الاغتسَالُ والتطيبُ والسِواكُ، واللباسُ الحَسَنُ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكُ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنَ الطِّيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

ومِنْ آدابِهَا الدُنو مِنَ الإمام، وصلاةُ ما يسَّر اللهُ مِنَ النَوافِلِ، وتجنُّبُ أذَى المُصلِّين بتخَطِي الرِقَابِ، وحُسنُ الأدَبِ، والاستمَاعُ للخُطبَةِ، وتجنُّب اللغْوِ كمسِ الحَصى والعَبثِ ونَحوِهِ.

ومِنْ آدَابِهَا التبكيرُ، وهيَ سُنَةُ كَانَ نبينَا صلى الله عليه وسلم يُحُثُ عَليهَا، ويَعُدُهَا مِنْ جَليلِ الصَدَقَاتِ ونَفِيسِ القُرُبَاتِ، فقالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وقَفَتِ المَلَائِكَةُ علَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، ويَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وقدْ أصْبحَ التبكِيرُ إلى الجُمعةِ سُنَةً مهجورَةً مِنْ قِبَلِ الكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ إلا مَنْ رَحِمَ رَبُكَ، وَكَمْ مِنْ جُمعَةٍ تَطْوَي المَلائِكَةُ صُحفَهَا وأقوامٌ لمْ يُسَجْلُوا مِنَ السَابقينَ، فلا حَولَ ولا قوةَ إلا بِاللهِ، مَا هَذَا الزُهدُ فِي الأجْرِ، ومَا هَذهِ الغَفْلَةُ عَنْ عَظِيمِ الذُخرِ!

ألمْ يَبْلُغهُم قَولُهُ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا». رَوَاهُ البُخَارِيُ.

أينَ نَحنُ مِنْ سَلفِ الأمةِ وعنايَتِهمِ بهذهِ الشَعِيرَةِ؛ قالَ أبو شَامَةَ: وكانَ يُرى فِي القَرنِ الأولِ بَعدَ طلوعِ الفَجرِ الطُرقاتُ مملوءةٌ مِنَ النَّاسِ، يمشونَ فِي السُرجِ ويزدَحِمُونَ فيهَا إلى الجَامِعِ كأيامِ العيدِ حتى اندَرَسَ ذلكَ؛ فقيلَ: أولُ بدعةٍ أُحدثتْ في الإسلامِ تركُ البُكُورِ إلى الجَامِعِ.

واعْلَمُوا -عِبَادَ اللهِ- أنَّ ترْكَ الجُمعةِ مِنْ غيرِ عُذرٍ كَبِيرَةٌ مِنْ كبَائرِ الذنُوبِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهوَ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ». رَوَاهُ مُسلمٌ. وقَالَصلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ ثلاثَ جُمَعٍ تَهَاوناً بِهَا طَبعَ اللهُ عَلى قلبِهِ». رَوَاهُ أبُو دَاودَ.


أقوُلُ قَوْلِي هَذَا، واسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلكُم ولسَائرِ المُسلِمينَ مِنْ كُلِ ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِرُوهُ، إنهُ هوَ الغفورُ الرَحِيمُ.

الخُطبةُ الثَّانية
الحمْدُ للَّهِوكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الذينَ اصْطَفى، وَبَعدُ؛ فاتقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التقوَى، ثمّ اعْلَموا أنَّ اللهَ جَلَ وعَلا أمرَنَا بأمرٍ عَظِيمٍ تزكُو بِهِ حيَاتُنَا، وتسْعَدُ بِهِ أنفُسنَا، وتَطْمَئِنُ بِهِ قلُوبُنَا، ألا وَهوَ كثرُةُ الصَلاةِ وَالسَلامِ عَلى نبيِهِ؛ فقالَ وَهوَ الصَادقُ فِي قِيلهِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
الَّلهُمَّ صلِّ وسَلم عَلى مُحَمْدٍ وعَلى آلِهِ الطيبينَ الطَاهِرِينَ، وارضَ الَّلهُمَّ عَنِ الخُلفَاءِ الرَاشِدينَ: أبي بكرٍ، وعُمرَ، وعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وعَنْ بقيةِ العَشَرةِ، وأصْحَابِ الشَجرَةِ، وعَنْ سَائِرِ الصَّحبِ الكِرام أجمعينَ، وَعنَّا معهُم بِعَفْوِكَ وكرمِكَ وإحسَانِكَ يَا أرحَمَ الرَاحِمينَ.



الَّلهُمَّ أعِزَّ الإسْلامَ والمُسلمينَ، واجْعلْ هَذَا البلدَ آمنًا مُطمَئنًّا وسَائرَ بِلادِ المُسْلِمينَ.



الَّلهُمَّوفِّقْ خَادِمَ الحَرَمينِ الشَرِيفَينِ، وَولِيَ عَهدِهِ لمَا تُحبُ وترْضَى، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ.

﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

[1] الجمعة 16/11/1445هـ للشيخ محمد السبر https://t.me/alsaberm





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]