التعلق بالمساجد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2023, 04:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي التعلق بالمساجد

التعلق بالمساجد
محمد بن حسن أبو عقيل



الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ولْنعلم أنَّ التَّعلُّقَ بالمساجد من سمات المؤمنين، وخصال الصالحين، وطبيعة المتقين، والمساجد بيوتُ الله عز وجل التي أذن الله أن تُرفعَ ويُذكرَ فيها اسمُه؛ قال سبحانه: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ [النور:36- 37]، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره[1]: "لمَّا ضربَ اللهُ تعالى مثلَ قلبِ المؤمن وما فيه من الهُدى والعلم بالمصباحِ في الزُّجاجة الصافيةِ المتوقِّدِ من زيتٍ طيب، وذلك كالقنديل، ذكَرَ محِلَّها وهي المساجد، التي هي أحبُّ البقاع إلى الله تعالى من الأرض، وهي بيوتُه التي يُعبَدُ فيها ويُوحَّد، فقال: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ [النور: 36]؛ أي: أمر اللهُ تعالى برفعها؛ أي: بتطهيرها من الدَّنس واللَّغْو، والأفعال والأقوال التي لا تَليقُ فيها، كما قال عليُّ بنُ أبي طلحةَ، عن ابن عباسٍ في هذه الآية الكريمة: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ قال: "نهى الله سبحانه عن اللغو فيها"، وقد أوردَ ابنُ كثيرٍ رحمه الله عند تفسيره لهذه الآيات أحاديثَ كثيرةً في بناء المساجد، واحترامِها وتوقيرِها، وتطييبِها وتبخيرِها، ومن ذلك: عن أمير المؤمنين عثمانِ بن عفان رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من بنى مسجدًا يبتغي به وجهَ اللهِ، بنى اللهُ له مثلَهُ في الجنَّة))[2]، وعن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدُّور، وأن تُنظَّفَ وتُطيَّب"[3].


عباد الله، وليس المقصودُ بتلك العمارة أداءَ الصلواتِ فيها فقط؛ ولكن لا بدَّ كذلك من تعلُّقِ قلبِ المؤمنِ بها كما في حديث السَّبعة الذين يُظلُّهم اللهُ في ظِلِّه يوم لا ظِلَّ إلا ظِلُّه ((ورجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ في المساجد))[4] "والرجُلُ المُعَلَّقُ قَلْبُه في المَساجِدِ؛ هو شَديدُ الحُبِّ والتَّعلُّقِ بالمساجِدِ، يَترَدَّد عليها ويَكثُر مُكثُه فيها، مُلازِمًا للجَماعةِ والفرائضِ، ومُنتظِرًا للصلاةِ بعدَ الصلاةِ، كأنَّ قَلبَه قِنديلٌ مِن قَنادِيلِ المسجِدِ".


واعلموا عباد الله أن للمسجدِ علاقةً عظيمةً بالسير إلى الله عز وجل؛ لأنَّ كثرةَ الخُطا إلى المساجد وانتظارَ الصلاةِ فيها من وسائل ربْط القلوب بالله تعالى كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أدُلُّكم على ما يمحو اللهُ به من الخطايا ويرفعُ به الدرجات؟))، قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: ((إسباغُ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخُطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكمُ الرِّباط، فذلكمُ الرباط))[5]؛ أي: تربِطُ صاحبَها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم.


والمتأملُ لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل الارتباط بالمسجد يجدُ الثوابَ العظيمَ في فضل المشي إليها وأداءِ الصلواتِ فيها وطولِ المُكْثِ بها، وهذا مما يَدلُّ على أن المسجد ينبغي أن يَحتلَّ مساحةً مُعتبرةً في الحياة اليومية للمسلم.


أيها المسلمون، ومن الفضائل المتعلقة بالمسجد: زيادةُ الحسنات ومحوُ السيئات كما في الحديث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من راح إلى مسجدِ الجماعةِ فخُطوةٌ تمحو سيئةً، وخُطوةٌ تكتُبُ له حسنة، ذاهبًا وراجعًا))[6].


ومن الفضائل المتعلقة بالمسجد: إعدادُ النُّزُلِ له في الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ))[7].


ومنها صلاةُ الملائكةِ عليه ما دام في مُصلاه؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المَلائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دامَ في مُصَلَّاهُ، ما لَمْ يُحْدِثْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، لا يَزالُ أحَدُكُمْ في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمْنَعُهُ أنْ يَنْقَلِبَ إلى أهْلِهِ إلَّا الصَّلاةُ))[8].


ومنها أنه ضامنٌ على الله عز وجل كما في الحديث ((ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ علَى اللهِ عزَّ وجلَّ: رجلٌ خرج غازيًا في سبيلِ اللهِ فهو ضامنٌ علَى اللهِ حتَّى يتوفَّاه فيدخِلَه الجنَّةَ أو يردَّه بما نال من أجرٍ وغنيمةٍ، ورجلٌ راحَ إلى المسجدِ فهو ضامنٌ علَى اللهِ حتَّى يتوفَّاه فيدخلَهُ الجنَّةَ أو يردَّه بما نال من أجرٍ وغنيمةٍ، ورجلٌ دخل بيتَه بسلامٍ، فهو ضامنٌ علَى اللَّهِ عزَّ وجلَّ))[9].


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد كريم، ملك بر رؤوف رحيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



من الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل وطاعته، ولنعلمْ أنَّ صاحبَ القلبِ المُعلَّقِ بالمساجد، هو الذي تهفو نفسُه إلى الصلوات الخمس، ويَسْعدُ بالمكوث في المسجد ينتظرُ الصلاةَ بعد الصلاة، حتى إذا خرَجَ من المسجد لقضاء مآربه، وجَدْتَهُ ملازمًا للمسجد بقلبه، وإنَّ اعتيادَ الذهابِ إلى المساجد والتعلقَ بها من علامات صدقِ الإيمان؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ [التوبة: 18].


عباد الله، ويتَّصِف المُعلَّقَةُ قلوبُهم بالمساجد بأمورٍ عديدة، منها: اهتمامُهم بالصلاة في جماعة المسلمين، ومنها: تَبكيرُهم للصلاة، والمُبكِّرُ إلى المسجد يُدركُ الصفَّ الأول، الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: ((لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا))[10].


والمُبكرُ إلى المسجد يتمكَّنُ من الإتيان بالنوافل المشروعةِ بين الأذانِ والإقامة، ويتمكَّنُ من الإتيانِ بالسُّنَنِ الرواتبِ القبليةِ، ويتمكَّنُ من الدعاء بينَ الأذانِ والإقامة؛ لأنَّ الدُّعاءَ بينهما مُستجاب، ويَتمكَّنُ من الإتيانِ بأذكارِ الصباحِ والمساءِ عند الفجر وعند العصرِ أو المغرب.


فاتقوا الله عباد الله، وصلُّوا وسلِّموا على محمدٍ عليه الصلاةُ والسلام، فقد قال اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاةُ والسلام: ((مَنْ صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا)).


[1] ينظر: الرفاعي، تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير، 3/ 284.

[2] صحيح البخاري، رقم: 450.

[3] صحيح أبي داود، رقم: 455.

[4] صحيح البخاري، رقم: 660.

[5] صحيح مسلم، رقم: 251.

[6] صحيح الترغيب، رقم: 299.

[7] أخرجه البخاري (662)، ومسلم (669).

[8] صحيح البخاري، رقم: 445.

[9] صحيح أبي داود، رقم: 2494.

[10] صحيح البخاري، رقم: 615.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]