علم مبهمات القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ليس ترفا..! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 64073 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 207 - عددالزوار : 125059 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 229 - عددالزوار : 146886 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 25240 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 24446 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4617 - عددالزوار : 1470001 )           »          (وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          من أعظم ما يُفسد العلاقة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          من فوائد غضِّ البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-08-2023, 09:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,496
الدولة : Egypt
افتراضي علم مبهمات القرآن

علم مبهمات القرآن
عطاءات العلم



تمهيد:
علم مبهمات القرآن[1] [2] بيان ما خفي اسمه أو رسمه أو وصفه أو زمانه أو مكانه، ونحو ذلك مما خفيت آثاره، أو جهلت أحواله لسبب من الأسباب الجلية أو الخفية، سواءً احتاج المكلفون إلى معرفته، بالبحث عن الوسائل التي تزيل خفاءه، وتدفع إشكاله، أم لم يحتاجوا إلى ذلك[3] [4]، والمبهمات في القرآن نوعان[5]، نوع ضرب الله عن ذكره صفحًا لعدم تعلق التكليف به؛ لخلوه من الفائدة، ونوع أبهمه الله لأسباب كثيرة، وقد تتبع الإمام السيوطي هذه المبهمات في القرآن، فصنفها إلى مبهمات في أفراد الإنسان والملائكة والجان والأقوام والقبائل والحيوان والأمكنة والأزمنة، وما إلى ذلك[6].

التعريف الإفرادي:
العلم لغةً:الـــ(ع، ل، م)، أصل صحيح، يدل على أثرٍ بالشيء يتميز به عن غيره، ومن ذلك العلامة وهي معروفة، يقال علمت علمًا وعلامة، والعَلَم الراية، والجمع أعلام، والعِلم نقيض الجهل، ويراد به المعرفة، وسمي علمًا لأنه يَهتدي بها العالم إلى ما قد جهله الناس، فهو كالعَلَم المنصوب بالطريق[7][8].

العلم اصطلاحًا: هو العلم بالشيء على حقيقته، قال تعالى: ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا[9][10][11][12].

المبهم لغةً: ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسًا، وعلى الفهم إن كان معقولًا، والمبهم من الأشياء: الخالص الذي لا شيء فيه تميزه، والمبهم من الأجسام: المصمت، ومن الكلام: الغامض الذي لا يتحدد المقصود منه، والمبهم من الظروف: ما ليس له حدود تحصره[13] [14].

المبهم اصطلاحًا:ما انغلقَ من الكلامِ، وكان يحتاجُ إلى بيانٍ لفتحِ انغلاقِه[15] [16].

القرآن لغةً:مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآنًا[17]، واتفق العلماء أن لفظ القرآن اسم وليس فعل ولا حرف، وشأنه شأن الأسماء في العربية، إما أن يكون جامدًا أو مشتقًا[18].


القرآن اصطلاحًا: هو كلام الله المعجز [19]، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته [20].


التعريف المركب:
علم مبهمات القرآن[21] [22]: هو بيان ما خفي اسمه أو رسمه أو وصفه أو زمانه أو مكانه، ونحو ذلك مما خفيت آثاره، أو جهلت أحواله لسبب من الأسباب الجلية أو الخفية، سواءً احتاج المكلفون إلى معرفته، بالبحث عن الوسائل التي تزيل خفاءه، وتدفع إشكاله، أم لم يحتاجوا إلى ذلك[23] [24].

أنواع المبهم في القرآن:
المبهمات في القرآن على الجملة نوعان [25]:
1) نوع ضرب الله عن ذكره صفحًا لعدم تعلق التكليف به؛ لخلوه من الفائدة: كمعرفة بقرة بنى إسرائيل التي أمروا بذبحها، فلا ينبغي أن نسأل عن حجمها ولونها، وهل هي عاملة أم غير عاملة، فالبحث عن ذلك تكلف لا طائل تحته، بل هو تنطع يدل على فساد العقل والطبع، وسوء الأدب مع الله عز وجل ومع كلامه المنزل.

وهذا ما فعله بنو إسرائيل مع نبيهم موسى عليه السلام فقد أمرهم الله على لسان نبيه أن يذبحوا بقرة، أيَّ بقرة، ويضربوا بها القتيل، ليعلموا من قتله، ولو ذبحوا أي بقرة لتحقق المطلوب، ولكنهم سألوه عن سنّها ولونها وعملها، فشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم؛ فكلفوا شراء بقرة بملء جلدها ذهبًا، كما جاء في الأثر، ﴿ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُون[26].

2) نوع أبهمه الله لأسباب كثيرة أهمها:
أن يكون المبهم في موضع استغنى ببيانه في موضع آخر: كما في قوله تعالى: ﴿ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّين [27]، فإنه مبهم على الجملة، بينه الله بشيء من التفصيل في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّين * يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّه[28]، وقوله تعالى: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ [29] بينه بقوله تعالى: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا[30].

