|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خجل المتعلم في اكتساب اللغة الأجنبية أسامة طبش من العوائق التي تحول دون اكتساب المتعلِّم للغة الأجنبية، خجلُه في استعمالها باعتبارها لغةً غريبةً عنه، ونابعةً من ثقافة مختلفة، ومن العوامل المسهِّلة لإتقان اللغة الأجنبية، ممارستها والتحرُّر من العقد النفسية تجاهها، وفي سياق النقاط الآتية، سنُفصِّل في هذا العائق، ونقترح حلولًا للتغلُّب عليه. إن الخجل والتردُّد في استعمال اللغة الأجنبية، بالأخص مع الزملاء في مقاعد الدراسة - نابعٌ من الخشية من ارتكاب الهفوات واستجلاب السخرية والتهكُّم، ونجد هذه الحالة النفسية تُصيب حتى البالغين، رغم افتراض النضج لديهم والترفُّع عن هذه السفاسف، ينتج ذلك من ارتباطها بقدرات ومَلَكات الفرد، وإحساسه بالعجز والنقص أمام زملائه في حال الفشل في التعبير السليم، وهنا يَتدخَّل المدرس بإشاعة الثقة وتشجيع المتعلِّم المرة تِلْوَ الأخرى، ولو كان بطريقة غير مباشرة؛ لأن توجيه الكلام إليه دون غيره، قد يزيد من توتُّره، فيزداد حجم الإشكال لديه. يأتي هذا الخجل نتيجة الظروف الاجتماعية للمتعلِّم، لا سيَّما المراهق؛ حيث تكون رُوحه هشَّةً، والملاحظات السلبية مؤثِّرة فيه أكثر من غيره، ومن علامات الخجل لديه: الانطواء والسلبية، والإحساس بعدم جدوى ما يقوم به، والاحتفاظ بأفكاره لنفسه، والحيرة والتوهان في القسم، ولإذابة الجليد بينه وبين اللُّغة الأجنبية، يُمكن للمدرس استثمار الحوارات، وتشجيع هذا المتعلِّم على ممارستها مع زملائه أو اقتراح مسرحيات، ولو كان له دور ثانوي فيها أو اقتراح جولات خارج القسم، للعناية بالمؤسسة على سبيل المثال، هذا الجوُّ يساعد على بذل مجهود أكبر في تعلُّم اللغة الأجنبية، في جوٍّ حماسي بنشاط وفعالية، بالمشاركة مع الزملاء، ما يُحسِّس المتعلِّم بالاطمئنان، وأن الأعين ليست مُركَّزة عليه وحده، حيث يكون هو والآخرون على قدم المساواة في التعرُّض لهذا الاختبار. هذا الخجل ليس مرتبطًا بمجال تعلُّم اللُّغات الأجنبية حصرًا؛ بل قد يسود في المواد العلمية الأخرى، فأحيانًا غلظة المدرِّس وفظاظته واستعمال أسلوب الترهيب، يُولِّد رفضًا لدى المتعلِّمين، ومَنْ يُعاني من هذا الحاجز، ستزداد حالتُه سوءًا، وينكفئ على ذاته، فتتدهور حالتُه، فعلى المدرس اكتساب البشاشة وخفَّة الدم، وتجنُّب توجيه ملاحظات من هذا النوع، ما يُشعِر المتعلِّم بالاطمئنان. وكنصائح نخلُص إليها: • تقوم شخصية المدرس بدور مهم في التخفيف من وطأة الخجل، بالمزاح والمداعبة، ومُشاركة المتعلِّم تطلُّعاته، كل ذلك سينهض بمعنوياته بشكل كبير، ويُساعده على التحرُّر من عوائقه. • الإبداع باقتراح نشاطات مثرية؛ كالمسرحيات والحوارات وخرجات استطلاعية ممتعة بالمؤسسة، فيُنفِّس هذا المتعلِّم عن مكبوتاته ويتحرَّر، وينطلق في تعلُّمه، وربما يسبق غيره في ذلك! • دعمه من الناحية النفسية والاجتماعية، ومرافقته خارج القسم؛ لأن حالته تختلف عن غيره؛ حيث تصل إلى حدِّ الخَلَل النفسي العميق، ولهذا نُشدِّد على ضرورة تَوفُّر مستشارين نفسيين واجتماعيين، ونحصر حديثنا بما يتعلَّق بالمؤسسات التربوية التي يدرس فيها الأطفال الصغار والمراهقين. إذا تَخلَّص المتعلِّم من خجله، تحرَّر وانطلق، واكتسب اللُّغة الأجنبية، وسيجد حينها مُتعةً كبيرةً؛ لأن للنفس أهميةً، فهي التي تدفع قدمًا في هذا المجال، فإراحتها وقذف الرُّوح الإيجابية فيها، والإحساس بقيمة التعلُّم له مَردوده، فتَسهُل المهمة على المدرس؛ لأنه سيجد متعلِّمًا جاهزًا لتلقِّي المعلومة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |