|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تذكير الأحباب بوجوب فرضية النقاب الشيخ محمد الفار أبو معاذ • أجمع العلماء قديمًا وحديثًا، سلفًا وخَلَفًا، على أن النقاب الذي هو تغطية الوجه أنه مشروع، وأنه طاعة وعبادة وقُربة إلى الله رب العالمين. • ولكنهم اختلفوا: هل النقاب واجب وفرض أم أنه مستحب فقط وفضيلة؟ • والحق والصواب في ذلك هو أن النقاب الذي هو تغطية المرأة لوجهها واجب وفرض على كل مسلمة بالغة عاقلة. • وإليكم إخواني وأخواتي الأدلةَ من الكتاب والسُّنَّة التي تدل على فرضية النقاب. (1) الدليل الأول: • قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]. • ففي هذه الآية يأمر الله تعالى نبيَّه وحبيبه صلى الله عليه وسلم أن يأمر أزواجه وبناته ونساء المؤمنين، أن يغطين رؤوسهن ووجوههن. • ونحن نفهم القرآن بفَهمِ سلف الأمة من الصحابة والتابعين. • وقد قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير هذه الآية: "أمر الله تعالى نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينًا واحدةً". • وابن عباس هو تَرْجُمان القرآن، الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ((اللهم فقِّهه في الدين، وعلِّمه التأويل))؛ أي: التفسير. (2) الدليل الثاني: • قال الله تعالى: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]. هذه الآية فيها دليل على فرضية ووجوب النقاب في موضعين: • الموضع الأول في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]؛ فالمعنى: ولا يظهرن شيئًا من الزينة للأجانب عنها، إلا ما ظهر منها بغير قصد أو عمد، ولا يمكن إخفاؤه كظاهر الثياب. • فقد قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 31]؛ أي: الرداء والثياب. • وابن مسعود رضي الله تعالى عنه من كبار علماء الصحابة، وهو أعْلَمُهم بكتاب الله تعالى؛ فقد قال رضي الله تعالى عنه: "ما من آية في كتاب الله تعالى نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وأنا أعلم متى أُنزلت، وأين أُنزلت، وفيمَ أُنزلت". • وأما الموضع الثاني في الآية هو قول الله تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]. • فقد فسَّر بعض السلف الآية، فقال: أي: يغطين بخمرهن نُحُورَهن وصدورهن. • وفسَّرت أيضًا أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها بفعلها وقولها أن الخمار معناه: تغطية الوجه؛ كما سيأتي في الدليل الثالث. (3) الدليل الثالث: • عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت وهي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات، عندما تخلَّفت عن الركب، وقد ضاع منها عقدها، فأخذت تبحث عنه، فقالت وهو الشاهد من الحديث: "فلما رأيت صفوان بن المعطل خمَّرت وجهي بجلبابي"؛ [رواه البخاري ومسلم]. • إذًا معنى الآية: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]؛ أي: فليغطين وجوههن بجلابيبهن. (4) الدليل الرابع: • عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ((يرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل لما أنزل الله: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، شَقَقْنَ مُرُوطهن فاختمرن بها))؛ [رواه البخاري معلقًا ووصله أبو داود]. • قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: "فاختمرن بها؛ أي: غطين وجوههن". (5) الدليل الخامس: • عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا تنتقب المرأة الْمُحْرِمة ولا تلبَس القُفَّازين"؛ [رواه البخاري ومسلم]. • الحديث يدل على وجوب وفرضية النقاب على المرأة غير الْمُحْرِمة بمفهوم المخالفة، فحينما نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة المحرمة عن لُبْسِ النقاب والقفازين، فإنه يُفهَم من الحديث أن المرأة غير المحرمة يجب عليها أن تنتقب، وأن تلبَس القفازين، وهذا ما يُعرَف عند الأصوليين بمفهوم المخالفة. وأخيرًا: كانت هذه بعض الأدلة من القرآن والسُّنَّة وأقوال الصحابة وأفعالهم، وكلها تدل على أن النقاب واجب وفرض: • فمن كشفت وجهها أمام الرجال الأجانب ممن هم من غير محارمها، تكون آثمةً وعاصيةً لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم. • وينبغي أن نعلم أن حتى القائلين بأن النقاب مستحب فقط وليس واجبًا، قالوا بوجوب النقاب في زمن الفتن. • ونحن لا نعلم زمانًا انتشرت فيه الفتن بنوعيها الشهوات والشُّبُهات، وشاعت فيه الفواحش والمنكرات، وفَشَتْ فيه الضلالات، كزماننا هذا الذي نعيش فيه. • وأسأل الله تعالى الكريم الأكرم أن يهدي نساء وبنات المسلمين، وأن يزينهن بزينة الحجاب، ويحبب إلى قلوبهن لبس النقاب، وأن يأخذ بنواصيهن إلى ما يحب ويرضى من الأقوال والأعمال، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |