الاعتبار بمرور الشهور والأيام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 126964 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2024, 12:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي الاعتبار بمرور الشهور والأيام





الاعتبار بمرور الشهور والأيام


الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وهدانا إلى الاستسلام لأوامره واتباع هديه، وأشهد أن لا إله إلا هو الحكم العدل، المطلع على النوايا والأسرار، له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته والتابعين، صلاة دائمة ما دام الليل والنهار.

أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أن طاعته أقوم وأتقى، وتقوى الله تعالى: هي أن يجعل الإنسان بينه وبين عذاب الله وقاية، وذلك باجتناب ما نهى عنه الله تبارك وتعالى، واتباع ما أمر به.
وَاتقِ اللهَ فَتَقْوَى اللهِ مَا ♦♦♦ جاورت قلب امرئ إِلاَّ وَصلْ

وقد نفى الله تبارك وتعالى عن كتابه الكريم الريب والشبهة، وقال إنه هداية ينتفع به المتقون دون من سواهم فقال: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 1 - 5].

فالمفلحون حقًّا أيها المسلمون هم المتقون، الذين آمنوا بما غاب عنهم من جنة ونار وحساب وعقاب وراحة ونعيم؛ فأدوا ما افترض الله عليهم من صلاة وزكاة وصيام وحج وبر ومعاملة بالإحسان والمعروف، لجميع من تربطه بهم روابط الاجتماع، من معاملة أو بيع أو شراء أو خدمة أو قرابة على حد قول الرسول - صلى الله علية وسلم -: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».

والمفلحون أيها المسلمون هم الذين اتقوا ربهم سرًّا وعلانية، وأنفقوا مما رزقهم ربهم، كما قال تعالى في وصف المتقين الذين يهتدون بالقرآن وينتفعون بمواعظه: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]، وليس المراد بالإنفاق هنا ما يسمونه بالكرم والجود وقري الضيوف، وذبح الذبائح، لقصد السمعة والمدح؛ كلا، فهذا تبذير وإنفاق في سبيل الشيطان والسمعة والعوض والجاه لا في سبيل الله.

وإنما المقصود بالإنفاق البذل الناشئ عن شعور بأن الله تعالى هو الذي رزقه وأنعم عليه به، وأن الفقير المحروم عبد الله يستحق النفقة والشفقة والعطف والبذل والرحمة، وكذلك البذل للأيتام والمساكين والمحاويج، وكذلك البذل في مصالح المسلمين ومنافعهم والرفع من مستواهم ومستوى بلادهم.

وقد أوجب الله على من أوتي مالًا أن ينفق منه في ذلك السبيل، وهو أفضل سبل الله، فيجب بذل المال في سبيل الخير والإنشاء، والمشاركة في إنعاش الفقراء والمساكين، فمن وجد من نفسه ميلًا إلى ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى وقيامًا بشكره ورحمة؛ لأهل العوز والبائسين من خلقه فهو بدون شك قابل لهداية القرآن، وقد أسلم إلى الله تعالى وأناب؛ لأنه بذل أحبَّ الأشياء إليه وهو ماله في سبيل الله، فهو خليق برحمة الله وقبوله.

فاتقوا الله عباد الله، وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله، ومن يطع الله ورسوله ويمتثل أوامره ويجتنب ما نهى عنه، فأولئك هم الفائزون.

فاعتبروا يا أولي الأبصار بمرور الأعوام وتردد الأيام، قال تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 40].

فها أنتم ترون أننا في مطلع شهر جديد، وأن الشهور الماضية قد انتهت بخيرها وشرها، فيجب أن تدركوا أن مرور الليالي والأيام والأعوام يتبعه مرور الأعمار، وعلى هذا فالواجب علينا أيها الإخوة أن نعتبر بسنيننا الماضية، كم هلك فيها من هلك؟ وربح فيها من ربح؟ وخسر فيها من خسر؟

فيجب أن نحاسب أنفسنا، وأن نتدارك ما فات بالعمل المثمر النافع لنا ولأبناء وطننا ولآخرتنا ولدنيانا، وأن لا نكون صُمًّا بُكمًا تمر علينا الحوادث وتنصرم أمامنا الأعوام والأيام من غير أن ندرك لها معنى، أو نتعظ بها، فيجب أن ندرك أن الحياة ليست نومًا وأكلًا وشربًا فقط، فارفعوا من شأن أنفسكم وأَعْمِلُوا أيديكم وأذهانكم، واعلموا أن الحياة دقائق وثواني، كما قيل:
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ لــــــــه: ** إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفع لنفسك بعدَ موتكَ ذكرها ** فالذكرُ للإنسان عُمرٌ ثاني

أيها المسلمون:
واعلموا أن ما فات مات، وأنه يجب علينا أن نتدارك أنفسنا ونعمل للمستقبل، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن تهلكوا.

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ويبارك لكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تفعلون.
__________________________________________________ ___________
الكاتب: الشيخ محمد بن صالح الشاوي







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.02 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]