الاعتبار بحر الصيف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311351 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041929 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132005 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-08-2023, 05:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي الاعتبار بحر الصيف

الاعتبار بحر الصيف
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت


عناصر الخطبة:
العبرة الأولى: إدراك ضعف هذا الإنسان.

العبرة الثانية: تذكر دنو الشمس من الخلائق يوم الحشر.

العبرة الثالثة: تفكر حر جهنم.

العبرة الرابعة: شكر الله على نعم وسائل التبريد.


الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌حَقَّ ‌تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ‌نَفْسٍ ‌وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا ‌قَوْلًا ‌سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71]،أما بعد:
ارتفعت درجة الحرارة هذه الأيام في عز الصيف، ويقول المغاربة في أمثالهم: (اللي جاء فوقتو ما يتلام = من حل في إبانه لا يلام)، وكثيرًا ما نسمع الناس في محادثاتهم يشتكون من الحرارة، ويسأل بعضهم بعضًا عبر الهاتف عن الحرارة في بلده، وأصبحوا متابعين أوفياء للنشرات الجوية لترقب نزول الحرارة أو ارتفاعها، وبعض هذا الاهتمام ناتجٌ عن الفراغ الذي أصبحنا نعيش فيه، فكان لزامًا تبصير المؤمنين بالعبر والدروس التي ينبغي استفادتها من ارتفاع درجات الحرارة، ومن ذلك:
العبرة الأولى: إدراك ضعف هذا الإنسان:
إذا ارتفعت درجة الحرارة قليلًا اشتكينا، وفي الشتاء إذا نزلت اشتكينا، وهذا إخواني يدل على ضعف هذا الإنسان، وحاجته الدائمة إلى ربه، قال تعالى: ﴿ وَخُلِقَ ‌الْإنسان ‌ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28]، وفي بيان ضعف هذا الإنسان الذي يعبد مع الله غيره، ويتمرد على شرعه، وفي بيان ضعف المعبودات التي يعبدها، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ ‌ضُرِبَ ‌مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 73-74].

العبرة الثانية: تذكر دنو الشمس من الخلائق يوم الحشر:
يقول علماء الفلك: إن درجة حرارة الشمس في مركزها تبلغ 15 مليون درجة مئوية، وهي تبعد عن الأرض بحوالي 150 مليون كيلو متر، ويستغرق ضوؤها للوصول إلينا ثماني دقائق، ومع هذا نشتكي من حرها، مع العلم أن ما يصل إلى الأرض من حرارة ما هو إلا المناسب للحياة، فلو تحركت الشمس قليلًا باتجاه الأرض؛ لانقرضت الحياة، واحترقت الأرض، ولو بعدت قليلًا؛ لتجمد كل شيء، ولكن سبحان الله الذي خلق كل شيء بميزان! قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ‌لَا ‌تَسْجُدُوا ‌لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [فصلت: 37].

لماذا ذكرت هذه المعلومات عن الشمس؟ لتعلموا أنها هي ذاتها التي نشتكي من حرها في الدنيا، يوم القيامة ستدنو من رؤوس الخلائق، قال صلى الله عليه وسلم: ((تُدْنى الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل... فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا))[1]. فالسلامة من العرق الذي تسببه يكون بالعمل الصالح.

العبرة الثالثة: تفكر حر جهنم:
لعلك إذا قربت يدك من النار تبعدها بسرعة دون وعي منك؛ خوفًا من الاحتراق، فهل يمكن مقارنتها بنار جهنم؟ قال تعالى: ﴿ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ‌لَوْ ‌كَانُوا ‌يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81]،وقال صلى الله عليه وسلم: ((ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءًا من حر جهنم))[2]، وإذا اشتدت حرارة الشمس نتذكر بها حرارة جهنم، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة))[3]؛ والمقصود: صلاة الظهر؛ أي: أخروا إلى أن يبرد الوقت[4]، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: ((اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب، أكل بعضي بعضًا، فجعل لها نفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها))[5].

العبرة الرابعة: شكر الله على نعم وسائل التبريد:
هل فكرنا يومًا أن نشكر الله على نعمة المكيفات العصرية التي توجد عند البعض في منازلهم، وفي بعض المساجد، وفي بعض السيارات؟ ومن افتقدها أحس بها حينما يدخل إلى مؤسسة إدارية أو أسواق ممتازة بها مكيفات. وهل فكرنا يومًا أن نشكر الله على هذه المراوح المعلقة في المساجد، وتوجد لدى الكثير منا في منازلهم، هل شكرنا الله على نظام التبريد في وسائل النقل عمومًا؛ إذ لولاها لاحترقت، وما استطعنا إكمال المسير؟ وهل شكرنا الله على وسائل التبريد لحفظ المواد الغذائية والأدوية وغيرها؟ لست أقصد الدخول في جزئيات النعم فهذا غير مقدور عليه، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا ‌نِعْمَةَ ‌اللَّهِ ‌لَا ‌تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]؛ وإنما علينا أن نكثر من الحمد والشكر للنعم التي أولانا الله إياها، ما علمناه منها وما جهلناه.

وختامًا: إن كانت لدينا في الدنيا وسائل لدفع حرارة الصيف؛ فلنتذكر حرارة الموت وسكرته، ولنتذكر ظلمة القبر وحرارته، ولنتذكر دنو الشمس من رؤوس الخلائق وحرارتها، ولنتذكر حرارة جهنم، فليس هناك من مبردات لما ذكرنا إلا بطاعة الله، وطاعة رسوله، والإكثار من العمل الصالح.

فاللهم إنا نعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، آمين. (تتمة الدعاء).

[1] رواه مسلم برقم: 2864.

[2] رواه مسلم برقم: 2843.

[3] رواه البخاري برقم: 539.

[4] شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك: 1/ 109.

[5] رواه ابن ماجه برقم: 4319. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 1457.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.28 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]