حق الجار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4987 - عددالزوار : 2106864 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4566 - عددالزوار : 1384293 )           »          إيران عدو تاريخي للعرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 284 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 1178 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 11722 )           »          إيقاظ الأفئدة بذكر النار الموقدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 299 )           »          علة حديث: (يخرج عُنُقٌ من النار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 284 )           »          علة حديث: (من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 293 )           »          الأنفصال العاطفي بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 309 )           »          مقاومة السمنة في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 302 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-10-2023, 02:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي حق الجار

حق الجار
الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم


الحمد لله الذي جعل القيام بحق الجار من أكمل الإيمان، وإكرامه من أرفع مراتب البر والإحسان، وأذيَّته من أسباب العقوبة والخِذلان، والصلاة والسلام على من قرَّر حقوق الجار أكمل تقرير، وحذَّر من أذيته أبلغ تحذير، صلى الله عليه وعلى آله أكرم الناس جوارًا، وصحابته أمنع الخلق ذمة وذمارًا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

الوصية بالتقوى:
أما بعد عباد الله:
فقد سبق أن تحدثت في عدد من الحقوق في إطار الأسرة: حق الزوجين، حق الوالدين، واليوم آتي إلى حق آخر مهمٍّ جدًّا؛ ألا وهو حق الجوار، ذلك الإنسان الذي جمعك معه موطن الإقامة، وربط بينك وبينه التصاق وقرب المنازل، لا بد لك منه ولا بد له منك؛ فوجبت عليك له حقوق ولك مثل ذلك، ومُنِعتَ من تصرفات تؤذيه، ومعاملات تكدر عليه، وكلام يجرح خاطره ويضيق صدره، فلا تكن مثل جار السوء الذي تعوَّذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة))[1].

وسيكون الحديث من منطلقات:
المنطلق الأول: قوله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36]، فانظر كيف قرن الله هذه الحقوق بحقه ومنها حق الجار، وقد وردت أحاديث كثيرة تؤكد هذا الحق؛ منها حديث ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم قالا: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه))[2].

وانظر كيف جمع بين الجيران؛ فالجار ذي القربى؛ أي من له قرابة نسب، والجار الجنب الذي لا يربطك به نسب، وقد قال العلماء: الجيران ثلاثة: جار مسلم ذو رحم، جار مسلم غير ذي رحم، وجار غير مسلم.

وحق الجار هنا هو الإحسان إليه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36]؛ أي: أن نحسن إلى الوالدين إحسانًا، ثم عطف بقية أصحاب الحقوق على ذلك، وكأنه قال: وأحسن إلى ذي القربى واليتامى والمساكين، والجار ذي القربى... وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى ذي القربى من مكملات الإيمان؛ حيث قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلْيُحسن إلى جاره))[3]، بل جعل الإحسان إليه وإكرامه شرطًا لكمال الإيمان؛ فقال: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره - أو قال لأخيه - ما يحب لنفسه))[4].

وهذا الإحسان شاملٌ لكل شيء؛ ومنه الإهداء إليه مما تحب، وإطعامه من الطعام الغريب أو الذي لا يُعمَل إلا نادرًا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذرٍّ: ((يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة، فأكْثِرْ ماءها وتعاهد جيرانك))[5]، ولتشارك في القليل والكثير، ولا تحتقر شيئًا أن تعطيه، كما أنه لا يحتقر شيئًا أن يقبله؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها، ولو فِرْسِنَ شاة))[6]، وهذا على أقل المراتب، وإلا فكلما جلَّ وكبر العطاء، كان أفضل وأجمل:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم = وتأتي على قدر الكرام المكارمُ

ويتأكد ذلك عند شدة حاجته؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن الذي يبيت شبعانَ، وجاره جائع إلى جنبه))[7].

وقد فصَّل العلماء الحقوق ووجوه الإحسان إلى الجار؛ فقال الإمام الغزالي رحمه الله: "وجملة حق الجار أن يبدأه بالسلام، ولا يطيل معه الكلام، ولا يكثر عن حاله السؤال، ويَعُوده في المرض، ويعزيه في المصيبة، ويقوم معه في العزاء، ويهنئه في الفرح، ويظهر الشركة في السرور معه، ويصفح عن زلَّاته، ولا يتطلع من السطح إلى عوراته، ولا يضايقه في وضع الجذع على جداره، ولا في مصب الماء في ميزابه، ولا في مطرح التراب في فنائه، ولا يضيق طرقه إلى الدار، ولا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره، ويستر ما ينكشف له من عوراته، وينعشه من صرعته إذا نابته نائبة، ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته، ولا يسمع عليه كلامًا، ويغض بصره عن حرمته، ولا يديم النظر إلى خادمته، ويتلطف بولده في كلمته، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه"[8].

المنطلق الثاني: كف الأذى عنه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذِ جاره))[9]، وأذية الجار أعظم من أذية غيره؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره، قال: فقال: ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرَّمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره))[10].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه؛ أي شروره))[11]، وعن أبي هريرة قال: ((قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة يُذكَر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يُذكَر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصدق بالأثْوارِ من الأقِط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في الجنة))[12].

[1] رواه ابن حبان 3/307، برقم 1033، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم 3943.

[2] رواه البخاري 5/2239، برقم 5668، ومسلم 4/2025، برقم 2625.

[3] رواه مسلم 1/ 69، برقم 48.

[4] رواه مسلم 1/ 67، برقم 45.

[5] رواه مسلم 4/ 2025، برقم 2625.

[6] متفق عليه؛ البخاري 2/ 907، برقم 2427، مسلم 2/ 417، برقم 1030.

[7] رواه الحاكم في المستدرك 2/ 15، برقم 2166، وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم: 5382.

[8] إحياء علوم الدين 2/ 213.

[9] رواه البخاري 5/ 1987، برقم 4890، مسلم 1/ 68، برقم 47.

[10] رواه أحمد 6/ 8، برقم 23905، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، رقم 2549.

[11] رواه البخاري 5/ 2240، برقم 5670، مسلم 1/ 68، برقم 46.

[12] رواه أحمد 2/ 440، برقم 9673، والحاكم، وقال: صحيح الإسناد 4/ 184، برقم 7305، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، رقم 2560.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.52 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]