خطبة عيد الأضحى لعام 1444هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1129 - عددالزوار : 129885 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370011 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-07-2023, 06:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,802
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى لعام 1444هـ

خطبة عيد الأضحى لعام 1444هـ
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

الحمد لله... الله أكبر، تسعًا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة، للعالمين كافة، وآله وصحبه ومن والاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

الله أكبر، ما أحرم مُحْرِمٌ من الميقات بالحج والعمرة.
الله أكبر، ما لبَّى ملبٍّ صارخًا: لبيك اللهم حجًّا وعمرة.
الله أكبر، ما توجَّهت قوافل ضيوف الرحمن إلى مِنًى يوم التروية جماعاتٍ وزَرَافَاتٍ.
الله أكبر، ما تقدمت وفود الحجيج في التاسع إلى عرفات.
الله أكبر، ما كبَّر مكبِّر، ولبَّى ملبٍّ، وارتفعت بذلك الأصوات.
والله أكبر، ما ذكر الله ذاكر، ودعاه داعٍ على جبل عرفة.
والله أكبر، ما بات حاجٌّ ليلةَ جمع بمُزْدَلِفَةَ.
والله أكبر، ما أصبحوا يوم العيد متوجهين إلى مِنًى، فرموا الجمرة.
والله أكبر، ما أخلص المسلم في عبوديته ربَّه حياتَه وعمره، منتظرًا ثوابه وأجره.
والله أكبر، ما كبَّر مكبِّر، يوم العيد، وحمِد وهلَّل.
والله أكبر، ما ذبح هَدْيَه ذابحٌ، وحلق أو قصر، وتحلَّل.
والله أكبر، ما طاف حول البيت طائف، وسعى بين الصفا والمروة، وعاد إلى مِنًى وعرف الطريق.
الله أكبر، ما رجم راجم الجمرات الـثلاث، وبات بمنًى ليالي أيام التشريق.
الله أكبر، ما رحل راحل، فودَّع بالطواف سبعًا حول البيت العتيق.
الله أكبر، ما أطاع ربه طائع، وأخلص له في العبادة عابدٌ، يقضي في ذلك كل حياته وسائر العمر.
الله أكبر، ما صام صائم في أيام العشر.
والله أكبر، ما قام في لياليها قائم يبتغي من ربه الرضا والبِشر.
والله أكبر، ما تلا تالٍ ما تيسر من الآيات والذِّكر.
الله أكبر، ما أنفق منفق ابتغاء وجه الله، وتصدَّق متصدق فأسرَّه وأخفاه.

الله أكبر، ما اجتنب العبد الكبائرَ والموبقاتِ، وسلَّمه الله من المهلكات والموبقات، فتاب عليه وغفر له جميع الذنوب والسيئات؛ أما بعد:
فإن عبادة الحج - أيها الإخوة الكرام - هي الركن الخامس من أركان الإسلام، وآخر أركانه، في آخر شهور السنة، جعله الله في آخر شهر، فنسأل الله أن يتقبل هذه العبادة، وأن تكون خالصة لوجهه الكريم ممن وُفِّق لأدائها، ونسأل الله سبحانه أن يكتبها عاجلًا غير آجلٍ لمن أرادها.

الله أكبر، ولنعلم أن العبادة التي قبل الحج هي الركن الرابع من أركان الإسلام؛ وهي صوم رمضان، في شهر رمضان، فمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، ومن ضيَّعه ظُنَّ فيه الزندقة والانحلال.

الله أكبر، أما الزكاة فهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي تزكِّي الأرواح والأموال، وتطهِّر النفوس والأجسام، وتطيِّب خواطر المساكين والفقراء، فتعطف على الأغنياء قلوب الفقراء، فلن يعدموا من صالح الدعاء، وينجون يوم القيامة من نهش الثعابين والحيات، وكيِّ الجُنُوب والظُّهور والجِباه.

الله أكبر، أما الركن الثاني للإسلام؛ فهو إقامة الصلوات الخمس في أوقاتها، وعدم تضييـعها، أو تضييع شيء من شروطها وأركانها وواجباتها، والمحافظة على سُنَنِها ومستحباتها وهيئاتها، فهي عمود الدين، وركنه الركين؛ قال فيها صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))؛ [(ت) (2621)، (س) (463)]، وأهل النار من المجرمين، عندما سُئِلوا عن سبب سلوكهم في سقر؛ فأول جواب لهم كان: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 42، 43]، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.

أيها الإخوة الكرام، جنَّبَنا الله وإياكم والمسلمين أخلاق اللئام، وجعلنا على جادَّة الإسلام، فلنعمل على اجتناب ما هو حرام من المشروبات؛ وهي الخمر وعائلتها من المسكِرات والمخدِّرات، والشيشة والدخان والمفترات.

وما هو حرام من المطعومات؛ كالميتة والدم ولحم الخنزير، وما ذُبح لغير الله، والمسروقات والمغصوبات.

وما هو حرام من الملبوسات؛ كالحرير والذهب للرجال، وما فيه التشبُّه بالكافرين والكافرات، وما لا يستر العورات.

وكل المكتسبات، وما وصلك عن طريق الغصب والظلم، والغش والخداع، والْمَيْسِر والقِمار، وما جاء النص القرآني والنبوي بتحريمه، فهو حرام يجب اجتنابه.

الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، أما الأهم من ذلك كله، دِقه وجُله، وهو الذي لا ينفع مع فُقدانه حج السنين والأعوام، ولا صوم الدهور والشهور والأيام، ولا إنفاق الأموال، ولا صلوات الساعات؛ ليلًا ونهارًا، وكل الأوقات.

إنه الركن الأول، وهو الذي عليه الْمُعَوَّل، في قبول الأعمال أو ردِّها؛ إنه شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وشهادة أن محمدًا عبده ورسوله.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، إنه توحيد الله بإفراده بالعبودية، والألوهية، والربوبية، وتوحيده بأنه واحد في أسمائه الحسنى، المتفرد ‌بصفات الكمال، المنعوت بنعوت الجلال والجمال، سبحانه: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد، فمن وحَّد الله أدخله الجنة، وسائر الأركان والأعمال الصالحات ترفعه الدرجات، وتُدْخِله الغُرُفات، والقصور الفارهات.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، أما من ضلَّ وانتكس، ومن لم يوحِّد الله سبحانه، فأشرك معه غيره في عبادته، فحجَّ إلى غير بيت الله الحرام، وطاف بقبر أو ضريح أو مقام، أو وثن أو صنم، أو حجر أو شجر، أو صام صوم الهندوس لآلهتهم، أو المشركين لأربابهم، أو صلى إلى غير قبلة المسلمين، أو تقرب بالأموال لمعابد الضالين، أو قرَّب القرابين، وذبح الذبائح تقربًا للأموات، ولماذا يفعل هذا بعض الناس؟

فعل ذلك؛ طلبًا لتحقيق الحاجات، وتلبية الغايات، فهذا يريد من غير الله الذرية والأولاد، وهذا يتوسل إلى غير الله أن يغنيه من فقره، ويسُدَّ عنه ديونه، وذاك يدعو الأنبياء ومن مات من الصالحين والأولياء، فيطلب زوجةً أو شفاءً من داء، أو معافاة من بلاء.

فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله غيره؛ وقد قال الله جل جلاله: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، فلنوحد الله في جميع أحوالنا، في أقوالنا ونياتنا وأفعالنا.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله... الله أكبر، سبعًا.

إخواني، تفقدوا قرابينكم وضحاياكم، فإياكم أن يكون فيها ما يجعلها شاة لحم، إياكم، احذروا فُقدان الأجر والثواب، فلتكن فيها الشروط الشرعية، والضوابط المرعية، فاجتنبوا العوراء والعرجاء، والمريضة والهزيلة، التي أقل من السن المشروعة، وألَّا تُذبَح قبل صلاة العيد.

اشحذوا السكين بحيث لا تراها، ولا تذبحوها بين أخواتها، وأضْجِعوها على جانبها الأيسر، ووجِّهوها إلى القِبلة، فإذا ذبحتم فاذبحوا لله، مبتغين وجه الله، متبعين لهدْيِ نبيكم، صلى الله عليه وسلم؛ قائلين: ((باسم الله، والله أكبر))؛ [(م) 2- (1966)]، ((اللهم منك ولك))، ((هذا عني وعن أهل بيتي))، وانْوِ جميع أهل بيتك الأحياء والأموات، أشْرِكهم في الثواب، وعطاء الله عظيم، وثوابه جزيل، وفضله عميم؛ قال سبحانه: ﴿ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ﴾ [الحج: 36]، وقال سبحانه: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((كلوا وادخروا؛ ثلاثًا))؛ [(س) (4431)، (م) 28- (1971)]، كررها ثلاث مرات، وهذا من نِعَمِ الله علينا، التي يجب المحافظة عليها؛ فقد قيل:
إذا كنت في نعمة فارْعَها
فإن ‌المعاصي ‌تُزِيل ‌النِّعَم
وداوِمْ عليها بشكر الإله
فشكر الإله يزيل النِّقَم


وخصوصًا - عباد الله - نعمة الأكل من هذه الـلحوم لحوم بهيمة الأنعام، كما في هذه الأيام؛ أيام التشريق؛ فإن هذه البهائم مطيعة لله لا تعصيه أبدًا، وهي مسبِّحة له قانتة؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾ [الإسراء: 44]، وأنها تسجد له، كما أخبر بذلك سبحانه وتعالى في سورة (النحل)، وسورة (الحج)، وربما كانت هذه الدابة أكثر ذكرًا لله من بعض بني آدم؛ [لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، (ص: 507، 508) بتصرف يسير].

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أنشد الشبلي:
عيدي مقيم وعيد الناس منصرف
والقلب مني عن اللذات منحرفُ
ولي ‌قرينان ‌ما لي ‌منهما خلف
طول الحنين وعين دمعها يَكِفُ

[لطائف المعارف (٤٨٦)].

دائمًا يحنُّ إلى الله وإلى عبادة الله، وإلى الجنة، بعين دمعها يكِفُ، يخاف من الله ومن جبروت الله، ويخاف من عقاب الله، ويخاف من النار.

اللهم إنك تعلم ما تعانيه هذه الأمة، فاللهم اكشف عنها الكربة والشدة والغُمَّة.

اللهم إنك تعلم أن منا مَن يعيش تحت نِيرِ الأعداء المتجبرين، وقهر المغتصبين، وينتظرون نصرًا وتمكينًا.

ومنا من هو مظلوم في غياهب السجون، يرجون فَكاكًا وفَرَجًا وتحريرًا.

ومنا من اكتنفته الأمراض والآلام والأوجاع، يبتغون صحةً وعافيةً وشفاءً.

ومنا من يعاني مسًّا أو صرعًا أو سحرًا، أو وساوس شيطانية، أو أمراضًا نفسيةً، يطمحون إلى السكينة والراحة والمعافاة.

ومنا من غَرِق في فقره، يرجو الغِنى من ربِّه، والسداد لديونه.
ومنا من هم في حاجة لزواج، أو متشوِّفون للذرية والأولاد.

اللهم فأعطِ كل سائل سُؤْلَه، اللهم استجب لكل داعٍ دعاءه، اللهم حقِّق لكل طالب مراده، اللهم ربنا إنك قلت وقولك الحق: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، ربَّنا، ها نحن قد دعوناك كما أمرتنا، فاستجب لنا كما وعدتنا، واقضِ لنا حوائجنا؛ حوائج الدنيا والآخرة.

وتقبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وتجاوز عن سيئها.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.39%)]