|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بيان أسباب النصر والتمكين من القرآن الكريم د. محمد بن علي بن جميل المطري الحق والباطل في صراع مستمر، وقد أخبرنا الله عن استمرار الكافرين في قتال المسلمين ليصرفوهم عن دينهم الحق في قوله: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217]، وبيَّن الله لنا في كتابه أن الكافرين يكيدون بالمسلمين، ويمكرون بهم في كل حين؛ فقال عز شأنه: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾ [الطارق: 15، 16]، وقال تبارك وتعالى: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46]. ومن حكمة الله أنه يدفع شرَّ بعض الناس ببعض؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40]، ففرض الله الجهاد على هذه الأمة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد بأنه ذِروة سَنام الإسلام؛ قال الله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقال سبحانه: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 142]. وقد جعل الله للنَّصر والتمكين أسبابًا متى أخذ بها المسلمون، نصرَهم اللهُ على أعدائهم، وهذه الأسباب كلها في كتاب الله؛ قال الله تعالى: ﴿ إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]؛ أي: يهدي للخَصلة التي هي أحسن الخِصال، فالقرآن تبيان لكل شيء، ومن أعظم ما بيَّنه القرآن أسباب النصر والتمكين؛ قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء:10]؛ قال المفسرون: أي: في القرآن عزكم وشرفكم ورفعتكم في الدنيا والآخرة. وفيما يلي بيان أسباب النصر والتمكين من القرآن الكريم: (1) الإيمان والعمل الصالح: قال الله سبحانه: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 141]، وقال تبارك وتعالى: ﴿ إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38]، وقال جل شأنه: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْـمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19]، فالله سبحانه مع المؤمنين الصالحين بالنصر والتأييد، وقد وعدهم بالدفاع عنهم، وضمِن لهم إن حقَّقوا الإيمان اعتقادًا وقولًا وعملًا ألَّا يجعل للكافرين عليهم سبيلًا مستمرة في كل حين، فقد ينتصر الكفار في بعض المواطن والأوقات بسبب تفريط المؤمنين في بعض أسباب النصر، وسنة الله التي لا تتخلف أن ينصر المؤمنين كاملي الإيمان في الحياة الدنيا على أعدائهم بالغلبة إن قاتلوهم، وبالحُجة إن ناظروهم، وبالانتقام منهم إن قتلوهم وظلموهم. فالصحابة رضي الله عنهم حين حققوا الإيمان والعمل الصالح بطاعة الله ورسوله، نصرهم الله على جميع أعدائهم، فهزموا جيوش المرتدين، وفتحوا فارس، وغلبوا الروم، ولم يستطع أحد أن يقف أمامهم، وتحقق وعد الله لهم؛ في قوله: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55]، وقوله سبحانه: ﴿ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الفتح: 22، 23]. قال ابن تيمية رحمه الله: "سُنة الله وعادته في نصر عباده المؤمنين إذا قاموا بالواجب على الكافرين، وانتقامه وعقوبته للكافرين الذين بلغتهم الرسل بعذابٍ من عنده، أو بأيدي المؤمنين، هي سُنة الله التي لا توجد منتقضة قط"؛ [الرد على المنطقيين (ص: 390)]. فإذا حقق المؤمنون الإيمانَ والعمل الصالح في أي زمان ومكان، فتمسكوا بالقرآن والسنة، وأطاعوا الله ورسوله، فإنه يرحمهم، وينصرهم الله على أعدائهم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155]، وقال عز وجل: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132]، وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله عز وجل))؛ [رواه ابن ماجه (10) بإسناد صحيح، وأصله في صحيح مسلم (1920)]. وإن حصل للمسلمين انهزامٌ في بعض المواطن أو الأزمان فهو من عند أنفسهم، بذنوبهم ومخالفتهم ما أمرهم الله ورسوله؛ كما قال سبحانه للصحابة في غزوة أحد: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [آل عمران: 165]، فالله لا يجامل أحدًا، فمن وفَّى بما أمره الله وفَّاه الله ما وعده؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ [البقرة: 40]. قال ابن تيمية: "الله تعالى قد يُديل الكافرين على المؤمنين تارة كما يديل المؤمنين على الكافرين، كما كان يكون لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع عدوهم لكن العاقبة للمتقين... وإذا كان في المسلمين ضعفٌ، وكان عدوهم مستظهرًا عليهم، كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إما لتفريطهم في أداء الواجبات باطنًا وظاهرًا، وإما لعدوانهم بتعدي الحدود باطنًا وظاهرًا"؛ [مجموع الفتاوى (11/ 645)]. وقال ابن القيم رحمه الله: "النصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، ولهذا إذا أُصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله، أو بإدالة عدوه عليه، فإنما هي بذنوبه؛ إما بترك واجب، أو فعل محرم، وهو من نقص إيمانه... والله سبحانه قد بيَّن في كتابه أنه ناصر المؤمنين في الدنيا والآخرة، وهذا كثير في القرآن، وقد بيَّن سبحانه فيه أن ما أصاب العبد من مصيبة، أو إدالة عدو، أو كسر، وغير ذلك فبذنوبه"؛ [إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (2/ 182، 183)]. (2) تقوى الله والإخلاص: تقوى الله هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأعظم ما أمر الله به التوحيد والإخلاص، وأعظم ما نهى الله عنه الشرك، ومنه الرياء، وإرادة الدنيا بعمل الآخرة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]، وتقوى الله والإخلاص في الجهاد من أعظم أسباب النصر؛ قال الله سبحانه: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْـمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 194]، وقال جل وعز: ﴿ إنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]، ولا يكون الجهاد عملًا صالحًا مقبولًا إلا إذا كان خالصًا لله، وإلا كان رياء وسمعة؛ قال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنفال: 47]. وقد أكَّد الله على الإخلاص في الجهاد في آيات كثيرة، فلا بد أن يكون الجهاد في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 244]، وقال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 76]، وقال جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 - 13]، وقال عز وجل: ﴿ إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْـجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 111]، وقال تبارك وتعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]، وروى البخاري (2810) ومسلم (1904) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حَمِيَّة، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله)). فالمخلص في جهاده يريد رضا الله، ويريد بجهاده ثواب الله في الآخرة، فهو يضحِّي بنفسه وأمواله وأوقاته في سبيل الله؛ قال الله تعالى: ﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْـحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ ﴾ [النساء: 74]؛ أي: يبيعون الحياة الدنيا ومتاعها القليل الزائل بالآخرة الباقية، وقال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]. فإذا كان المجاهدون من المؤمنين المتقين الصادقين، وأخلصوا في جهادهم لله رب العالمين، وأخذوا بأسباب النصر التي بيَّنها الله في كتابه بقدر الاستطاعة؛ فعاقبتهم النصر بإذن الله. (3) نصرة الله: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ﴾ [الحج: 40 - 41]، فمن أعظم أسباب النصر نصرة الله؛ وذلك بإقامة الدين الحق علمًا وعملًا وحكمًا، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذلك وصى الله جميع الأمم؛ كما قال سبحانه: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ * فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [الشورى: 13 - 15]، فواجبٌ على المسلمين حكَّامًا ومحكومين أن يعملوا بالأسباب المشروعة لإقامة دين الإسلام ونشره، والدفاع عن حرماته، والسعي في دفع الظلم عن أهله، وإزالة الفساد بأنواعه، ونصر المستضعفين في الأرض بقدر الاستطاعة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ [البقرة: 251]. (4) اجتـماع الكلـمة على الحق، وإصلاح ذات البين، وعدم التــنازع والتـفرُّق، والقتال تحت راية واحدة بقيادة واحدة: قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، وقال عز وجل في أول سورة الجهاد وهي سورة الأنفال: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1]، فأول طريق التمكين للأمة تقوى الله وإصلاح ذات البين، فهما أول الوصايا في سورة الجهاد، فإذا لم يحقق المسلمون تقوى الله بطاعة الله ورسوله، وتنازعوا واختلفوا، زالت قوتهم، وتسلَّط عليهم أعداؤهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]، ومعنى ريحكم: أي: نصركم وقوَّتكم ودولتكم؛ وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]، وقال عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ إلَى الْـمَلأِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 246]، فلا بد في الجهاد من قائد واحد يُقاتَل في سبيل الله تحت قيادته؛ لينظِّم الصفوف، ويضع الخطط، وينسق الجهود؛ كما قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ﴾ [آل عمران: 121]، وقال سبحانه: ﴿ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ﴾ [الصف: 4]. وإن من الأمور المهمة التي يؤكد عليها الإسلام لأجل مصلحة اجتـماع الكلـمة، ودفع مفسدة التـفرُّق والاختلاف: ألَّا يُنازِع الناسُ من ولَّاه الله أمرهم، فالملك لله يؤتيه من يشاء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 247]، وقال سبحانه: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]. وفي صحيح البخاري (7142) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسمعوا وأطيعوا، وإن استُعمِل عليكم عبدٌ حبشي، كأن رأسه زبيبة)). وفي صحيح البخاري (7056) ومسلم (1709) من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عليهم البيعة فكان فيما أخذ علينا: ((بايَعْنَا على السمع والطاعة في مَنْشَطِنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثَرَةٍ علينا، وألَّا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تَرَوا كفرًا بَواحًا عندكم من الله فيه برهان)). وإن كثيرًا من الناس يسعَون في تغيير حكَّامهم، ولا يحرصون على إصلاحهم والتعاون معهم على الخير، بدعوى أنهم أحق بالملك منهم؛ كما قالت بنو إسرائيل عن طالوت: ﴿ قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ ﴾ [البقرة: 247]، فتقع الفتن العظيمة من أجل الملك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال في الفتنة، وعن القتال تحت كل راية عِمِّيَّةٍ وعصبية، وأمر عليه الصلاة والسلام باعتزال القتال عند اختلاف الأمة، ففي صحيح البخاري (3606) ومسلم (1847) من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن أئمة يكونون بعده فيهم خير وشر وصفهم بقوله: ((قوم يهدون بغير هَدْيِي، تَعرِف منهم وتُنكِر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله، صِفْهم لنا، فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعَضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك))، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم وإن كان فيه خير وشر، ولم يأمر بالسعي في تغييره وخلعه والخروج عليه ما دام مسلمًا يحكم الناس بشرع الله، وإن كان فيه دَخَنٌ، وعلى العلماء والدعاة مسؤولية دعوة الحكَّام إلى توحيد الله وطاعته، ونصحهم بإقامة العدل وترك الظلم، وترغيبهم في إصلاح دين الناس ودنياهم، وحثهم على الحكم بما أنزل الله، وتحذيرهم من الحكم بغير ما أنزل الله، والبيان الواضح لهم بأن تبديل شرع الله كفرٌ صُراح، وفاعله مرتد عن الدين؛ وفي الحديث المشهور: ((أفضل الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر)). فعلى أهل العلم أن يناصحوا ولاة الأمر، ويحثوهم على الخير، ولا يجاملوهم بالسكوت عن المنكر، ولا يعينوهم على الظلم، ولا يبرروا لهم الفساد، ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه؛ فعن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنها ستكون بعدي أمراء يكذِبون ويظلمون، فمن دخل عليهم، فصدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني، ولستُ منه، وليس بواردٍ عليَّ الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ويُعِنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، وهو وارد عليَّ الحوض))؛ [رواه أحمد (18126) وغيره، وصححه الألباني والأرنؤوط]. وإن الناظر في سِيَر علماء الأمة الراسخين يجدهم على منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناصحة ولاة الأمر، وحثِّهم على الجهاد في سبيل الله، مع عدم السعي للسلطة، ومن ذلك ما ذكره المؤرخون عن ابن تيمية رحمه الله من الاجتهاد العظيم في حث السلطان وأمراء زمانه على قتال التتار، وتشجيعه لهم، وغلظته عليهم أحيانًا إن رأى منهم إعراضًا، حتى ظن بعضهم أنه يسعى لخلع السلطان؛ ففي كتاب [الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية لعمر البزار ص: 72، 73] أن ابن تيمية وُشِي به إلى السلطان المعظَّم الملك الناصر محمد بن قلاوون بأن في نفسه أخْذَ الملك، فصارحه السلطان بذلك ليتثبت من الخبر، فقال له ابن تيمية بنفس مطمئنة، وقلب ثابت، وصوت عالٍ: أنا أفعل ذلك؟! والله إنَّ مُلكَك ومُلك المغول لا يساوي عندي فِلسين، فتبسم السلطان وقال: إنك والله لَصادق، وإن الذي وشى بك إليَّ كاذب. فمن أعظم أسباب النصر اجتـماع الكلـمة، وإصلاح ذات البين، وعدم التــنازع والتـفرُّق، والقتال تحت راية واحدة بقيادة واحدة، فيجب على جميع المسلمين حكَّامًا ومحكومين أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يصلحوا ما يقع من خلاف بين حكام المسلمين، أو بين الحكام مع شعوبهم، أو بين العلماء والدعاة وطلاب العلم فيما بينهم، فقد صار حال كثير من المسلمين؛ كما قال الله عن اليهود: ﴿ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14]، فإذا لم نُصلح ذات بيننا فنحن لا نعقل مصالحنا، ولا نفهم ديننا، فالصلح خير كما أخبر الله، وهو سبب لرحمة الله لنا؛ كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10]، فيجب أن نسعى للإصلاح بين المسلمين، وأن تتسع صدورنا في مسائل الاجتهاد، وأن ينصح بعضنا بعضًا، وأن يستغفر بعضنا لبعض، وأن تتضافر جهود جميع المسلمين على هدف واحد وهو الجهاد في سبيل الله؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ﴾ [التوبة: 36]، كلٌّ يجاهد في ثَغْرِهِ، بقدر ما يستطيع بنفسه أو بماله أو لسانه، ولو بالدعاء، فقد علمنا الله أن ندعوه أن يغفر لنا وأن ينصرنا على القوم الكافرين؛ في قوله: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، فيكون همُّنا جميعًا حكَّامًا ومحكومين أن ينصرنا الله على القوم الكافرين، فيكون الجهاد جهاد الأمة لا جهاد بعض الأفراد من الأمة، لا سيما في جهاد الدفع، وقد قرر العلماء أن من أعظم واجبات الحاكم المسلم أن يسعى في إقامة الجهاد بجميع وسائله، وأن يحث المسلمين على الاستعداد له، ففي الجهاد عزهم، وصلاح أمورهم في دينهم ودنياهم؛ كما قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وقرَّر العلماء أنه لا يجوز للحاكم المسلم أن يُبْطِلَ الجهاد ويعرض عنه مطلقًا، فالصراع مستمر بين الحق والباطل؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ [البقرة: 251]، وقال سبحانه: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 217، 218]؛ [يُنظر: المغني لابن قدامة (9/ 298)، السيل الجرار للشوكاني (ص: 950، 951)، أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبدالقادر في الجهاد (ص: 265 - 285)، فتاوى اللجنة الدائمة - 1 (12/ 12)].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |