سلسلة فقه الأسرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307674 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126034 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-12-2023, 11:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي سلسلة فقه الأسرة

سلسلة فقه الأسرة: الخطبة (1) أسس بناء الأسرة
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

الخطبةالأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

الأسرة عماد المجتمع وأساس نهضته، ولا قيام له إلا بتماسكها، وإذا انحلَّت عُرى الأسرة، تفكَّك المجتمع، وأصبح في خبر "كان"، وحديثنا في الخطبة الأولى ضمن سلسلة خطب في تبسيط فقه الأسرة؛ عن الأسس والدعائم التي ينبغي أن تتوفر في الأسرة؛ سعيًا لإحياء دورها في المجتمع.

عباد الله: من دعائم وأسس تكوين الأسرة الصالحة ما يلي:
1- الزواج: قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، الله عز وجل خلق أول ما خلق آدم عليه السلام، ثم خلق له حواء، فأنجبا ذريةً ذكورًا وإناثًا، فتزوَّج بعضهم من بعض فكان النسل الأول، ومن هنا تدركون سفاهة من يحاول إرجاع أصل الإنسان إلى قرد، ومع وجود الأبوين والأبناء تكوَّنت الأسرة، ومن مجموع الأُسَر تكوَّنت القبائل، ومن مجموع القبائل تكوَّنت الشعوب على اختلاف لغاتها وألوانها وأوطانها، وهذا الاختلاف لأجل التعاون والتراحم.

2- الإنجاب مقصِد أساس في الزواج لبناء الأسرة: أهمية الزواج في بقاء النوع الإنساني والحفاظ على النسل، فالإنسان الأعزب بدون زواج لا يكوِّن أسرةً؛ ولذلك من تمام الدين والفطرة أنه متى قدر الرجل على الزواج، فعليه أن يتزوج، ومتى طرق رجل صالح بيتَ امرأةٍ، فعليها أن تقبل بالزواج، وعلى وليِّها المساعدة في ذلك وعدم عضلِها، لأجل تكوين الأسرة، ومن هنا تدركون - عباد الله - تهافُتَ نظريات تحديد النسل؛ لأن ذلك مخالف لمقاصد الزواج، وتكثير سواد المسلمين؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((تزوَّجوا الوَدُودَ الوَلُودَ؛ فإني مكاثِرٌ بكم الأمم))[1]، وأي أسرة ستُبنى بدون أبناء؟ وأي معنًى للحياة إذا مات الزوجين وليس لهما من نسلهما - باختيارهما - ما به يستمر ذِكرُهما، ويكون صدقةً جاريةً لهما؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفَع به، أو ولد صالح يدعو له))[2].

3- العلاقات خارج نطاق الزواج هدمٌ للأسرة: ندرك فساد مقاصد الأخدان والعشَّاق، والصداقات والزنا خارج نطاق الزواج؛ قال تعالى: ﴿ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ﴾ [المائدة: 5]، وقال: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، فاتخاذ الأخذان والزنا وغيرها من الطرق الْمُحرَّمة لا تكوِّن ولا تبني أسرةً، يتحمل فيها الطرفان مسؤولية تربية الأبناء.

4- المودة والرحمة بين الزوجين أساس بناء أسرة متينة: قال الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، فإذا تم الزواج، وأُنجبت الذرية، وابتعدنا عن الطرق المحرمة لإشباع الغريزة الجنسية، وطُبِّق شرع الله في بيت الزوجية، تحقَّق التساكن الشرعي بين الرجل والمرأة، وتحققت المودة والرحمة بينهما؛ فينعكس ذلك بالإيجاب عليهما وعلى ذريتهما وعلى المجتمع؛ قال أحد الدعاة: "الحياة الزوجية إذا خَلَتْ من المودة والرحمة، كانت كالجسد الميت، إذا لم يُدفَن، فاح عَفَنُه ونَتَنُه".

فاللهم ارزق أزواجنا المودة والرحمة بينهما، وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى؛ أما بعد:
فمن دعائم الأسرة الناجحة لإمداد المجتمع بالأفراد الصالحين:
5- التعاون في تربية الأبناء:
الأبناء نِتاج الزواج كما أسلفنا، ومصدر سعادة الأسرة ودوام استمرارها، وحتى يكون هؤلاء الأبناء قيمةً مضافةً للوالدين والمجتمع، ومصدرَ نفعٍ، فلا بد من تربيتهم تربيةً حسنةً، وهذه التربية لا بد أن تكون مشتركةً بين الزوجين باتفاق بينهما؛ حيث تتولى الأم - وهي في الغالب من يجلس معهم أوقاتًا طويلةً - إمدادهم بعطفها وحنانها، وتلقينهم وتعليمهم القيم الإيجابية، وغيرها من الأمور التي تتصل بطبيعة المرأة، وبالمقابل يتولى الأب توفير جوٍّ من الأمان، ووضع القوانين من دون ضغوط، وقد تتقاطع أدوار التربية بين الأب والأم، فيقوم أحيانًا الأب بدور الأم أو العكس، وهذا لا إشكال فيه؛ فهما يتكاملان في تربية أبنائهما، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله.

ومن الخطأ حصر دور التربية في الأم، وتحميلها مسؤولية فساد الأبناء؛ إذ المسؤولية مشتركة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيته))[3]، فـ( كل) من صيغ العموم التي تشمل الرجل والمرأة والمجتمع بأسره؛ بمعنى أن البيئة المجتمعية يجب أن تنصِّب نفسها مربيةً؛ فالأقارب والجيران يساهمون في التربية من خلال تفعيل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بالرفق واللين في صفوف الأبناء، والمدرسة فضاء للتربية يقوم فيه المعلم والطاقم التربوي بما يلزمهم، والإعلام بمختلف أنواعه فضاء للتربية.

فإذا قمنا بتفعيل هذا التعاون التربوي، حصدنا ثمار تربية الأبناء بما يعود بالنفع على المجتمع والأمة ككل.

فاللهم أصلح أبناءنا، وأصلح أُسَرَنا، وأصلح مجتمعاتنا، آمين.
(تتمة الدعاء).

[1] رواه الحاكم في المستدرك، رقم: 2685، وقال: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.

[2] رواه مسلم، رقم: 1631.

[3] رواه البخاري، رقم: 893.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]