كلمات لمن رغب عن العمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن وقيامه به في جوف الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من مائدة التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 1747 )           »          الكتمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شبح الغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          لماذا ضحك النبي صلى الله عليه وسلم عند دعاء الركوب؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المنكرات الرقمية: فريضة الحسبة في زمن الشاشات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله سبب من أسباب إعانة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عداوة الشيطان للإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 474 - عددالزوار : 158883 )           »          تحريم الحلف بالملائكة أو الرسل عليهم الصلاة والسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-05-2023, 07:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,671
الدولة : Egypt
افتراضي كلمات لمن رغب عن العمل

كلمات لمن رغب عن العمل
محمد بن عبدالرب



الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسول الله؛ ثم أما بعد..

فإن أعظم الضرر ما يضر به الإنسان نفسه، وأعظم الخسارة أن يفعل ما يظنه صوابًا وهو خطأ، وإن تأملتَ أعداد العاطلين عن العمل، وجدتَ بينهم فئامًا من الناس لا يكادون يفقهون شيئًا، يفعلون ما يضرهم عن جهل وسوء تدبير، وهم إن عرفوا مجرى تيّار الحياة وساروا معه لا تكاد ترى فيهم فشلًا يحط من قواهم ولا ضياعًا يشتتهم.

من هؤلاء: "المتعاطلون" وهم فئة تبحث عن ما يعنِّيها، وهم الذي كان شعارهم المقارنة مع الغير، فترى الواحد منهم يقارن عمله الشاق في نظره مع عمل غيره المريح، ويستقل راتبه الزهيد بنظره أمام راتب الآخرين، فيزهده ذلك عن العمل، ولو فتش في حياته أنه تتطلب ظروف عمله عملًا قليلًا مستديمًا ذا مخاطر، مثل المديرين الذين يمتازون بعمل قليل ولكن المسؤولية عليهم أشد من مرؤوسيهم، فإن وقع خطأ أودى بوظيفتهم أو شطر راتبهم، فما يخرج من عمله ليرتاح، بل يأتيه اتصال من مرؤوس يطلب توجيهًا أو حلًّا لمشكلة، وآخر يطلب حضوره لمقابلة مسؤول حكومي يوشك أن يوقع عليهم غرامة، أو ربما كان العمل القليل في نظر أخينا العاطل هو بعد عمل كثير وتعب شديد، فعندما غيّب تعبه الطويل عن باله كانت رؤيته ناقصة، وربما لم يكن ذاك ولا هذا ولكنه وفقًا لشهاداته كان عمله به امتيازات وراتبه أكثر، فأنت صاحب شهادة دنيا وخبرة خالية وتطلب كعمل من عمل لمدة طويلة أو تعب لمدة أطول للتحصيل الدراسي، فهذه قسمة ضيزى.

أو كانت المقارنة بالمقلوب، فأنا صاحب شهادة جامعية آخذ نفس راتب صاحب الثانوي، أو الذي بلا خبرة!!، فتكون مقارنة الأعمال بعضها ببعض مزهدة عن العمل، فيجلس في بيته ينتظر العمل الذي يليق به، متسخطًا من قضاء ربه، نادبًا حظه التعيس، فما أشقاه.

ولو كان تحصيلك الدراسي مساويًا لمن تتمنى وظيفته، أو خبرتك ومهارتك، فلمَ المقارنة؟، ما عاش سعيدًا من جعل المقارنة ديدنه، وما سعد قط أحد وهو ينظر إلى أواني الآخرين يقارنها بما عنده، ولكل أحد حياة مختلفة عن الآخر بها فرص مفصّلة على مقاسه، ولو عشنا بما المفترض بالزمان أن يعطينا ولم نعش بالواقع الذي أحيط بنا والظروف التي تواجهنا لعشنا في جلسة ربابة حزن لا ينقطع، وجرّ موالات أسى طيلة العمر، فضيعنا العديد من الفرص التي ربما تبدو خافتة مقارنة بالغير، ولم نستثمرها حق الاستثمار.

وهناك فئة أخرى من المعطلين أنفسهم، وهم الذين ينتظرون المساعدة من الآخرين، تجده قد فرغ من دراسته وجلس في بيته ينتظر الوزارة أن توظفه في الوظيفة التي يريد وبالراتب المتوقع وبالوقت المناسب، أو يتصل عليه مسؤول منشأة يعرض عليه وظيفة بالمسمى الذي يأمل، وأمارات أصحاب هذه الفئة أنك تجده في شبابه لا ينفك عن أن يسأل أهله والمقربين معونة مالية، فقد تعوّد على المسألة، وإذا تعرّض للحياة الحقيقية ولم يجد ما كان يؤمله ألقى باللائمة على أهله الذين لم يحسنوا تربيته أو توجيهه، وعلى الوزارة أن لم توظفه، وعلى القطاع الخاص كله أن استثمر في الأباعد والأراذل وترك الشريف الحسيب النسيب يتردّى في وحل العطالة!.

أخي عضو هذه الفئة، ما نيلُ المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا، ولن تجد من يساعدك ويمد لك يد العون إذا أنت لم تساعد نفسك وترفعها لأعلى سقف ممكن، أخي تقبّل بعض الألم وأكرم نفسك واذهب وابحث عن الفرص، وابنِ نفسك علّك أن تسعد، لا تنتظر من أحد أن يغيثك، بل انتظر من الله التوفيق واعمل بالأسباب، فإن فعلت أتاك الغوث من الخالق وسخّر لك ما لم يخطر ببالك من المخلوقين.

إن علم الإنسان هذا المعنى ونقشه في قلبه انشغل بتحقيق أسباب نجاحه، وسعى في اجتهاد وقبل أي وظيفة ولو كانت أقل مما يستحق، حتى يجد نفسه في فرصة ما حلم بها، ومن غاص بين الفرص أوشك أن يجد فرصته المنشودة، ومن أدمن طرق الباب أوشك أن يفتح له.

وهناك فئة أخرى، فئة ما ظننتُ قط أنها موجودة لولا أناس ممن لاقيتهم، فئة الكسالى، الذين يكسلون عن العمل ويريدون امتيازات العمل، أرأيت يومًا من يعجز عن مد يده إلى الصحن ليأكل منه ثم يريد الشبع؟!، أول أماراتهم أنهم إن خيروا بين العمل الذي له مستقبل وفيه قوتٌ يقيم حالهم ويغنيهم عن الناس، أو نصف قوت ثم ينقطع ولا مستقبل له اختار الثاني، وهم غالبًا تجدهم محترفي حافز، الذين يرفضون فرص عمل لها مستقبل لأن راتب حافز أو أي دعم حكومي يعطيهم نصف ما يأخذون أو أكثر، فلسان حال أحدهم: لماذا أهلك نفسي في ثمان ساعات يوميًّا وبإمكاني أن آخذ وأنا نائم نصفها؟!!، ثم إذا انقطع حافز ذهبوا يبحثون عن الضمان الاجتماعي وليسوا مستحقين له، ثم بحثوا عن سعودة التي هي مكسبها حرام فأنى يُوفق أحدهم وهو غارق فيها.

إن أي عمل تقوم به يضيف إليك أشياء كثيرة، أغلبها لن تشعر بها بوقتها، فكم رأيتُ من مديرين ناجحين تعجب من نشاطهم وتمكنهم وإدراكهم لصغائر الأعمال، فإن رأيتَ ماضيهم وجدتَ أنهم عملوا في بداياتهم في بسطة حقيرة ما ظن أحد أنها تعطي غير المال، أو في مساعدة الأب في متجره أو أي عمل آخر، فإذا بالأحجار الصغيرة تتراكم وتبني جبلًا قويًّا ثابتًا بين يدي الرياح، فقد تعلّم من البسطة الصبر والجلَد، ومن "المكدة" التحاور مع الناس، ومن الحراسة الأمنية التحمل الجسدي ومراقبة البضائع، فأيقظ فيه حاسة أمنية نفعته في وظيفته العسكرية أو أي وظيفة أخرى.

إن الفوائد التي تأخذ من أي عمل كان أكثر من أن تُعد، ولو دفعت مالًا مقابل عمل بلا أجرة لما كنتَ خاسرًا قط، إن الإنسان حاجته للعمل أيًّا كان تساوي حاجته لمأكل ومشرب أو تكاد، فلا تجلسنّ بعد الذكرى عفيف اليد عن العمل، فلئن يأخذ أحدكم عودًا يحتطب به خيرٌ من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه، وعدّ بعض العلماء العامل المستغني بما عنده أفضل من العابد المتفرغ للعبادة المحتاج إلى من يعوله، واليد العليا خير من اليد السفلى، والعبد في سبيل الله ما دام يعمل لينفق على نفسه وأهله ويستغني عن الناس.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.31 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]