حصار قريش وحصار غزة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2039389 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310024 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128919 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4808 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-02-2024, 02:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي حصار قريش وحصار غزة

حصار قريش وحصار غزة
يحيى سليمان العقيلي

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [سبأ: 1] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نصير المجاهدين، وولي المتقين، وقاصم الجبَّارين والمتكبرين، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وقائد الغُرِّ المُحجَّلين، صلوات ربِّي وسلامه عليه، وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].

معاشر المؤمنين، بدأ نور الإسلام في مكة بعد أن نزل قولُه تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1، 2]، وانتشر ضياؤه بعد نزول قولِهِ تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94].

وفشلت محاولات قريش العديدة من الترهيب والوعيد والتعذيب تارة، ومن الإغراء والتفاوض والإغواء تارة أخرى، عندها تواطأت قريشٌ فيما بينها لتشديد الوطأةِ على المسلمين، فقرَّرُوا مكيدةً غير مسبوقة؛ وهي المقاطعةُ الاقتصاديَّةُ والاجتماعيةُ؛ ألا ينكِحوا من بني هاشم وبني المطلب، ولا ينكحوا إليهم، وألَّا يبيعوهم ولا يبتاعوا منهم شيئًا.

ولكي يوثِّقوا ما تعاهدوا عليه كتبوا الاتفاقية في صحيفة وأودعوها جوف الكعبة، وأخذوا على أنفسهم جميعًا الالتزام بنص الاتفاق وعدم خرقه مهما وصل الأمر من شدة.

ولما علم بنو هاشم وبنو المطلب بذلك انحاز الجميع إلى أبي طالب تضامُنًا وتحديًا لعُتاة قريش، إلا أبا لهب، فإنه أبى الانحياز إلا إلى عشيرته، ووافق طغاةَ قريش على موقفهم.

وانتقل المسلمون ومَن والاهم إلى شِعْبٍ لأبي طالب، وصبروا وصابروا على ضنك العيش وشدته، وكانت مقاطعة تامة إلا ما كان يأتيهم خفية تحت جنح الليل من طعام، فقد ورد أن هشام بن عمرو بن الحارث كان يأتي بالبعير وقد حمَّله طعامًا إلى أول الشِّعْب فينزع خطامه ثم يضربه ليتجه إلى داخل الشِّعْب، فيأخذه المحاصرون ويوزِّعونه فيما بينهم، ثم يرسلُ جملًا آخر بالقمح وهكذا يفعل تخفيفًا على المحاصرين، واستمرت المعاناة قرابة السنتين، واشتدَّت وطأةُ الحصار، حتى اضطر كثير منهم إلى أكل ورق الشجر والعشب ليسدوا جوعتهم، عندها رأى عددٌ من أصحاب المروءة أن هذه المقاطعة جائرةٌ ويجب إلغاؤها، منهم هشام بن عمرو، الذي كلم زهير بن أبي أمية في هذا الشأن، فاستجاب له، ثم سعى لضم آخرين لهم، فانضم لهم المُطعم بن عدي، وأبو البُختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، فاتفق الخمسة على المطالبة بإلغاء المقاطعة وتمزيق وثيقتها الظالمة بترتيب وتنسيق فيما بينهم، وفي الصباح قام زهير بن أمية وطاف بالبيت سبعًا ثم وقف وقال: يا أهل مكة، أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشمٍ هلكى لا يبتاعون ولا يُبتاعُ منهم، والله لا أقعد حتى تُشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.

فقال أبو جهل: والله لا تُشق.

عندها قام زمعةُ بن الأسود وردَّ عليه وقال: أنت والله أكذب، ما رضينا كتابتها حين كُتبت، وعضده أبو البختري فقال: صدق زمعةُ، لا نرضى ما كُتب فيها ولا نُقر به.

وانضمَّ المطعمُ بن عدي لهما وقال: صدقتما، وكذب من قال غير ذلك، نبرأُ إلى الله منها ومما كُتِب فيها، وقال هشام بن عمرو مثل ذلك، فقال أبو جهل: هذا أمرٌ قد قضي بليل، عندها قام زهيرُ بن أبي أمية ودخل الكعبةَ لتمزيق الصحيفة، فوجد أن الأرَضَةَ قد أكلت الصحيفة إلا ما كان منها "باسمك اللهم"، وهكذا انتهت المقاطعة، وسُرِّي عن بني هاشم والمطلب، وفرَّج الله عن المسلمين، وعاد شعاعُ الإسلام ينير القلوب، ويدخل الناسُ فرادى وجماعات في دين الله، إلى أن أذن الله تعالى بالهجرة إلى المدينة، لتتوالى بعد ذلك المعارك والغزوات والسرايا التي أظهرت قوةَ المسلمين، إلى أن تم فتحُ مكةَ ودخل الناسُ في دين الله أفواجًا، وتحقَّق قولُ الحقِّ جلَّ وعلا ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33].

نسأل الله تعالى أن يُتِمَّ اللهُ نصرَه وتأييدَه لعباده وأوليائه، وأن يُعجِّل هزيمته وإهلاكه لأعدائه، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين، تعاني غزةُ منذ سبعة عشر عامًا حصارًا ظالمًا كحصار المسلمين ذاك في مكة، حصارًا ظالمًا لأكثر من مليوني إنسان لكسر إرادتهم وتحطيم مستقبلهم وتطويق حريتهم ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8].

طوال تلك السنين والحصارُ الظالم يشتدُّ أمام سَمْعِ وبصر العالم، وزاد ظلمًا وشدةً خلال هذه الحربِ الظالمة على غزة، ومما يزيد الأسى والأسف أن يُحكم هذا الحصار ويستمر والدول العربية تجاور فلسطين وغزة!

رهنت عروبتها ومروءتها، وأخضعت إنسانيتها وجوارها لطغيان الصهاينة وجبروتهم، كيف يرضى عربيٌّ مسلم، عباد الله، بأن يهنأ بالعيش وإخوانه على بُعْد أمتارٍ من حدوده يُمنَع عنهم الغذاء والماء والدواء؟! وآلاف الشاحنات الإغاثية تنتظر على الحدود أن يُؤذَن لها بالدخول؟ في خضوعٍ وهوانٍ وخنوعٍ واستسلامٍ لم يمرَّ على الأمة مثلُه عبر تاريخها، كيف يحدث هذا عباد الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس بمؤمنٍ مَنْ بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ".


أليس فينا اليوم نخوةٌ وشهامةٌ كنخوةِ وشهامة أولئك القرشيين الذين تعاضدوا على قطع تلك المقاطعة، وقاموا بقطعها فعلًا؟ ليس بالأقوال والبيانات والتصريحات التي سمعناها طوال أسابيع، ولا نرى لها أثرًا على أرض الواقع، وهم من قرَّر كسرَ الحصار قبل شهور؛ بل الأدهى والأمرُّ، عباد الله، أن الجرحى في غزة لا يُسمَح لهم بالخروج للعلاج إلا بتصريحٍ من الصهاينة، فأي ذلةٍ وهوانٍ نحن فيه؟!

لذا فإن من الواجب أن تتواصل جهود فتح المعابر بالأفعال لا بالأقوال، وأن يتم استعجال إدخال المساعدات والمعونات لغزة، وأن يصدق القول الفعل بكسر الحصار، أن تتواصل جهود الإغاثة لغزة من بلاد المسلمين جميعًا بلا كَلَلٍ ولا مَلَلٍ، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى))؛ (صحيح الجامع).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.98 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]