الإخلاص في زمن السوشيال ميديا! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 14071 )           »          اللامساواة من منظور اقتصادي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 63 - عددالزوار : 34554 )           »          من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات الهوية والثقة في المجتمع الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          القواعد الشرعية المستنبطة من النصوص الواردة في اليسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خلاف العلماء في ترتيب الغسل بين أعضاء الوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مدارس أصول الفقه: تأصيل المناهج والمدارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تخريج حديث: اتقوا الملاعن الثلاثة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الحديث التاسع: الراحمون يرحمهم الرحمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الآيات الإنسانية في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-07-2023, 09:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,798
الدولة : Egypt
افتراضي الإخلاص في زمن السوشيال ميديا!

الإخلاص في زمن السوشيال ميديا!



كتبه/ وائل رمضان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالإخلاص كما عَرَّفه العلماء هو: "تصفية العمل عن ملاحظة المخلوقين"، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ ‌مُخْلِصِينَ ‌لَهُ ‌الدِّينَ) (البينة: 5)، والرياء عندهم هو: "طلب الجاه والمنزلة في نفوس الناس بإظهار الالتزام بأعمال الخير من عبادات أو غيرها، أو بما يدل عليها من الآثار للوصول إلى هدف دنيوي".
وقد اختلف العلماء في أفضلية إظهار العبادة والعمل الصالح أم إخفائهما، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنَّ عمل العبد كلما كان في السرِّ كان أقرب إلى الإخلاص، وأبعد عن آفات القلوب مِن: الرياء والسمعة، ونحو ذلك، ولهذا فإخفاء العمل أفضل من إظهاره إلا لمصلحة راجحة.
قال ابن كثير -رحمه الله-: "الأصل في الأعمال الإخفاء؛ لقول الله -تعالى-: (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ) (البقرة: 271).
وفي غمرة الهوس بوسائل التواصل الاجتماعي انتشرت ظاهرة خطيرة ابتلي بها كثيرٌ من الناس؛ ألا وهي نقل تفاصيل حياتهم كاملةً، بالصوت والصورة، والبث المباشر، حتى وصل الأمر إلى العبادات، فتجد أحدهم ينقل صلاته، وعمرته وحجه، وإنفاقه وصدقته، وتفاصيل عبادته وكل أعماله، وهذا لا شك يناقض الإخلاص أو يقدح فيه.
ولقد حَذَّرَنا النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِن كُلِّ ما يقدح في الإخلاص ويُبطِلُ أجْرَ الأعمالِ، ومِن ذلك مرض الرياء الذي يدب في القلب كدبيب النمل، فقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ) (رواه أحمد، وقال الألباني: حسن لغيره)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ ‌أَخْوَفَ ‌مَا ‌أَخَافُ ‌عَلَيْكُمُ ‌الشِّرْكُ ‌الْأَصْغَرُ) قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللهُ -عز وجل- لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ فِي الدُّنْيَا، فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً) (رواه أحمد، وصححه الألباني).
وكان سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- يخافون من هذا المرض (الرياء) أشد الخوف؛ فمِن مظاهره: حب الظهور والشهرة بين الناس، قال أيوب السختياني لأبي مسعود الجريري -رحمهما الله-: "إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة"، وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "إياك والشهرة! فما أتيتُ أحدًا إلا وقد نهى عن الشهرة"، وقال بشر بن الحارث -رحمه الله-: "ما اتقى اللهَ مَن أحب الشهرة".
وكان الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول: "ينبغي للعالم أن يكون له خبيئة من عملٍ صالح فيما بينه وبين الله -تعالى-؛ فإنَّ كل ما ظهر للناس من علمٍ أو عملٍ قليلُ النفع في الآخرة".
ولا شكَّ أنَّ لظاهرة الرياء آثارًا سيئة على الفرد والمجتمع، أهمها: سقوط النماذج والقدوات الحقيقية، وإفساد حركة الإصلاح لتتحول إلى شكليات ومظاهر يخادع بها الناس بعضهم بعضًا، فحين تصير الشهرة هدفًا في حدِّ ذاتها، يتفشى الكذب والنفاق والخديعة، والتصنع، وغياب القيم الحقيقية المثلى.
كما أنَّ الرياء، وحُبّ الظهور، وطلب الشهرة، يُفرغُ العملَ الصالحَ مِن آثاره الطيِّبة، وغايتِه العظيمة، ويذهب بركته عن الفرد والمجتمع.
إنَّ تحقيق الإخلاص من أوجب الواجبات؛ فهو حقيقة الدِّين، وغاية دعوة الأنبياء والمرسلين؛ فعلينا أن ننتبه إلى كلِّ ما يهدد نياتنا وعباداتنا، ولنحذر من نشر تفاصيل عباداتنا وأعمالنا، حتى يصفو لنا إخلاصنا؛ فننجو يوم القيامة من براثن الرياء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.67 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]