احتياط الشرع لحفظ النفوس وصيانة المجتمعات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الخل إدام وغذاء ودواء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحبة السوداء شفاء من كل داء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات لشبكات التواصل الاجتماعي (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صحابة منسيون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 10929 )           »          نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودورهم في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 12 )           »          جسور بين الأفكار.. أم أنفاق للاختراق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التوازن في حياة الإنسان: نظرة قرآنية وتنموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الحضارات والمناهج التنويرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > فتاوى وأحكام منوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2023, 06:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,370
الدولة : Egypt
افتراضي احتياط الشرع لحفظ النفوس وصيانة المجتمعات

احتياط الشرع لحفظ النفوس وصيانة المجتمعات

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} ﴾ [النساء: 15].

تأمل لم اشترط الشرع لإثبات الفاحشة على أحد من الناس أن يشهد أربعة شهداء؛ كما قال تعالى: {فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ}!

لتعلم أن الشرع يحتاط غاية الاحتياط في الأعراض، ويبالغ غاية المبالغة في نفي التهمة عن الشهود، فلو كان واحدًا أو اثنين ربما تطرقت إليهم التهمة، وأنهما دبرا مكيدة لمن قاموا بالشهادة عليه، فإذا كانوا ثلاثة كانت التهمة عنهم أبعد، وكانوا من سوء الظن أسلم، فإذا كانوا أربعة كانت التهمة عنهم أشدَّ بعدًا، وكانوا من سوء الظن أسلم وأسلم.

وتأمل لم قال تعالى بعدها: ﴿ {فَإِنْ شَهِدُوا}!

لتنتفي كل شبهة إكراه لهم على الشهادة، فلو رأى إنسانٌ مَنْ يمارس الفاحشة وأبى أن يشهد فلا يحل لأحد أن يكرهه على الشهادة.

ويظهر هذا التضييق في إقامة الحدود جليًّا في نصوص الشرع التي تأمر بالستر والعفاف، وتنهى عن كشف العورات، وهتك الأستار؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»[1].

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ»[2].

ومن تضييق الشرع في الأعراض إيجاب الحد في قذف المحصنات؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصِنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ»[3].

ومن تضييق الشرع في إقامة الحدود من ثبت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعَافُّوا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ»[4].

فإلى أولئك الذين يشنعون على الشرع، ويرمونه بالشدة، ويصفونه بالقسوة، نقول: هذه احتياطات الشرع لحفظ النفوس وصيانة المجتمعات.

وأين هم من عفة المسلمين؟
وهل للأمان في مجتمعاتهم مكان؟
تجيب على ذلك كاميرات المراقبة عندهم التي تصور القتل والسلب والنهب، إذا غفل الرقيب البشري، وتعطلت تلك الكاميرات.

[1] رواه أحمد- حديث رقم: 16959، وابن ماجه- كِتَابُ الْحُدُودِ، بَابُ السِّتْرِ عَلَى الْمُؤْمِنِ وَدَفْعِ الْحُدُودِ بِالشُّبُهَاتِ، حديث رقم: 2544.
[2] رواه أحمد- حديث رقم: 19776، وأبو داود- كِتَاب الْأَدَبِ، ‌‌بَابٌ فِي الْغِيبَةِ، حديث رقم: 4880، بسند صحيح.
[3] رواه البخاري- ‌‌كِتَابُ الْوَصَايَا، ‌‌بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]، حديث رقم: 2766، ومسلم- ‌‌كِتَابُ الْإِيمَانِ، ‌‌بَابُ بَيَانِ الْكَبَائِرِ وَأَكْبَرِهَا، حديث رقم: 89.
[4] رواه أبو داود، كِتَاب الْحُدُودِ، ‌‌بَابُ الْعَفْوِ عَنِ الحُدُودِ مَا لَمْ تَبْلُغِ السُّلْطَانَ، حديث رقم: 4376، والنسائي- كِتَابُ قَطْعِ السَّارِقِ، ‌‌مَا يَكُونُ حِرْزًا وَمَا لَا يَكُونُ، حديث رقم: 4885، والطبراني في الأوسط- حديث رقم: 6212، والحاكم- ‌‌كِتَابُ الْحُدُودِ، حديث رقم: 8156، بسند صحيح.
________________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]