تأملات في قوله تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون...} - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 1094 )           »          خمس عشرة فائدة في الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وقفات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 10920 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 48 - عددالزوار : 11821 )           »          حفر قناة السويس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          وِرْدُ الخَيْر أدعيةٌ وأذكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مع نبيين : هارون وموسى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ضوابط العمل .. الاخلاص ، والموافقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فلسفة حجاب المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2023, 11:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,223
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في قوله تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون...}

تأملات في قوله تعالى: {للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون...}
سعيد مصطفى دياب

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾[1].

تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ..... ﴾، وقارن بين هذا التشريع العظيم، وبين ما كان عليه العرب في جاهليتهم، حيث كانت المرأة متاعًا يُورَثُ، يرى أهل الجاهلية حياتها عارًا، ودفنها حيةً مكرمةً، ووجودها للذل والخدمة، لا رأي لها ولا عقل عندها، فلا تستشار، ولا تؤتمن، ولكن تهان وتمتهن.

في ذلك الجو الملبَّد بغيوم الجاهلية، والمدْلَهم بظلمات الباطل، بزَغ نور الإسلام، وانتشر ضياؤه على الكون، فبدَّد تلك الظلمات، وانقشعت تلك الغيوم، فأصبحت المرأة معلمة الرجالِ، ومربية الأجيال، تؤتمن وتستشار، وتكرم ولا تهان، وتوضع على الرؤوس وبين الأجفان، وجعلها الله تعالى سببًا في دخولِ الجنةِ بنتًا وأختًا وأمًّا، وجعلها مناط الخيرية زوجةً، وحذَّر من ظلمها والتعدي على حقها غاية التحذير.

وجعل من مظاهِرِ تكريِمِهَا تأدِيبَهَا وتعليمَهَا، والنفقةَ عليها وتزويجَهَا؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ»، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ[2].

وجعل النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برَّ الوالدة من أعظم القربات، وأجل الطاعات، ومن أعظم أسباب دخول الجنة؛ فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَدْتُ الْغَزْوَ وَجِئْتُكَ أَسْتَشِيرُكَ، فَقَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟»، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: «الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا»[3].

وجعل من دلائل الفضل وأمارات الخير في الرجل إحسانه لزوجته؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي»[4].

وجعل الله تعالى الرجل والمرأة في المنافسة على الطاعات كفرسي رهان؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾[5].

وبرَّأَ الإسلامُ المرأةَ من أباطيل المشركين وتُرَّهات أهل الكتاب؛ حيث كانوا يرونها رجزًا من عمل الشيطان، أو هي شيطان في صورة إنسانِ، أو هي بشر، لكنه خلق للذل والهوان، كما تمخض بذلك مؤتمر عقد في فرنسا ليناقش حقيقة المرأة.

وما انقدحت أذهانهم بذلك إلا بما أُشربته قلوبُهم من كتابهم المقدس الذي يصور المرأة بأقبح صورة، ويحملها مسؤولية خروج آدم من الجنة.

فجاء القرآن ببراءتها من ذلك البهتان، وجعلها وآدم عليهما السلام في هذا الأمر على حد سواء؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾[6].

تأمل تلك الكرامة التي أكرم الإسلام بها المرأة، وتأمل أولئك الذين يملؤون الدنيا صياحًا وضجيجًا حتى بُحْتْ حناجرهم بالمناداة بتحرير المرأة من ظلم الإسلام.

ولا أدري أَيُّ مثال يريدونه للمرأة المسلمة، أيريدون لها مثالَ المرأة الروسية التي تشكل لروسيا البيضاء أعلى مصدر للدخل عن طريق الرقيق الأبيض؟

أم يريدون لها مثالَ المرأة الأوربية والأمريكية التي تعمل في كل مهنة مهما كانت وضيعة لتأكل قوت يومها، فإذا توقفت عن العمل باتت مشردة وماتت جوعًا؟

والعجيب أن هؤلاء الذين ينعقون ليل نهار بالدعوة لتحرير المرأة ينتسبون للإسلام!

أتراهم يعلمون أنهم ينفذون مخططات أعداء الإسلام؟ أم هم لا يعلمون؟

فإن كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة، وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم.

[1] سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 7.

[2] رواه مسلم- ‌‌كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، ‌‌بَابُ فَضْلِ الْإِحْسَانِ إِلَى الْبَنَاتِ، حديث رقم: 2631.

[3] رواه أحمد- حديث رقم: 15538، بسند حسن.

[4] رواه ابن ماجه- حديث رقم: 1977، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ورواه البيهقي في السنن الكبرى- كِتَابُ النَّفَقَاتِ، بَابُ فَضْلِ النَّفَقَةِ عَلَى الْأَهْلِ، حديث رقم: 15699، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، بسند صحيح.

[5] سُورَةُ النِّسَاءِ: الْآيَة/ 124.

[6] سُورَةُ البقرةِ: الْآيَة/ 36.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.27 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]