استدرك عمراً قد أضعت أوله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلوكيات غير صحيحة سائدة في حياتنا الأسرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 3601 )           »          المخدرات تحول المتعاطي إلى مجرم وتجعله مسخا مشوها عديم القيم!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الظاهر والباطن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحيوانات المفترسة خطر داخل بيوتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إثبات توحيد الربوبية والرد على الملاحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1759 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 15371 )           »          موقف الشريعة من إثبات النسب بالبصمة الوراثية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 5826 )           »          أهمية التخطيط للأعمال الدعوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 12916 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-03-2024, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,938
الدولة : Egypt
افتراضي استدرك عمراً قد أضعت أوله

استدرك عمراً قد أضعت أوله



قبل أيام قلائل طوي سجله، فهنيئاً لمن أحسن فيه واستقام، وويل لمن أساء وارتكب الإجرام، هلم نتساءل عن هذا العام: كيف قضيناه؟ ولنفتش كتاب أعمالنا كيف أمليناه· فإن كان خيراً حمدنا الله وشكرناه، وإن كان شراً تبنا إلى الله واستغفرناه·
كم يرجو المرء تمام شهره، وهو يعلم أن ذلك يَنْقصُ من عمره، وأنها مراحل يقطعها من سفره، وصفحات يطويها من دفتره، وخطوات يمشيها إلى قبره، فهل يفرح بذلك إلا من استعد للقدوم على ربه بامتثال أمره·
ألم تروا إلى هذه الشمس كل يوم تطلع وتغرب؛ ففي طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنما هي طلوع ثم غروب·
ألم تروا إلى هذه الأعوام تتجدد عاماً بعد عام؛ فأنتم تودعون عاماً شهيداً عليكم وتستقبلون عاماً جديداً مقبلاً إليكم، فبماذا تودعون العام الماضي وتستقبلون العام الجديد؟!
فليقف كل منا مع نفسه محاسباً ماذا أسلفت في عامي الماضي، فإن كان خيراً ازداد وإن يكن غير ذلك أقلع وأناب؛ فإنما تمحو السيئةَ الحسنةُ، قال [: «وأتبع السيئة الحسنة تمحها» ليحاسب كل منا نفسه عن فرائض الإسلام وأدائها، عن حقوق المخلوقين والتخلص منها، عن أمواله التي جمعها من أين وجاءت وكيف ينفقها؟ حاسبوا أنفسكم اليوم فأنتم أقدر على العلاج منكم غداً؛ فإنكم لا تدرون ما يأتي به الغد·
حاسبوها في ختام عامكم وفي جميع أيامكم؛ فإنها خزائنكم التي تحفظ لكم أعمالكم، وعمّا قريب تفتح لكم فترون ما أودعتم فيها؛ روي أن رسول الله [ خطب فقال: «أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا نهايتكم، إن المؤمن بين مخافتين: أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه؛ فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الهرم ومن الحياة قبل الموت»·
وقال أبو بكر الصديق ] في خطبته: “إنكم تغدون وتروحون إلى أجل غيّب عنكم عمله؛ فإن استطعتم ألا يمضي هذا الأجل إلا وأنتم في عمل صالح فافعلوا”·
وقال عمر بن الخطاب ] في خطبته: أيها الناس حاسبوا أنفسكم قبل تحاسبوا· وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر على الله· {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ } (الحاقة: 18)·
لنتذكر بانقضاء العام انقضاء العمر، وبسرعة مرور الأيام قرب الموت، وبتغير الأحوال زوال الدنيا وحلول الآخرة؛ فكم ولد في هذا العام من مولود، وكم مات فيه من حي، وكم استغنى فيه من فقير، وافتقر من غني، وكم عز فيه من ذليل، وذل فيه من عزيز: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (آل عمران: 26 - 27)·
راجع نفسك على أي شيء طويت صحائف هذا العام؟ فلعله لم يبق من عمرك إلا ساعات أو أيام؛ فاستدرك عمراً قد أضعت أوله؛ قال النبي [: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» هكذا أوصانا رسول الله [ باغتنام هذه الخمس قبل حلول أضدادها؛ ففي الشباب قوة وعزيمة، فإذا هرم الإنسان وشاب ضعفت قوته وفترت عزيمته، وفي الصحة نشاط وانبساط؛ فإذا مرض الإنسان انحط نشاطه وضاقت نفسه وثقلت عليه الأعمال، وفي الغنى راحة وفراغ فإذا افتقر الإنسان اشتغل بطلب العيش لنفسه ولعياله، وفي الحياة ميدان فسيح لصالح الأعمال، فإذا “مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”·
فاستدركوا ما فات بالتوبة، واستقبلوا ما بقي بالعمل الصالح؛ فإن إقامتكم في هذه الدنيا محدودة وأيامكم معدودة وأعمالكم مشهودة·


اعداد: الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.18 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]