|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() { يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له } د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾ [الحج: 73] الحمدُ للهِ الجبارِ، مكورِ النهارِ على الليلِ ومكورِ الليلِ على النهارِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ الواحدُ القهارُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلهِ وصحبِه المهاجرين والأنصارِ؛ أما بعدُ: فـ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. أيها المؤمنون، أمثالُ القرآنِ من متينِ العلمِ الذي لا يَعقلُه إلا العالِمون؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43]، وذلك لما حَوتْه تلك الأمثالُ من جزالةِ العلمِ بالحقائقِ الكبرى التي تَعْظُمُ حاجةُ الأفرادِ والأممِ والشعوبِ والدولِ إلى إدراكِها، وإبرازِها بالمثالِ المحسوسِ الذي يُجسدُ المعانيَ العظيمةَ بالواقعِ المشاهدِ؛ لأجلِ تقريبِها للأفهامِ، وتجليتِها في الأذهانِ، فيُلْحَقُ النظيرُ بالنظيرِ وإنِ اختلفتِ الصورُ والأسماءُ ما دامتِ الحقيقةُ واحدةً، وثَم مَثَلٌ قرآني فريدٌ لم يُصَدرْ مَثَلٌ في القرآنِ بمِثْلِ ما صُدرَ به هذا المَثَلُ من عمومِ النداءِ واسترعاءِ أذهانِ المخاطبين لاستماعِه، بأصح برهانٍ، وأبلغِ بيانٍ، سالمٍ من الغموضِ والنقصِ والتطويلِ، بالغٍ في الحُسنِ والفصاحةِ والإيجازِ ما لا يَتوهمُ متوهمٌ ولا يَظن ظانٌّ أنْ يكونَ أبلغَ في معناه منه، وتحتَه من المعنى الجليلِ القدْرَ العظيمِ الشرفَ البالغِ في النفعِ ما هو أجل؛ يقول اللهُ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 73، 74]. استهلالٌ بخطابٍ رباني للناسِ أجمعَ - مؤمنِهم وكافرِهم - ليزدادَ المؤمنُ ثباتًا وبصيرةً، ولتقومَ على الكافرِ الحجةُ ولعله يرجعُ، بأن اللهَ جل شأنُه قد جعلَ شَبَهًا حاكيًا وهاءَ حالِ المشركين، ومبينًا حقيقةَ ما يعبدونَه من دونِ اللهِ وإنْ بَدَا عظيمًا في نظرِ المشركين وأُطْلِقَ عليه من ألقابِ التفخيمِ وحِيطَ بهالةِ الإعلامِ الخالبِ وكان له من دَهْمَاءِ الأتباعِ وذَويِ المصالحِ جمعٌ غفيرٌ، وأَمَرَ العبادَ كلهم بإحضارِ قلوبِهم عند استماعِه والإنصاتِ له لمسيسِ حاجتِهم إليه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾ [الحج: 73]، استماعَ إنصاتٍ وتدبرٍ وتفكُّرٍ وتفهُّمٍ في لفظِ المَثَلِ وما حواه من دلالةٍ؛ ليحصلَ بضربِه غرضُ الاعتبارِ. عبادَ اللهِ، إن نداءَ اللهِ الناسَ أجمعَ، واستنصاتَهم لاستماعِ مَثَلِ الذبابِ، لَيُؤكدُ عمومَ حقيقةِ هذا المَثَلِ الذي يَصْدُقُ على كل معبودٍ من دونِ اللهِ؛ جَلَّ أو حَقُرَ، كَبُرَ أو صَغُرَ، طالَ أو قَصُرَ، من مخلوقٍ أو جمادٍ أو كيانٍ أو قِيمٍ، أو أوضاعٍ أضْفى عابدوها عليها خِلْعةَ الألوهيةِ بصرْفِ حق من حقوقِ العبادةِ الخالصِ للهِ لها؛ من دعاءٍ، أو تعلقٍ، أو توكُّلٍ، أو محبةٍ، أو تعظيمٍ، أو خوفٍ، أو تشريعٍ، أو اعتقادِ تصرفٍ في الكونِ والأقدارِ والأرزاقِ، أو علمٍ بالغيبِ، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ [الأعراف: 194]؛ لِيُبينَ للناسِ مقدارَ ضَعْفِها، وأنها لا تغني عنهم من اللهِ شيئًا، وذلك في تحدٍّ رباني مقدارُه الزمنُ كله حتى يَفنى الوجودُ، وميدانُه ذبابةٌ صارتْ ضرْبَ المَثَلِ في الاستقذارِ والمهانةِ والاحتقارِ حتى في مُسماها الذي يحملُ في معانيه الذب وهو الطردُ كلما أقبلَ، والمُتحَدى عالَمُ الشركِ كله بقَضه وقَضِيضِيه وكياناتِه ودولِه وعلومِه