خطبة: ﴿هذا ما وعدنا الله ورسوله..﴾ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031712 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307919 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126651 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-11-2023, 09:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: ﴿هذا ما وعدنا الله ورسوله..﴾

خطبة: ﴿هذا ما وعدنا الله ورسوله..﴾
يحيى سليمان العقيلي

معاشر المؤمنين، الحمد لله نصير المجاهدين وولي المتقين، الحمد لله قاصم الجبارين والمتكبرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال: وقوله الحق: ﴿كَتَبَ اللَّهُ ‌لَأَغْلِبَنَّ ‌أَنَا ‌وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة: 21]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وقائد الغر المحجلين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ ‌فُرْقَانًا ‌وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال: 29].

تدبُّر آيات القرآن الكريم مقصدٌ عظيمٌ من مقاصد تلاوته، أرشدنا لذلك ربُّنا جل وعلا، فقال سبحانه: ﴿كِتَابٌ ‌أَنْزَلْنَاهُ ‌إِلَيْكَ ‌مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29].

آية تلوناها كثيرًا؛ ولكنها تستحق الوقفة والتأمل والسؤال، وهي قولُ الحق جل وعلا: ﴿وَلَمَّا رَأَى ‌الْمُؤْمِنُونَ ‌الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب: 22].

والسؤال الذي يقفز لذهن القارئ: كيف قال المؤمنون هذا ما وعدنا الله ورسوله لما رأوا الأحزاب؟ رأى المؤمنون الأحزاب فقالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله، فما معنى هذا عباد الله؟ أجاب أهل التفسير عن هذا السؤال المستحق؛ فقال الإمام الطبري: "يقول: ولما عاين المؤمنون بالله ورسوله جماعات الكفار قالوا -تسليمًا منهم لأمر الله، وإيقانًا منهم بأن ذلك إنجاز وعده لهم الذي وعدهم بقوله: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا ‌الْجَنَّةَ ‌وَلَمَّا ‌يَأْتِكُمْ ‌مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة: 214]، فهذا هو الوعد الذي ارتجاه المؤمنون نصر الله القريب، ويتابع الطبري قوله: "وما زادهم اجتماع الأحزاب عليهم إلا إيمانًا بالله وتسليمًا لقضائه وأمره، ورزقهم به النصر، والظفر على الأعداء، وعن ابن عباس قوله: "فلما مسهم البلاء -حيث رابَطوا الأحزابَ في الخندق- تأوَّل المؤمنون ذلك، ولم يزدهم ذلك إلا إيمانًا وتسليمًا"؛ أي: صبرًا على البلاء، وتسليمًا للقضاء، وتصديقًا بتحقيق ما كان الله وعدهم ورسوله.

وقول ثانٍ في تأويل الآية؛ وهو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب عام الأحزاب فقال: ((أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرةٌ عليها -يعني: على قصور الحيرة ومدائن كسرى- فأبشروا بالنصر، فاستبشر المسلمون وقالوا: الحمد لله، موعدٌ صادق، إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر، فطلعت الأحزاب، فقال المؤمنون: هذا ما وعدنا الله ورسوله.

قال خالد بن الوليد لأبي عبيدة رضي الله عنهما (قبيل معركة اليرموك ومواجهة جيش الروم): "إن كنا نقاتل بالكثرة والقوة، فهم أكثر منَّا وأقوى علينا، وما لنا بهم طاقة، وإن كنا إنما نقاتلهم بالله ولله، فإن جماعتهم ولو كانوا أهل الأرض جميعًا ما تُغني عنهم شيئًا".

معاشر المؤمنين، مع تتابع أحداث طوفان الأقصى بآماله مع ضربات المجاهدين الأبطال على الصهاينة المجرمين جنودًا وآليات، وبآلامه لما نرى من بطش هذا العدو الجبان الغاشم الذي يفرغ آلام هزائمه المستمرة بالقصف والتدمير، وسفك دماء الأبرياء، وباقتحام المستشفيات، وترويع المرضى والأطباء، وبالكذب والتزوير والافتراء لرسم صور مزيفة وكاذبة لانتصاراته وافتراءاته، وإزاء هذا التطور عباد الله على المرء أن يستشعر اليقين، وأن يستحضر البصيرة بتدبُّر كتاب الله تعالى، لا سيما في سورة الأحزاب، التي يحاكيها واقعُ معركةِ طوفان الأقصى؛ ليكون موقفه الموقف الإيماني الصحيح الذي يرضاه الله لعباده، فيردد ما قاله المؤمنون سابقًا: ﴿وَلَمَّا رَأَى ‌الْمُؤْمِنُونَ ‌الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا.

وليحذر أن يتسرب لقلبه، أو يردد لسانُه ما عابه القرآنُ الكريم على ما ردده المنافقون سابقًا: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي ‌قُلُوبِهِمْ ‌مَرَضٌ ‌مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب: 12]، أو يكون من أولئك المرجفين الذين وصفهم الله جل وعلا: ﴿‌أَشِحَّةً ‌عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا [الأحزاب: 19].

وهذا الموقف الإيماني الصائب يتطلب قلبًا سليمًا، وعقلًا واعيًا، وبصرًا نافذًا، قال تعالى: ﴿‌وَلِيَعْلَمَ ‌الَّذِينَ ‌أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الحج: 54].

نسأل الله تعالى نصرًا مؤزرًا لعباده المجاهدين، وفرجًا قريبًا لأهل غزة وفلسطين، ونسأله تعالى عذابًا عاجلًا، وهزيمةً ماحقة للصهاينة وأعوانهم، إنه عزيز حكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين، اليقين بنصر الله تعالى لعباده المؤمنين ليس رجمًا بالغيب، ولا تأليًا على الله، كما أنه ليس عاطفةً جارفة؛ بل هو استنطاق لآيات كتاب الله، وتصديق بوعده لعباده ما داموا حققوا مراده جل وعلا، بصدق الإيمان به سبحانه، ونصر لدينه ونبيه صلى الله عليه وسلم، وحماية لمقدساته، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ ‌أُخْرِجُوا ‌مِنْ ‌دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [الحج: 40].

وقال سبحانه: ﴿إِنَّا ‌لَنَنْصُرُ ‌رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر: 51].

أما كيف ومتى يتحقق النصر؟ فهذا هو تقدير العزيز الحكيم، يقدره بحكمته وتدبيره ﴿حَتَّى إِذَا ‌اسْتَيْأَسَ ‌الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ [يوسف: 110].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.01 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]