|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة الحرم المكي – المكر السيئ: صوره وكيفية النجاة من عواقبه الفرقان في خطبة له بعنوان: (المكر السيئ: صوره وكيفية النجاة من عواقبه) بين الشيخ أسامة بن عبدالله الخياط (إمام المسجد الحرام) أنَّ صدقَ التعامُل وصفاء القلب، وتزكية النفس، وصواب المقصد، وسلامة الوسيلة، وصحة الغاية، كل أولئك من أظهر صفات المتقين من عباد الله، والصفوةِ من عباد الرحمن، الذين استضاءت قلوبهم بأنوار القرآن، وأشرقت نفوسهم بآياته وعظاته، فغَدَوْا -في ضياء القرآن وهَدْي النبوة- أشد الناس حبًّا لله، وأعظم الخَلْق حُبًّا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن لوازم ذلك كمال المحبة لِمَا يحبه الله ورسوله، وتمام البغض لِمَا يبغضه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم . المكر السيئ ممَّا أبغَضَه اللهُ -تعالى وإن ممَّا أبغَضَه اللهُ -تعالى- وكرهه رسولُه - صلى الله عليه وسلم - صفةَ المكر السيئ؛ وهو إخفاء الأذى، والسعي إلى إيصاله إلى مَنْ مُكِرَ به بكل سبيل، فكان سيئًا مكروهًا من صفات الأشرار، لا من صفات المؤمنين الأخيار، وكانت عاقبةُ أهله أن يحيط بهم جزاءُ مكرهم، ويرتدَّ عليهم سوءُ تدبيرهم، فيَنقُض اللهُ ما أبرموه، ويحبط الكيدَ الذي كادوه، ويبوؤون بالخزي والهزيمة، ويتجرَّعون غُصَص الحسرة والندامة، حين لا تنفع حسرةٌ ولا ندامةٌ، وفي هذا يقول -عزَّ من قائل في شأن المشركين المكذِّبين بآيات الله عَزَّ وَجَلَّ ورُسُلِه-: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}(فَاطِرٍ: 42-43).ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في معجمه الكبير، بإسناد حسن عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «مَنْ غشَّنا فليس منَّا، والمكرُ والخِداعُ في النَّارِ»؛ أي: مُفضٍ بصاحبه إلى الاصطلاء بالنار يوم القيامة. ثلاثٌ مَنْ فعَلَهنَّ لم يَنجُ ونُقل عن الإمام محمد بن كعب القرظي -رحمه الله- قوله: «ثلاثٌ مَنْ فعَلَهنَّ لم يَنجُ حتى يُنزَل به -أي: حتى يَنزِل به عاقبةُ ما فعل- مَنْ مكَر أو بغَى أو نكَث»، وتصديقها في كتاب الله قوله -سبحانه-: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}(فَاطِرٍ: 43)، وقوله: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}(يُونُسَ: 23)، وقوله: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ}(الْفَتْحِ: 10) الآياتِ، وإنَّ كلَّ خَصلة من هذه الخصال، مُؤذِنة لِمَنِ اتَّصف بواحدة منها بسوء المنقلب، وضلال السعي، وقُبح المصير، فكيف بمَن تلوَّث بأرجاسها جميعًا، فرضي لنفسه التردِّي في وَهْدَتِها، والسقوطَ في حمأتها.صور المكر السيئ الوقيعة بين الزوجين ما يفعله بعضُ الناس مِنْ دخول بين المرء وزوجه، بالوقيعة والفساد، فيَعمَل على قطع حبل الوُدِّ بينَهما، وتغيير قلب الزوجة على زوجها، بإغرائها بأن تَطلُب الطلاقَ من زوجها بدعوى أنَّه لا يَصلُح لها، وأنَّه لا يستحقها، وأنها لم تُخلَق له ولم يُخلَق لها، وليس عندَه ما يَحمِلُها على البقاء معَه، وأنَّ لها عليه إذا قَبِلت منه، وأجابَتْه إلى ما أراد أن يُسارِعَ إلى الزواج منها فورَ انتهاء عِدَّتها من زوجها، مع ما يَعِدُها ويُمنِّيها به من خفض عيش، وحياة مترَفة مرفَّهة تنتظرها في كَنَفه، مهتَبِلًا فرصةَ وجودِ خلافٍ بين الزوجين، لا يكاد يَسلَم منه بيتٌ، ولا تَخلُو منه أسرةٌ، ضاربًا عُرضَ الحائط، بكل قواعد المروءة ومكارم الأخلاق، وشِيَم النبلاء، بسعيه إلى هدمِ أسرةٍ، وفضِّ اجتماعٍ، وتشريدِ أولادٍ، غافلًا أو غيرَ آبهٍ بالوعيد الزاجر لِمَنْ فعَل هذا العملَ المرذولَ، وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح واللفظُ له، وابنُ حبانَ في صحيحه، من حديث بُرَيدَةَ - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ حَلَفَ على الأمانَةِ فليس منَّا، ومَنْ خَبَّبَ على امرئٍ زوجتَهُ، -أي: أفسدها عليه- فليس مِنَّا». وفي سنن النسائي، وصحيح ابن حبان بإسناد صحيح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَنْ أَفْسَدَ امرأةً على زَوْجِها فَليسَ مِنَّا».الخداع في الزواج خداع الناس في التجارة الكيد للآخر لزوال النعمة صور متعددة كيفية النجاة من المكر السيئ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |