التدين الحقيقي والتدين الظاهري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 125600 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-11-2023, 09:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي التدين الحقيقي والتدين الظاهري

التدين الحقيقي والتدين الظاهري
ساير بن هليل المسباح


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون:
جاء في سيرة الصحابة رضي الله عنهم أن أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع أخيه البراء بن مالك، وكان البراء يتغنَّى ببعض أبيات من الشعر، وهو مستلقٍ على ظهره ويضع قدمًا على قدم، فقال له أخوه أنس بن مالك: "أتُغَنِّي بالشعر وأنت صاحب رسول الله، فقال له البراء: أتخشى أن أموت على فراشي لقد قتلت بيدي هذه مائة مشرك، غير الذين شاركت في قتلهم"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ((إن من عباد الله مَن لو أقسم على الله لأبرأه، منهم البراء بن مالك))، وكان البراء أول مقتحِم لحصن مسيلمة الكذاب، وسببَ النصر على المرتدين، وفي فتح تُسْتُر سأله المسلمون بعد أن طال عليهم حصار المدينة أن يُقسِمَ على الله تعالى بالنصر لهم، فأقسم البراء على ربِّه أن يفتح لهم تستر، وأن يكون أول شهيد، فكان البراء أول المقتحمين، وأول المستشهدين.

هذا البراء بن مالك الذي كان يغني ببعض أبيات وسط استنكار من أخيه أنس.

هذه صورة حقيقية للتدين الحقيقي، صحابيٌّ يُغني بالشعر، لكن إذا دعا داعي الجهاد كان أول المبادرين.

سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، لا نعلم كثيرًا من أخباره، لكن الله تعالى اصطفاه ليكون من خير عشرة رجال من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وما ذلك إلا لأن تدينه كان تدينًا حقيقيًّا، أهَّله ليكون من العشرة المبشرين.

لما وقعت حادثة الإفك في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسرع فيها بعض الناس، وتكلموا في شأن عائشة، دون تثبُّت ولا تبيُّن.

وكان من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي التي كانت تسامي عائشة مكانةً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قِيل لها: ما تقولين في أمر عائشة؟ قالت: "أحفظ لساني ولا أقول إلا خيرًا".

وهذا تدين حقيقي، فلم تنطلق بالقول المنكر في عائشة، أو تعتبرها فرصة للنَّيل والتقليل من شأن ضَرَّتِها عائشة.

أيها المسلمون: إن أعلى شيء يطمع أن يصل إليه المؤمن في دينه أن يكون تدينه تدينًا حقيقيًّا، لا تدينًا ظاهريًّا، ففرقٌ كبير بين التدين الحقيقي والتدين الظاهري؛ التدين الظاهري له صور كثيرة: يصلي في المسجد أو في بيته، يطبق بعض السنن، يجتنب بعض المنكرات والمكروهات، لكنه لا يتورع عن النيل من الآخرين، أو السعي في ضررهم، أو تشويه سمعتهم، أو منافستهم على حقوقهم، أو ما فضَّلهم الله به على غيرهم في دين أو دنيا.

ينسى دينه لأجل دنياه، وتذهب تلك العبادات التي يتظاهر بها أدراج الرياح، وهو يصف نفسه لنفسه بأنه متدين، ومن عباد الله الصالحين.

لقد جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيَتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار)).

هذه فاجعة الفواجع، أن تذهب أعمالك الصالحة التي أفنيتَ عمرك في جمعها، تذهب لأقوام آخرين قد ظلمتهم أو اغتبتَهم، أو افتريتَ عليهم، أو استنقصت من حقوقهم، ولم تكن هذه الأعمال الصالحة لِتَحُول بينك وبين دخول النار.

قد يكون ذنبك الخفيُّ المنسيُّ عندك الحاضر عند الله تعالى شهادةَ زُورٍ شهدتَها، أو بهتانًا افتريتَه، أو سعيت في فصل أحد من عمله، أو قربت ذوي قرابتك على من هو أحق منهم.

أليست هذه خسارة عظيمة أن يبيع الرجل دينه لأجل عَرَضٍ من الدنيا زائل، أو لأجل القرابة، أو لأجل القبيلة، أو لأجل مصلحة مظنونة؟

إن الميزان الحقيقي الذي يجب أن نَزِنَ به أعمالنا وأقوالنا هو مدى رضا الله تعالى عما نقول أو نفعل، ومدى سخطه عما نقول أو نفعل.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب وإثم وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره، واتبع سنته إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها المسلمون: فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها في وصف أبيها أبي بكر رضي الله عنه: "لم يسبق أبو بكر أصحابَ محمدٍ بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن سبقهم بشيء وقر في قلبه"، والمقصود قوة اليقين في قلبه بصدق النبي صلى الله عليه وسلم، واتضح هذا في ثلاثة مواقف؛ الأول: في ليلة الإسراء والمعراج حين صدق بخبر الإسراء دون أن يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: "إن كان قال ذلك، فقد صدق"، والموقف الثاني: في يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم حين ارتاب فيه من ارتاب، فخرج على الناس، وقال: "أيها الناس من كان يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله، فإن الله حي لا يموت"، والموقف الثالث: في يوم الردة حين ثبت على قتال المرتدين، وقال لمن تردد في قتالهم: "والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، ولو منعوني عقالًا كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه"، هذا هو اليقين الذي نتمناه.

من العبادات التي تُظهِر التدين الحقيقي والتعبُّد الصادق، عبادة الورع عما حرم الله تعالى، أو ما يثير الشبهات؛ وقد جاء في الحديث المعروف: ((... ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه...))، ومن أشهر ما نُقِلَ في عبادة الورع ما نُقِلَ عن محمد بن سيرين العالم المشهور بتفسير الأحلام؛ فقد اشترى زيتًا ليبيعه على أهل البصرة، ثم وجد فيه فأرة ميتة، فأمر بسكب الزيت الذي حولها، ثم قال: "لعل الفساد سرى إلى بقية الزيت"، فأمر بسكبه جميعًا، فخسر أربعين ألف درهم كانت سببًا في سجنه لعجزه عن السداد.

ثم ماذا؟
ذهب الزيت، وذهب السجن، وبقي اسم ابن سيرين عَلَمًا مشهورًا لا ينقطع ذكره من الدنيا، وانتشر علمه في الأرض، بسبب ورعه هذا.

أيها المسلمون، راقبوا الله تعالى في أقوالكم وأعمالكم، وزِنُوها بميزان رضا الله وغضبه قبل أن تَزِنوها بميزان مصالحكم ورغباتكم، ولا تغرنَّكم بعض عبادات تقومون بها، فإن ظلم الآخرين سبب في ذهابها، وذهاب أجورها إلى غيركم، يوم لا ينفع مال ولا بنون.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتُّقى، والعفاف والغِنى، اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ عمل يقربنا إلى حبِّك، اللهم حبِّبْ إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك، ووفقنا إلى طاعتك، وارحمنا برحمتك، وارزقنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم أصلح إمامنا وليَّ أمرنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، وفجور الفاجرين، واعتداء المعتدين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.95 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]