ومخترعاتِه ومختبراتِه وتكنولوجياتِه، وآلهتِه التي تُدعى من دونِ اللهِ، والتحدي معهم في موضعيْن فقطْ من شأنِ الذبابِ المُحتقَرِ، تُدُرجَ معهم بالأعلى فالأدنى، فالتحدي الأولُ في إنشاءِ خلْقِ الذبابِ، ولو ذبابةٍ واحدةٍ؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾ [الحج: 73]، وكان بعضُهم لبعضٍ ظهيرًا؛ كل مَن تَدْعون من دونِ اللهِ مِن آلهةٍ مُدعاةٍ، تَستنصرونَ بها من دونِ اللهِ، وتستعينونَ بقوتِها، وتَطلبونَ منها النصرَ والجاهَ، كلهم ﴿ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾، والذبابُ صغيرٌ حقيرٌ؛ ولكن هؤلاءِ الذين يَدعونَهم آلهةً لا يَقْدِرُونَ - ولو اجتمعوا وتساندوا - على خلْقِ هذا الذبابِ الصغيرِ الحقيرِ، وخلْقُ الذبابِ مستحيلٌ كخلْقِ الجملِ والفيلِ؛ لأن الذبابَ يحتوي على ذلك السر المُعجِزِ، الروُحِ سِر الحياةِ، فيستوي في استحالةِ خلْقِه مع الجملِ والفيلِ، ولكن الأسلوبَ القرآني المُعجِزَ يَختارُ الذبابَ الصغيرَ الحقيرَ؛ لأن العجزَ عن خلْقِه يُلقي في حِس المتدبرِ ظِل الضعْفِ أكثرَ مما يُلقيه العجزُ عن خلْقِ الجملِ والفيلِ، دونَ أنْ يُخِل هذا بالحقيقةِ في التعبيرِ، وهذا من بدائعِ الأسلوبِ القرآني العجيبِ، وقد تحدَّاهمُ اللهُ أجمعَ بخلْقِ ما هو أصغرُ من الذبابِ؛ ذَرةٍ، أو شَعِيرةٍ، أو حَبةٍ فيها مادةُ الحياةِ؛ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قال اللهُ -تَعَالَى-: وَمَنْ أظْلَمُ مِمنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا ذَرةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبةً، أوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً"؛ رواه البخاري ومسلمٌ. وما ذاك إلا أن صفةَ الخلْقِ من أخص صفاتِ الربوبيةِ، فلا يَستحِق العبادةَ إلا مَن هو قادرٌ على الخلْقِ، ومن هنا اشتد الوعيدُ على المصورينَ الذين يَرسمونَ ذواتِ الأرواحِ ويَنْحِتُونَها حين كان فيها مشابهةٌ لخلْقِ اللهِ؛ قالت عائشةُ رضيَ اللهُ عنها: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من سَفَرٍ، وَقَدْ سَتَرْتُ بِقِرَامٍ (أيْ: ثوبٍ يُتخذُ سُترةً) لِي عَلَى سَهْوَةٍ (أيْ: رف) لِي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَما رَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هَتَكَهُ (أيْ: قَطَعَهُ)، وَقَالَ: "أَشَد الناسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ الله"؛ رواه البخاري ومسلمٌ. عبادَ اللهِ، لَما استبانَ عجزُ أهلِ الإشراكِ عن خلْقِ ذبابةٍ واحدةٍ انتقلَ معهمُ القرآنُ في تحدِّيه لهم في شأنٍ أقل من هذا بكثيرٍ؛ لِيخطوَ خطوةً أوسعَ في إبرازِ الضعْفِ المُزْرِي، وذلك في وصفِ عجزِهم حين يَهجمُ الذبابُ عليهم، فينالُ منهم شيئًا ضئيلًا مما يَعْلَقُ بقوائمِه أو جناحِه أو خرطومِه أو قَرْصِه، فلا يستطيعونَ تخليصَه منه واستنقاذَه ولو اجتمعوا عليه، وابتكروا من المخترعاتِ ما ابتكروه، ﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ﴾ [الحج: 73]، قَالَ ابْنُ عَباسٍ رضي الله عنهما: "كَانُوا يَطْلُونَ أَصْنَامَهُمْ بِالزعْفَرَانِ، فَتَجِف، فَيَأْتِي (أي: الذبابُ)، فَيَخْتَلِسُهُ"، وَقَالَ السدي: "كَانُوا يَجْعَلُونَ لِلْأَصْنَامِ طَعَامًا، فَيَقَعُ عَلَيْهِ الذبَابُ فَيَأْكُلُهُ"، وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: "كَانُوا يُحَلونَ الْأَصْنَامَ بِالْيَوَاقِيتِ وَاللآلِئِ وَأَنْوَاعِ الْجَوَاهِرِ، وَيُطَيبُونَهَا بِأَلْوَانِ الطيب فربما يسقط مِنْهَا وَاحِدَةٌ، فَيَأْخُذُهَا طَائِرٌ أَوْ ذُبَابٌ فَلَا تَقْدِرُ الْآلِهَةُ عَلَى اسْتِرْدَادِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْه ﴾". هكذا يُسْفِرُ المَثَلُ بِجَلاءٍ عن ضَعفِ كل معبودٍ سوى اللهِ كائنًا مَن كانَ، وأنه لا يُغني عن عابديه شيئًا؛ إذ كان لا يملكُ خلْقَ ذبابةٍ أو استنقاذَ ما سلبَتْهُ من طعامِه ومتاعِه، وهكذا يُجَلي ذاك المَثَلُ سُخْفَ عقولِ المشركين حين ساووا مع اللهِ غيرَه، وجعلوه نِدًّا يُعْبَدُ من دونِ اللهِ، فاشتركَ أهلُ الشركِ - عابدُهم ومعبودُهم - في سِمَةِ الضعْفِ التي لا يَنفك منها مخلوقٌ؛ إذ عجزوا عن خلْقِ ذبابةٍ أو استخلاصِ سَلْبِها، فضَعُفَ الطالِبُ المشرِكُ، وضَعُفَ مَطْلُوبُه الذي يَعبدُه كما ضَعُفَ الذبابُ؛ قال بعضُ السلفِ: "خلقَ اللهُ تَعَالَى الذبَاب لِيذل بِهِ الْجَبَابِرَةَ". وأعْجزَهم ذبابٌ في نشوءٍ ![]() وباؤوا بالخسارِ وبالتَّبابِ ![]() وهاءُ الشركِ أضحى في جلاءٍ ![]() برد هَباءةٍ من فِي ذُبَابِ ![]() الخطبة الثانية الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، أما بعدُ، فاعلموا أن أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ...أيها المؤمنون، إن عقْلَ مَثَل الذبابِ واستحضارَه وإذاعتَه في الآفاقِ، من ألزمِ ما يجبُ العنايةُ والاشتغالُ به؛ إذ به تكونُ تصفيةُ التوحيدِ وحَسْمُ وسائلِ الشركِ، واجْتثاثُ أصلِه من القلبِ، ولا سيما في ظل طُغيانِ المادةِ والعلمِ والآلةِ ورُهابِ التقنيةِ وسُعارِ ثروةِ المالِ والرأسماليةِ، وانتشارِ الخُرافةِ والتعلقِ بالمحسوساتِ وضَعْفِ اليقينِ والتزهيدِ في شأنِ التوحيدِ وتعلمِه؛ قال ابنُ القيمِ: "حَقِيقٌ عَلَى كُل عَبْدٍ أَنْ يَسْتَمِعَ قَلْبُهُ لِهَذَا الْمَثَلِ، وَيَتَدَبرَهُ حَقَّ تَدَبرِهِ، فَإِنهُ يَقْطَعُ مَوَاد الشرْكِ مِنْ قَلْبِهِ". وبعقْلِ العبدِ هذا المثلَ العظيمَ يكونُ إقدارُه ربه حق قدْرِه، وتعظيمُه حق التعظيمِ، وإخلاصُ العملِ له وحدَه؛ كما عقبَ اللهُ ذلك المَثَلَ بقولِه: ﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 74]، وذلك بيقينِ العبدِ عينَ اليقينِ استحقاقَ مولاه جل وعلا العبوديةَ وانفرادَه بالألوهيةِ، وأن ما يُعبد مِن دونِه دُونٌ ضعيفٌ بالغُ الضعفِ لا يَملكُ من الحوْلِ ما يَخلقُ به ذبابةً أو يَستنقذُ ما سلبتْهُ منه! عبادَ اللهِ، إن استحضارَ مشهدِ اجتماعِ أممِ الشركِ ودولِه على مَر العصورِ محشودةً على صعيدٍ واحدٍ، وقد جَلبوا ما قدِروا عليه من آلةٍ ونظمٍ ومالٍ وإعلامٍ وجندٍ وأعوانٍ، وأتوا صفًا واحدًا وهم يُحاولونَ استنقاذَ هباءةٍ من ذبابةٍ مُحتقرَةٍ، فأعياهمُ ذلك الاستنقاذُ، وكان نصيبُهم من ذلك الخيبةَ والعجزَ، وعادوا بأذيالِ الهزيمةِ. إن دوامِ استحضارِ ذلك المشهدِ يحمِلُ المرءَ على الحياءِ مِن أنْ يُعلقَ قلبَه على عَجَزَةٍ مهازيلَ، أو يكونَ لهم من عبادتِه نصيبٌ، أو يُؤثِرَ رضاهم على رضا خالقِه، وهذا حالُهم مع ذبابةٍ سلبتْهم هَباءةً وهم مجتمعون، فكيف بعظائمِ الأمورِ، وتفريجِ الكروبِ، وهم منفردون؟! تحدَّى الربُّ مَن حادُوا وضلُّوا ![]() وعن دربِ التقى والحق زَلُّوا ![]() بأضعفِ خلْقِه أنْ يخلقوه ![]() وإنْ جمَعوا لذلك واستدلُّوا ![]() ذُبابًا أتقنَ الرحمنُ صُنْعًا ![]() فإنْ يَسْلبْهُموا شيئًا أُذِلُّوا ![]() تبارك ربنا مَلِكُ البرايا ![]() وذَل الشركُ والفُجارُ ذَلوا ![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |