|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطابات التواصل الاجتماعي (النجاح في القيادة) عبد الإله جاورا أبو الخير الحمد لله الذي جعلنا خلفاء في الأرض وسخر لنا ما في الأرض جميعًا. والصلاة والسلام على محمد خير قائد وطئ قدماه فوق الثرى، وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين. أما بعد: فهذه عشرة خصال جمعتها لكل قائد يريد النجاح في القيادة سواء في الأمور الدينية أو الدنيوية أو هما معًا؛ إذ القيادة من أعظم الأمور وأصعبها وأخطرها في نفس الوقت. وقد ورد في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه»؛ متفق عليه. وورد في الأثر قول مشهور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34486)، والخلال في "السنة" (396)، من طريق أسامة بن زيد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: " كَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَسَعَوْنَ بِسَعْدٍ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ:" لأُبْدِلَنَّكُمْ حَتَّى تَرْضَوْنَ، وَلَوْ هَلَكَ حَمَلٌ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، ضَائِعًا ؛ لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ ". ويدخل في ذلك الرئيس في دولته، وعميد البلدية في مقاطعته، ورئيس البلدية في بلديته، ورب البيت في بيته، ومدير الجامعة أو المدرسة، وكلّ من أمّ قوما في المجتمع. وإليك تلك العشرة الخصال التي إذا سلكها القائد في قيادته بقيت آثاره في القلوب والعقول والأفعال والكتب والمجتمع بإذن الله تعالى. 1- الإخلاص: وهو عمل قلبي منزه عن كل ما يكدره؛ فيظهر الله أثره وبركته في القول والعمل؛ روى النسائي - بسند صحيح - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إنما ينصر الله هذه الأمَّةَ بضعيفها؛ بدعوتهم، وصلاتهم، وإخلاصهم ». 2- الخبرة والقوة والأمانة: أن يكون خبيرًا بما يقوم به أو يتعامل مع الخبراء في كل المجالات كي يسهل له القيادة، ويتحصن بالقوة حتى لا يهان أو ينتزع منه الممتلكات العامة، وكذلك التّحلّي بالأمانة لحفظ أموال الرعية وأسرارهم. وهذا نبي الله يوسف عليه السلام يسأل الممتلكات العامة ثقة بخبرته وأمانته. قال تعالى على لسانه: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]. وبنت الرجل الصالح في مدين تشهد أمام أبيها لنبي الله موسى عليه السلام بالقوّة والأمانة؛ قال تعالى على لسانها: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]. 3- المشاورة: عدم اتخاذ أي قرار دون مشاورة، وقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتشاور مع أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين؛ قال تعالى: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159]. وملكة بلقيس شاروتْ قومها قبل اتخاذ أي قرار حينما أرسل إليها نبيُّ الله سليمان عليه السلام الرسالة يطلب منها الهداية؛ قال الله تعالى حكايةً عنها: ﴿ قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [النمل: 29 - 35]. فنعم التشاور بين الراعية والرعيّة ونعمت الرعاية. 4- التواضع: إذا لبس الراعي ثوب التواضع أمام رعيّته في أقواله وأفعاله ومعاملاته ألبسه الله ثوب العزة في جميع أموره. وقد جاء في الحديث عن عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: « إِن اللَّه أَوحَى إِليَّ أَنْ تَواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحدٍ، ولا يَبغِيَ أَحَدٌ على أَحَدٍ »؛ رواه مسلم. 5- الصدق والعدل: الصدق يعطي المرء هيبة، ويهديه إلى سبيل الرشاد، والعدل يعطيه قوّة ومحبة. وعلى الراعي أن يتحلى بالصدق، وأن يجتهد في عدم مخالفة أقوالِه أفعالَه. 6- الاتحاد: لا تصلح الرعية إلا بالاتحاد، ولا يمكن الاتحاد إلا إذا اتحدت القلوب قبل الأقوال والأفعال، وعلى الراعي الاهتمام بتوحيد القلوب، وطرد الخلافات والعنصرية في مجتمعه. 7- التعاون: يجب على الراعي التعاون مع رعيَّتِه في السراء والضراء، والسر والعلن. 8- الرحمة: ما حلّت الرحمة في قلب راع إلا سخر الله له رعيَّته، وألقى في قلوب الرعيّة محبة الراعي، وانتشر الخير في عصره. 9- العفو: على الراعي التغاضي عن هفوات مخالفيه، ومحاولة إقناعهم بالمحكمة. 10- الصبر: خير حلية تحلى به الصالحون؛ لذا عظّم الله أجره. قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]. فالصابر جامع كل الخصال؛ لأنه متأنٍ غير مستعجل في كل ما ينقل إليه من الأقوال والأفعال والمعاملات. الخاتمة: نسأل الله أن يأخذ بناصية الراعي إلى ما فيه صلاح الدين والرعيّة، وينجينا وإياه من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |