|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من نعيم الجنة رمضان صالح العجرمي 1- من نعيم الجنة. 2- هِمَمٌ عالية. 3- أعمال يسيرة لدخول الجنة. الهدف من الخطبة: إثارة الأشواق، وتعليق القلوب بالحياة الأبدية في الدار الآخرة؛ فإن الحديث عن الجنة من أعظم أسباب الاستقامة، وصلاح القلوب. مقدمة ومدخل للموضوع: أيها المسلمون عباد الله، نقف هذه الوقفاتِ مع الجنة، وما فيها من نعيم؛ ليزداد شوقُنا إلى الجنة، فيكون ذلك حافزًا لنا بإذن الله تعالى للعمل بجِدٍّ بالأعمال التي تقربنا منها، والابتعاد عن الأعمال التي تبعدنا عنها. والجنة: هي الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، والدار الأبدية التي أعدها الله تعالى لأوليائه المتقين، وعباده الصالحين من المؤمنين الطائعين، وهي نعيم كامل لا يشوبُه نقصٌ ولا يعكِّر صفوَه كَدَرٌ؛ يقول الله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30]. وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه: ((ألَا هل مُشمِّرٌ للجنة، فإن الجنة لا خَطَرَ لها، هي وربِّ الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتزُّ، وقصر مَشِيد، ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نَضِيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحُلَل كثيرة في مقام أبدًا في حَبْرة ونَضْرَة، في دار عالية سليمة بهية، قالوا: نحن الْمُشمِّرون لها يا رسول الله، قال: قولوا: إن شاء الله))؛ [رواه ابن ماجه، وابن حبان، وضعفه الألباني]. وأوصاف الجنة ونعيمها يصعب الإحاطة به، مهما تكلَّم المتكلِّمون، وتحدَّث الفصحاء البُلغاء، كيف لا؟ وقد أخبرنا ربنا جل جلاله أن عقولنا لا تدرك ذلك، وأن أبصارنا لم ترَ مثل ذلك؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمِعت، ولا خَطَرَ على قلب بشر؛ فاقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17]. ويكفي في بيان نعيم الجنة ذِكْرُ حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لتعرف نعيمها، وتعرف خُسرانَ من فرَّط فيها؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة، وأبي سعيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينادي منادٍ: إنَّ لكم أن تصِحُّوا فلا تَسْقموا أبدًا، وإن لكم أن تَحْيَوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تَهْرَموا أبدًا، وإن لكم أن تنعَموا فلا تَبْأَسُوا أبدًا؛ فذلك قوله عز وجل: ﴿ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 43])). فإن نعيم الجنة دائمٌ، نعيم لا يَبِيد ولا يفنى ولا ينقطع، ونعيم الجنة يختلف عما في الدنيا من النعيم؛ لأن نعيم الجنة لا خوف فيه، وأما نعيم الدنيا لا يدوم، ويعتريه آلام وأسقام، وأهل الجنة يتقلَّبون في نعيم ليس فيه مرضٌ ولا موت، ولا هَرَمٌ ولا عيب ولا نقص. وفي هذا الحديث، في بيان نعيم الجنة قد نفى عنهم الآفات بجميع أنواعها. فما هي هذه الآفات؟ الآفة الأولى: وهي مما يقلق الناس كثيرًا في هذه الدنيا؛ وهي آفة المرض، فنفى عنهم ذلك في الجنة: ((إن لكم أن تصِحُّوا فلا تسقموا أبدًا))، فالصحة مها كانت سليمة فقد يعتريها المرض، والأمراض والأسقام تتوارد على الناس بأنواع كثيرة، والناس يحاذرونها، ولربما تركوا كثيرًا من الطيبات من المطعومات والمشروبات، وغير ذلك؛ حذرًا وخوفًا على أنفسهم من الأمراض. أما في الجنة فلا يصيبك شيء من ذلك أبدًا، فالذي يدخل الجنة يكون صحيحًا، قويًّا، لا يمرَض أبدًا، فليس في الجنة مرض؛ لأن المرض ضعف وهُزال في البدن، وهذا يتنافى مع النعيم واللذة في الجنة، فلا مرض في الجنة أبدًا، بل الصحة والعافية الدائمة. الآفة الثانية: هي آفة الموت الذي نغَّص على أهل النعيم في الدنيا نعيمهم، أما في الجنة فقد نفى عنهم ذلك: ((وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا))؛ أي: حياة سرمدية أبدية لا نهاية لها. وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يُجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملحُ، فيُؤمر به فيُذبح، ثم يُقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت))، وفي راوية: ((فيُقال: يا أهل الجنة أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، ويقال: يا أهل النار، أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، فيُذبح بين الجنة والنار، فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم)). أما في الدنيا، فمهما عاش الإنسان وطال عمره، فمآلُه إلى الموت؛ قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]. الآفة الثالثة: الهَرَم وما يترتب عليه من ضعف البدن، فتتكدر عافيته، ويضعُف بصره، وتتلاشى أطرافه، ويعجِز عن القيام فلا تحمله رجلاه، ولا يستطيع الحَراك، فنفى عنهم كل ذلك في الجنة: ((وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تهرموا أبدًا))؛ أي: ستظلون طوال عمركم شبابًا، لا