بيان من الإخوان المسلمين حول تطورات الأوضاع في فلسطين السليبة

[محبه للجنه]

يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)﴾ (الحجرات).

إن الإخوان المسلمين الذين لم ينقطع اهتمامهم وتفاعلهم المستمر مع القضية الفلسطينية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، قد هالهم ما حدث خلال الشهور الماضية في غزة بين فصيلٍ من فتح وحماس، وبذلوا الكثيرَ من الاتصالات والجهود لرأب الصدع وتعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية وحقن الدماء التي يجب ألا تُراق إلا في ساحة المعارك مع العدو المحتل والمغتصب للأرض والمُنتهِك للمقدسات الإسلامية والمسيحية.

إننا نطالب الجميع داخل وخارج فلسطين، باحترام إرادة الشعب الفلسطيني والشرعية التي منحها لكلٍّ من رئيس السلطة والمجلس التشريعي المنتخبين في انتخابات حرة وديمقراطية وتفعيل اتفاق مكة المكرمة الذي حاول البعض تخريبه وإفشاله وإحياء الحوار الوطني الفلسطيني بين جميع الفصائل والقوى الفلسطينية لتجنب تكرار ما حدث واحترام التضحيات الغالية التي قدمتها الأجيال من أجل تحرير أرض فلسطين المباركة وإقامة دولة الشعب الفلسطيني الحرة المستقلة ذات السيادة، ومقاومة الاحتلال الغاشم بكل صور المقاومة.

إننا اليوم أحوج ما نكون إلى إحياء قضية فلسطين في نفوسنا وإعادة الاعتبار إلى أصل القضية؛ وهو الاحتلال الجاثم على صدور الشعب الفلسطيني، وحشد كل الجهود للوقوف ضد هذا الاحتلال الاستيطاني والقوى الداعمة له والراعية له، وتوحيد الصفوف وتطهير النفوس، وتأليف القلوب من أجل تغليب لغة الحوار التي دائمًا ما ننادي بها والعودة إليها كي يتحقق النصر.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)﴾ (الأنفال).

وإننا نرفض بكل قوة أية محاولات لتقسيم وتجزئة الشعب الفلسطيني وأرضه ونرفض بكل حزمٍ كل المساعي الخبيثة الرامية لمزيدٍ من الحصار على هذا الشعب الصامد البطل، وندعو الحكومات والشعوب العربية والإسلامية جميعًا والقوى الشعبية في كل العالم الحر إلى دعم صمود هذا الشعب لاجتياز محنته الأخيرة، كما ندعو إلى تدفق المعونات على كل مناطق وأبناء فلسطين، ونُدين بكل شدة الإجراءات الصهيونية المدعومة من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي التي ترمي إلى تمزيق فلسطين وبث الفرقة بين أبنائها وتجويع شعبها، ونُحذِّر من هذا السلوك اللاإنساني والإجرامي وغير الآدمي الذي قد يؤدي إلى مزيدٍ من الاحتقان والغضب في كلِّ البلاد العربية والإسلامية ويهدد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة العربية والإسلامية بل في العالم أجمع.

الإخوان المسلمون