نعمة العقل وواجب المسلم نحوها - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4939 - عددالزوار : 2029907 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4514 - عددالزوار : 1306185 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 123636 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77602 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49044 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61504 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42908 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-02-2024, 08:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي نعمة العقل وواجب المسلم نحوها

خطبة الحرم المكي

– نعمة العقل وواجب المسلم نحوها

الفرقان


  • العاقلُ لا يُقدِّمُ عقلَه على النقل ولا يُخضِعُ الشرعَ تبعًا لرأيه فلا يَسلَمُ إسلامُ العبدِ إلا بالتسليمِ التامِّ لنصوص الوحيينِ الشريفينِ والإذعانِ لهما
جاءت خطبة الحرم المكي بتاريخ 14 رجب 1445 الموافق 26 يناير 2024 بعنوان: {نعمة العقل وواجب المسلم نحوها}، للشيخ بندر بليلة الذي أكد في بداية خطبته أن العقل أصلُ المعرفة، ومادةُ الفَهْم، ويَنبوعُ العِلمِ، ومَرقاةُ الأدبِ، به تَظهرُ الحقائقُ، وتَلُوحُ الخَفِيَّاتُ، وتُوزَنُ الأمورُ، وتُكتسَبُ الفضائلُ، وهو نعمةٌ يُنعِمُ اللهُ بها على مَن أراد كرامتَه مِن عباده، وقَضى له بحُسْن العاقبةِ في مَعادِه، قال -تعالى-: {إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى}(طه: 54)، وقال -تعالى-: {إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}(الرَّعْدِ: 4)، وقال -تعالى-: {هَلْ في ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}(الْفَجْرِ: 5)، أي: لذي العقل والنُّهى.
والعقلُ نورٌ في القلبِ كنورِ البصرِ في العينِ، يَنقُصُ ويزيد، ويذهبُ ويعود، يُدرِكُ به المرءُ الأشياءَ على ما هي عليه مِنْ ماهيةِ مَبانيها، وصحةِ مَعانيها، ويُصِيبُ الرأيَ الصوابَ، ويُدركُ البيانَ، ويمتنعُ عمَّا لا يَجْمُل؛ فهو في سَداد ورَشاد وإمداد، قال عمرُ -رضي الله عنه-: «أصلُ الرجلِ عقلُه»، وقيل لعبدِ الله بنِ المباركِ -رحمه الله-: «ما خيرُ ما أُعطيَ الرجلُ؟ قال: غريزةُ عقلٍ»، وقال الحسنُ البصريُّ -رحمه الله-: «ما تمَّ دينُ عبدٍ قطُّ حتى يَتِمَّ عقلُه».
للعقل أمارات وصفات
للعقلِ أماراتٌ على صاحبه، وصفاتٌ تدُلُّ عليه؛ فأولُ صفاتِ العاقلِ العقلُ عن الله --تعالى-- في أمره ونهيه، والإيمانُ به، والاتباعُ لرُسُله، قال -تعالى-: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}(الرَّعْدِ: 19)، وقال -تعالى- عن أصحاب النار عِياذًا به منها: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(الْمُلْكِ: 10).
من صفات العقلاء
والعاقلُ لا يُقدِّمُ عقلَه على النقل، ولا يُخضِعُ الشرعَ تبعًا لرأيه، فلا يَسلَمُ إسلامُ العبدِ إلا بالتسليمِ التامِّ لنصوص الوحيينِ الشريفينِ، والإذعانِ لهما، والعملِ بهما، قال الزُّهريُّ -رحمه الله-: «مِنَ اللهِ الرسالةُ، وعلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - البلاغُ، وعلينا التسليمُ»، وقال ابنُ القيم -رحمه الله-: «كلُّ مَنْ له مِسْكةٌ مِنْ عقلٍ يَعْلَمُ أن فسادَ العالَمِ وخرابَه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل».
التأمل في خلق الله
والعاقلُ يتأمُّلُ في مُلك الله وملكوته، ويتدبرُ آياتِه ودلائلَ قُدرته، قال -تعالى-: {إِنَّ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}(الْجَاثِيَةِ: 3-5).
العاقلُ لا يُؤثِرُ اللذةَ العاجلة
والعاقلُ لا يُؤثِرُ اللذةَ العاجلة، ولا يُقدِّمُ المتعةَ الزائلةَ؛ لأنَّه يعلمُ أن الدنيا ظِلُّ غَمامٍ، وحُلُمُ مَنامٍ، لا تَبقى على حالة، ولا تخلُو من استحالة، السكونُ فيها خَطَرٌ، والثقةُ بها غَرَرٌ، والإخلادُ إليها مُحالٌ، والاعتمادُ عليها ضلالٌ، قال -تعالى-: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ}(الْقَصَصِ: 60)، وقال -تعالى-: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}(الْأَنْعَامِ: 32).
العاقل حسنُ السمتِ
ومِنْ صفاتِ العاقلِ حُسْنُ السمتِ، وطولُ الصمتِ، وعدمُ الابتداءِ بالكلام إلا حينَ السؤالِ، وعدمُ الجوابِ إلا عندَ التثبُّتِ، والعاقلُ لا يَستحقرُ أحدًا، ولا يَخفى عليه عيبُ نفسِه؛ لأنَّ مَنْ خَفِي عليه عيبُه خَفِيت عليه محاسنُ غيرِه، والعاقلُ إذا عَلِمَ عَمِلَ، وإذا عَمِلَ تَواضَعَ، وإذا نظرَ اعتبرَ، وإذا صَمَتَ تفكَّر، وإذا تكلَّم ذَكَرَ، وإذا أُعطيَ شَكَرَ، وإذا ابتُليَ صَبَرَ، وإذا جُهِلَ عليه حَلُمَ، وإذا سُئِلَ بَذَلَ، وإذا نَطَقَ صَدَقَ.
العقلُ نعمة كُبرى من الله
العقلُ نعمةٌ من الله كُبرى، ومِنحة عُظمى، حقيقةٌ بشُكرِ الله وحَمْده، ومِنْ شُكرِه -سبحانه- حفظُه ممَّا يُكدِّرُ صَفوَه وصَفاءَه، ويُعكِّرُ نورَه ونقاءَه، ومِنْ ذلك الهوى؛ فهو للعقلِ مُضادٌّ، وللخيرِ صادٌّ، وهو مَرْكَبٌ ذميمٌ، يسيرُ بالإنسان إلى ظُلُماتِ الفتنِ، ومَرْتَعٌ وخيمٌ، يُقعِدُه في مَواطِنِ المحنِ، قال -تعالى-: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(الْقَصَصِ: 50)، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «أخاف عليكم اثنتين؛ اتباع الهوى، وطول الأمل؛ فإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة».
واعْلَمْ بأنكَ لن تفوزَ ولن تَرَى
طُرُقَ الرَّشادِ إذا اتَّبَعْتَ هَواكَا

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]