موعظة وذكرى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1215 - عددالزوار : 134325 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5433 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8159 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-09-2023, 03:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,951
الدولة : Egypt
افتراضي موعظة وذكرى

موعظة وذكرى
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

الحمدُ لله الرحيم التواب، يحيي ويميت وإليه المآب، جعل الدنيا دار عمل واكتساب، والآخرة دار جزاء وثواب، أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمه، وترادف مِننه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، اتقوه حقَّ تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعلموا أن كل حي مصيره للفناء، وكل ما على الأرض كائن للتراب: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 26، 27].

والعمر أنفاس محدودة، وأيام معدودة، وكلنا يعلم ذلك، ولكن حب الدنيا، قد استولى على النفوس، وران على القلوب طولُ الأمل، فقسَت القلوب عن التأثر بالمواعظ، وأعرَضت النفوس عن الناصح والواعظ، فلا تلين عند تذكير ووعيدٍ، ولا تتأثر من تخويف وتهديد، كأنها من طول الأمل سكارى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ [الأنبياء: 1، 2].

إنه يوم عظيم ما أطوله، وحساب ما أدقه، وهول ما أعظمه: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا * يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا [المعارج: 6 - 10]، ﴿يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا [النبأ: 40]، ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس: 34 - 37].

وما أسوأ حال المعرضين عن طاعة ربهم، وما أشد أسفهم حينما يتساءل المؤمنون وهم في نعيمهم، وينادون المجرمين وهم في جحيمهم، يقولون لهم توبيخًا وتقريعًا: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ [المدثر: 42 - 47].

وما أعظمها من خسارة، وما أشدها من حسرة وندامة أولئك: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر: 15]، ﴿ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ [التغابن: 9]، ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء: 88، 89].

أما آن للعاقل أن يعود إلى ربه، ويصلح حاله قبل ارتحاله؟ أما آن لك أن تتوب إلى ربك من سوء ذنبك؟ وتستغفره من قبيح فعلك قبل أن يغلق عنك باب التوبة؟ فلا يبقى لك سوى الحسرة والندامة؟ أما آن لكل أحد أن يعي معاتبة ربه لعباده: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد: 16].

ألا فبادروا بالتوبة النصوح، والرجوع إلى ربكم بقلوب ملؤها الندم على ما فرَّط ومضى من سيئ الأعمال، والعزم على استدراك ما فات من التفريط والإهمال، وعدم العودة إلى ما سلف وكان، فوالله ما ليلة تمر أو يوم يذهب، إلا تُخترم فيه أجساد سليمة، وأبدان صحيحة تَم أجلُها، وخذوا بوصية أصدق الخلق، وأنصحهم؛ إذ يقول لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخُذْ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك".

فأكثِروا من ذكر هادم اللذات، ومفرِّق الجماعات، فإن ذكر الموت نعم العون على الاستعداد، والتزود للمعاد، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [فاطر: 5]، فعما قريب تلاقون ربَّكم كما بدأكم أول مرة، وتُعرضون للحساب على مثقال الذرة، فينظر أحدكم أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وأشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فأمامكم يوم عظيم، يشيب لهوله الوليد، يخاف منه أهل الطاعة، فكيف بأهل التفريط والإضاعة!

أين من كان قبلكم في الأيام الخالية، رحلوا إلى القبور، وتركوا فسيح القصور، وقلَّ والله بقاؤنا بعدهم، هذه دُورهم فيها سواهم، وهذا صديقهم قد نسِيهم وجفاهم، لقد صاروا عبرة للمعتبرين، ونحن إلى ما صاروا إليه صائرون، فيفوز المتقون، ويخسر الغافلون: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ [الشعراء: 227].

جعلني الله وإياكم من المنتفعين بالوعظ والتذكير، ونبَّهنا من رقدة الغافلين، ونفعني وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم..

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى، وتوبوا إليه وأطيعوه وتداركوا رضاه، واستدركوا عمرًا ضيعتم أوله، ولا تضمنون عمل الخير في آخره، فرحم الله عبدًا اغتنم أيامه ولياليه، وبادر بالتوبة والإنابة قبل طي الكتاب على ما فيه، وأخذ نصيبه من الباقيات الصالحات قبل أن يتمنى ساعة واحدة من ساعات الحياة، واغتنم أوقاته فيها، فقدَّم لنفسه ما يكون له ذخرا عند ربه، وفرجًا له اشتداد كربه، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق: 37].

اللهم إنا أسألك إيمانا كاملًا، ويقينًا صادقًا، ورزقًا واسعًا، وقلبًا خاشعًا، ولسانًا ذاكرًا، وتوبة نصوحًا، وتوبة قبل الموت، وبرد العيش بعد الموت، وعفوًا عند الحساب، والفوز بالجنة والنجاة من النار يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفِّق خادم الحرمين الشريفين ووليَّ عهده لما تحب وترضى، اللهم أعذْنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]