أن يكون المبهم معينًا باشتهاره عند المخاطبين بأي طريقة من طرق الاشتهار: فقد أخفي اسم حواء في القرآن، لاشتهاره بين الناس قديمًا وحديثًا، فوُصفت بوصف يحدد صلتها بآدم عليه السلام، ومصيرها معه فقال تعالى: ﴿ وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ[31].

قد يكون إبهامه لأن أمثاله في الناس كثير: فيكون إبهامه مجرد مثل يذكر، فيكشف عن طبع أو وضع معين، يعرف بالقرائن الظاهرة فيحاكيه الناس فيه إن كان محمودًا، ويتقونه إن كان مذمومًا، روي أن مالك بن الصيف حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر لهم ما أخذ عليهم من الميثاق وما عهد الله إليهم فيه قال: والله ما عهد إلينا في محمد عهد، وما أخذ له علينا من ميثاق، فأنزل الله فيه: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُون"[32].

أن يكون المبهم سهلًا في إدراكه لا يحتاج إلى إعمال فكر وإمعان نظر: فيكون ذكره حينئذ عبئًا على الأسلوب من جهة، وعدم ثقة في مدارك العقول من جهة أخرى، والقرآن من شأنه أن يخاطب العقول الواعية، ويدربها على التأمل والنظر وإدراك الحقائق بالقرائن المتاحة؛ كالنظر في القرآن نفسه وفي السنة النبوية، وفي التاريخ القديم، وفي عادات الناس وأحوالهم، وغير ذلك مما يحمل المعاني على محمل يزيل خفاءها، ويضعها في مواضعها[33].

ولا يخفي أن وجود المبهم في القرآن الكريم يدرب الذهن على كشف خفائه وإزالة إشكاله، ومعرفة أسراره القريبة والبعيدة بقدر الطاقة البشرية، ومن أمثلة ذلك ما جاء في قصة شعيب عليه السلام، فإنه حين أخبر عن مدين ذكر أن شعيبًا أخوهم فقال، ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا[34]، وحين أخبر عن أصحاب الأيكة وهم أهل مدين لم يقل أخاهم، والحكمة فيه أنه لما عرّفهم بالنسب، وهو أخوهم في ذلك النسب، ذكره، ولما عرّفهم بالأيكة التي أصابهم فيها العذاب لم يقل أخاهم؛ حيث أخرجه عنهم[35].

قد يبهم الاسم بقصد الستر عليه: ليكون أبلغ في استعطافه وإظهار منّة الله عليه، وهذا غالب ما جاء في القرآن.

قد يكون إبهامه لهوانه على الله وعلى الناس.

نماذج من الآيات المبهمات في القرآن:
وقد تتبع الإمام السيوطي هذه المبهمات في القرآن، فصنفها إلى مبهمات في أفراد الإنسان والملائكة والجان والأقوام والقبائل والحيوان والأمكنة والأزمنة، وما إلى ذلك، وسنذكر هنا شيئا من المبهمات، اعتمادًا على ما نقله المفسرون والمحدّثون وغيرهم ممن عنى بذكرها:
أولًا: من الرجال:
في القرآن أفراد من الرجال ذكرهم الله بأوصافهم تعظيمًا لشأنهم وتقديرًا لجهودهم وأبهم أسماءهم؛ إمّا لشهرتهم عند نزول الآية؛ وإمّا لتدريب الذهن على معرفتهم عن طريق أوصافهم، لمحاكاتهم في تحصيل تلك الأوصاف إن استطاعوا، أو الاقتداء بهم بقدر طاقاتهم، وتعطير أفواههم بالثناء عليهم والدعاء لهم[36]:
1) أبو بكر الصديق: الذي نزل فيه قوله تعالى: ﴿ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم[37]، وقوله تعالى: ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا[38]، وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[39].

2) صهيب بن سنان الرومي: الذي نزل فيه قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ[40]


3) زيد بن حارثة:الذي نزل فيه قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ[41].

4) العبد الصالح: الذي نزل فيه قوله تعالى: ﴿ فَوَجَدا عَبْدًا مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا[42].

5) حبيب النّجار: الذي نزل فيه قوله تعالى: ﴿ وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِين، إلى قولة تعالى:﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُون[43].

6) مؤمن آل فرعون: الذي نزل فيه قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّاب، إلى قولة تعالى: ﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَاب[44].

ثانيًا: من النساء:
وممن عظّم الله شأنهن من النساء:
1) حواء: فقد أبهم الله اسمها لاشتهارها في الخليقة، واكتفي جل شأنه بوصفها في سياق الحديث عن آدم عليه السلام، قال تعالى: ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ[45]، وقوله تعالى: ﴿ فَقُلْنَا يَاآدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى[46].

2) بلقيس: أبهم الله اسمها لعدم جدواه في تعظيم شأنها بالأوصاف التي ذكرها، قال تعالى: ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِين، إلى قولة تعالى: ﴿ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين[47] [48] [49].

3) مريم بنت عمران: ذكرها باسمها في قوله تعالى: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِين[50]، بينما ذكرها في سورة الأنبياء بالوصف فقال تعالى: ﴿ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِين[51]، حملًا على ما جاء في سورة التحريم.

4) (يوكابد) أم موسى: وقد أبهم الله ذكر اسمها، واكتفي بالحديث عنها وعن وليدها، لعدم الحاجة إلى معرفة اسمها، قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين[52]، وقوله تعالى: ﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلاَ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين[53] [54].

5) (مريم) أخت أم موسى: قال تعالى: ﴿ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون[55].

6) آسية بنت مزاحم (زوجة فرعون): أبهم الله اسمها، واكتفي بذكر دعائها تعظيمًا لشأنها معه، ودليلًا على أنها أخلصت له دينها واختارت جواره، واستغاثت به، قال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين[56] [57] [58] [59].

7) خولة بنت ثعلبة: ممن أبهم الله ذكرهن تعظيما لهن وسترًا عليهن، فقد جادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها، ورفعت شكواها إلى الله، قال تعالى: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير[60]، فأنصفها ربها، وعذر زوجها، وأنزل أحكامًا تتعلق بالظهار حلًا للإشكال الذى وقع فيه زوجها، ولكل من يظاهر امرأته، مع تحريم الظهار والتغليظ في وصفه، فكان هذا التشريع من بركاتها، وقد أبهم ذكر زوجها سترا عليه، وهو أوس ابن الصامت[61] [62] [63].

8) زينب بنت جحش: ستر عليها وفي الستر تعظيم لشأنها، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا [64]، وصرح باسم زوجها تعظيمًا له، ومبالغةً في التنصيص على حرمة التبني وإباحة زوج المتبنّى بعد أن كانت محرمة في الجاهلية وفي صدر الإسلام[65] [66] [67].

ثالثًا: صيغ المثنى من الرجال:
وممن عظّم الله شأنهما من الرجال:
1) يوشع ابن نون، وكالب بن يوفنا،[68]: رجلان أنعم الله عليهما بالإيمان وحسن التوكل، ذكرهما الله مبهمين في قوله تعالى ﴿ قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين[69].

2) قابيل، وهابيل: من الذين عظم الله أحدهما وحقّر شأن الآخر قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين[70] [71].

3) تمليخا، وفطروس: قال تعالى: ﴿ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا[72].

4) أصرم وصريم: وفي قوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا[73].

5) شمعون، يوحنا، بولس: قال تعالى: ﴿ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُون[74] [75] [76].

رابعًا: صيغ المثنى من النساء:
وممن عظم الله شأنهما من النساء:
1) هماليّا وصفوريا: قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ[77].

خامسًا: صيغ الجمع من الرجال:
وممن عظم الله شأنهما من الرجال:
1) الأسباط: وهم أولاد يعقوب الاثنا عشر (يوسف، وروبيل، وشمعون، ولاوى، ودان، ويهوذا، ونفتالى، وجاد، وأشير، ويشجر وريالون، وبنيامين)، وهم ممن أبهم الله أسماءهم من الجموع تعظيما لشأنهم، وقد ورد ذكرهم في خمسة مواضع من القرآن، قال تعالى: ﴿ قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ [78]، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ [79] [80] [81].

2) النقباء الاثنا عشر: عظم الله شأنهم وأبهم أسماءهم، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ[82] [83] [84] [85].

3) أبناء إبراهيم عليه السلام: وهم (إسماعيل، وإسحاق ومدين، وزمران، وسرح، ونفش، ونفشان، وأميم، وكيسان، وسورح، ولوطان، ونافش)، المذكورون في قال تعالى: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفي لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون[86].

4) أصحاب الكهف: وهم (تمليخا، وتكسلمينا، ومرطوش، وبراشق، وأيونس، وأريسطانس، وتسلططيوس)، أبهم الله أسماءهم وعظّم شأنهم، وجعل قصتهم عبرة لمن اعتبر، قال تعالى: ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا[87].


5) أولو العزم من الرسل: وهم (نوح وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم)، قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُون[88]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا[89]، وقوله تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[90].

سادسًا: من حقّر الله شأنهم من الرجال:
1) الأخنس ابن شريق: قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام[91]، كما ذكر السيوطي، وقيل هو عام في المنافقين، قال ابن كثير وهو الصحيح[92].

2) النمرود بن كنعان: وكان ملك بابل، قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ[93].

3) الجد بن قيس: قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي[94].


4) ذو الخويصرة، حرقوص: قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُون[95]، لما اعترض على النبي صلى الله عليه وسلم، حين قسم غنائم حنين فقال له: اعدل فإنك لم تعدل.

5) ثعلبة بن حاطب الأنصاري: قال تعالى: ﴿ وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِين[96] [97].

سابعًا: من أبهم الله أسماءهن من النساء تحقيرًا لشأنهن:
1) والعة، والهة، امرأة نوح، وامرأة لوط: ضربهما الله مثلا للذين كفروا في سورة التحريم، قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِين[98] [99] [100].

2) امرأة أبى لهب: أم جميل أروى بنت حرب بن أمية أخت أبى سفيان، قال تعالى: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَب[101] [102].

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 136.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 135.09 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.25%)]