العفو والتسامح فضيلة ومكرمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130158 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370069 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-09-2023, 11:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,819
الدولة : Egypt
افتراضي العفو والتسامح فضيلة ومكرمة

العفو والتسامح فضيلة ومكرمة

معاشر المؤمنين، العفو والتسامح خلقٌ رفيعٌ، وخصلةٌ سامية، وفعلٌ كريم، امتدح الله فاعله وعدَّه من المحسنين، فقال سبحانه: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

وقال تعالى ترغيبًا في ثواب العفو والتسامح {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40]، وقال سبحانه مستحثًّا عباده لفضيلة العفو: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22].

سمِعها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بعد أن أقسم ألا ينفق على مِسْطح حين خاض في عرض عائشة رضي الله عنها، فقال رضي الله عنه: "بلى والله إني أُحب أن يغفر الله لي"، وأرجَع إلى مسطحٍ النفقة التي كان يُنفقها عليه.

دَخَلَ عُيَيْنَةُ بنُ حصن على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد أن استأذن له ابنُ أخيه الحرّ بن قيس، فلما دخل قالَ: يا بْنَ الخَطَّابِ، واللَّهِ ما تُعْطِينَا الجَزْلَ، وما تَحْكُمُ بيْنَنَا بالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ، حتَّى هَمَّ بأَنْ يَقَعَ به، فَقالَ الحُرُّ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} لار ﴾ [الأعراف: 199]، وإنَّ هذا مِنَ الجَاهِلِينَ، فَوَاللَّهِ ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عليه، وكانَ وقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ؛ (البخاري ومسلم).

معاشر المؤمنين، بالعفو والتسامح يسود الوئام وتتمكَّن المحبَّة والمودَّة بين المسلمين، وتوصدُ أبوابُ الشقاق والفرقة، قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ».

ولأجل ذلك سعى الإسلام لمنع أسبابِ التباغُض والتدابُر، فقال صلى الله عليه وسلم: «لا يبع بعضُكم على بيع بعض، ولا يسمْ على سومه»؛ (مسلم).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يخطِب الرجلُ على خِطبة أخيه حتى ينكح أو يترك"؛ (متفق عليه).


معاشر المؤمنين، يستكبرُ البعضُ عن العفو والتسامح ظنًّا منه أن في العفوِ والتسامحِ منقصة ومذلة له؛ ولذلك صحَّح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذا الخلَلَ في الفَهْم، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ لله إلا رفعه الله».

تلك هي الموازين الربانية عباد الله التي ينبغي للمؤمنين أن يبنوا حياتهم ويُؤسِّسوا علاقاتهم عليها، ليعيشوا بها الحياة الطيبة في الدنيا، ويسعدوا السعادة الأبدية في الآخرة {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

هذا هو التسامح المحمود والمرغب فيه عباد الله ولكن هناك تسامحٌ مذمومٌ ومرفوضٌ، وهو ما سنعرفه بإذن الله في الخطبة القادمة.
__________________________________________________ __
الكاتب: يحيى سليمان العقيلي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.16 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]