يصيبكم كِبَرُ السِّنِّ. ففي الجنة: لا يتطرق إليهم الهرم، والهرم آفة وعلة لا دواء لها، ومهما حاول الإنسان أن يذهب إلى الأطباء، فلن يجدي عنه ذلك شيئًا. ■ الآفة الرابعة: أنه في الدنيا لا يدوم له صفو ولا نعيم، فهكذا هي الحياة، إن أضحكت قليلًا، أبكت كثيرًا، يوم فيه سرور ويعقُبه حزن، ويوم فيه فرح ويعقُبه عزاء، أما في الجنة فنعيم مقيم: ((وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا)). ولذلك فإن أهل الجنة لا ينامون؛ فقد جاء ذلك في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون))؛ لأن متعة النوم لا تكون إلا لمن يحتاج إليه من تعبٍ أو مرض، وأهل الجنة لا يجدون شيئًا من ذلك. وأما عن حقيقة نعيم الدنيا فهو نعيم زائل. ذكر ابن عبدالبر رحمه الله: "أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، صِفْ لنا الدنيا، قال: وما أصِفُ لك مِن دار مَن صحَّ فيها أمِن، ومَن سقِم فيها ندِم، ومن افتقر فيها حزِن، ومن استغنى فيها فُتِن، حلالها حساب، وحرامها عذاب". وعن علي بن أبى طالب رضي الله عنه أنه قال لعمَّار: "لا تحزن على الدنيا؛ فإن الدنيا ستة أشياء: مأكول ومشروب، وملبوس ومشموم، ومركوب ومنكوح؛ فأحسن طعامها العسل وهو بَزْقة ذبابة، وأكثر شرابها الماء يستوي فيه جميع الحيوان، وأفضل ملبوسها الدِّيباج وهو نَسْجُ دودة، وأفضل المشموم الْمِسْك وهو دمُ غزال، وأفضل المركوب الفرس وعليها يُقتَل الرجال، وأما المنكوح فالنساء وهو مَبَالٌ في مَبَالٍ". وتأمل إلى حال أول زمرة يدخلون الجنة، وما أعدَّه الله تعالى لهم من النعيم؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول زُمْرة تَلِج الجنة، صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصُقون فيها ولا يَمْتَخِطون ولا يتغوَّطون، آنيتُهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومَجَامِرُهم الأَلُوَّة، ورشْحُهمُ الْمِسْكُ، ولكل واحد منهم زوجتان يُرى مُخُّ سوقهما من وراء اللحم من الحُسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد، يسبِّحون الله بكرةً وعشيًّا)). وتأمل إلى نعيم آخر رجل يدخل الجنة، وما له من النعيم والْمُلك؛ في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لَأعلمُ آخر أهل النار خروجًا منها وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة: رجل يخرج من النار حبوًا، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيُخيَّل إليه أنها مَلْأى فيرجع، فيقول: يا ربِّ، وجدتُها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيُخيل إليه أنها ملأى فيرجع، فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة؛ فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي - أو تضحك بي - وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحِك حتى بَدَتْ نَوَاجِذُه فكان يقول: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة)). وفي رواية: ((قال الله: هو لك وعشرة أمثاله، قال: ثم يدخل بيته، فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا، وأحيانا لك، قال: فيقول: ما أُعطِيَ أحدٌ مثل ما أُعطيت)). وفي صحيح مسلم عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، مرفوعًا قال: ((سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلةً؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أُدخِل أهلُ الجنةِ الجنةَ، فيُقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخَذَاتِهم؟ فيُقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رَضِيتُ ربِّ، فيقول: لك ذلك، ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذَّت عينك، فيقول: رضيت رب، قال: رب، فأعلاهم منزلةً؟ قال: أولئك الذين أردتُ، غرستُ كرامتهم بيديَّ، وختمتُ عليها، فلم تَرَ عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ [السجدة: 17])). قال ابن القيم رحمه الله: يا سلعة الرحمن لستِ رخيصةً ![]() بل أنت غالية على الكسلانِ ![]() يا سلعة الرحمن ليس ينالها ![]() بالألف إلا واحد لا اثنانِ ![]() يا سلعة الرحمن ماذا كُفؤها ![]() إلا أولو التقوى مع الإيمان ![]() يا سلعة الرحمن سوقُكِ كاسد ![]() بين الأراذل سَفَلَةِ الحيوانِ ![]() يا سلعة الرحمن أين المشتري ![]() فلقد عُرضتِ بأيسر الأثمانِ ![]() يا سلعة الرحمن هل من خاطب ![]() فالمهر قبل الموت ذو إمكانِ ![]() يا سلعة الرحمن كيف تصبر ال ![]() خُطَّاب عنكِ وهم ذوو إيمانِ ![]() يا سلعة الرحمن لولا أنها ![]() حُجبت بكل مكاره الإنسانِ ![]() ما كان عنها قطُّ من متخلِّفٍ ![]() وتعطلت دار الجزاء الثاني ![]() لكنها حُجبت بكل كريهة ![]() ليصدَّ عنها المبطل المتواني ![]() وتنالها الهمم التي تسمو إلى ![]() رب العلا بمشيئة الرحمنِ ![]() نسأل الله العظيم أن يجعلنا من أهل الجنة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |