|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة: وداعا يا رمضان بكر البعداني إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وراقبوه في السر والعلانية، والجهيرة والخافية، واعلموا أن تقوى الله عز وجل تصلح الأمور، وتدفع البوائق والشرور، الموقِعة صاحبَها في المحذور. عباد الله: لقد مرت الأيام سراعًا، والليالي كدادًا، وكاد ينقضي شهر المغفرة، الذي لطالما زهَّدَنا في الفانية، ورغَّبنا في الغابرة، حقًّا ما أسرعها من لُحَيْظَات ولَّت كلحظة العين، وسُويعاتٍ انقضت كلَمْحِ البصر أو هو أقرب. لقد نشر شهر الخير جناحيه وزاف، وبدأ يحلِّق بعيدًا لينصرف، لقد قرب انقطاعه عنا بعد أن كان بين أيدينا، وأدبر منا بعد أن كان أقبل علينا، وسيذهب بجماله وخصوصيته، ولحظاته وأسراره، ودقائقه ولطائفه، متلطفًا دون أن يشعر به أحدٌ، ولم تَزَلْ نعام القلوب إليه زفَّافة، ورباح الآمال حوله هفَّافة، وعيون الأفاضل نحوه روامقَ، وألسنتهم بفضله نواطق، بعد أن عِشنا في أكلائه ومراتعه، وأسواقه ومجامعه، وأنِسْنا به. أيها الناس: حقًّا إنه مما يعجز الوصَّاف البليغ عن وصفه، إذا تصوَّر ذاك مما يكاد يمتنع على الأوهام، وتكهُّنه متعسر على الأفهام، وكذا مما يستبحر الخطيب ببيانه بالكلام الفصيح، كناية أو تصريحًا، لكنه يُرْتِج عليه، ولا يستطيعه. إذًا عن أي شيء تتحدث: أعَنْ صيام أيامه، والكف عن مفسداته، والإمساك عن مفطراته، أو صلاة التراويح، وتلك التهاليل والتسابيح، أو عن قيام لياليه وفضلها، ومزيتها وعظيم قدرها، أو عن تلاوة القرآن وما عليها من طلاوة، وما يعلوها من حلاوة، أو العتق من النيران والأنيار، وعظمة العفوِّ الغفار، أو عن الجود والسخاء، والبذل والعطاء، والصدقة والإنفاق وبذل الندى، الذي هو مرقاة إلى الشرف، ومشكاة إلى الجنة. أو عن إطعام الطعام، وطيب الكلام، أو الإكرام والأُلفة، والأنس والمودة، أو تفطير الصائمين، وإعانة المساكين، أو البر والصلة، والرقة والرحمة، أو عن الإحسان ونظائره، والاجتهاد في العبادة، والمجاهدة في كبت جماح الشهوة، وتوبيخ النفس والعذل عليها إذا استعصت وحملها على التلافي، أو الإكثار من الطاعات، أو التقرب بالعبادات، أو عن العشر الأخيرة، وما فيها من الأجر والفضيلة، والدرجات العلية، أو الاعتكاف واللُّبث في المسجد، والعكوف والإقامة فيها، وكأن لسان حال أحدهم: لا أبرح عن بابك حتى تغفر لي. أو تتحدث عن العمرة وفضلها، ولو لم يكن فيها إلا قول الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم: ((عمرة في رمضان تعدل حِجَّة معي))، أو عن ليلة القدر؛ وقول الله عز وجل: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]، أو عن تلك الرحمة التي تنساب في تلك الليالي، أو مغفرة الذنوب ومضاعفة الحسنات، أو عن تصفيد المردة والشياطين، وفتح أبواب الجنان، وإغلاق أبواب النيران، أو عن الأنس بالرحمن ولذة مناجاته، والوقوف بين يديه في تلك الليالي ودعائه؟ فسبحان من زيَّن مطالعه بالطوالع، وخصَّه بالحجج القواطع، وتوجَّه بالفضائل السيَّالة، وخصَّه بمحاسن العبادة، وجمع فيه عقود فرائد وفوائد، عديمة المثال، لا تخطر على كل ذي بال، حتى لاح كوكب سناها، وفاح في أرجاء المكارم زهرها وشذاها، وأودع فيه كل تلك الثمار التي لا تجف ولا تذبل، وجعل قطفها سهلًا، وتناولها يسيرًا. يا ليت شعري عن الحي الذين غدَوا ![]() هل بعد فُرقتهم للشمل مجتمعُ ![]() ![]() ![]() عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قد قلت ما قلت، فإن كان صوابًا فمن الله وحده، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله العظيم، إنه كان غفارًا. الخطبة الثانية الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:فاتقوا الله أيها المسلمون، وصلوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية؛ محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المسبِّحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون؛ فقال جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]. عباد الله: لقد نثر شهر الخير محاسنَه بيننا، فكان كالروض الذي تفتقت أزهاره، وبثَّ فينا شعاعه كالصبح الذي تألقت أنواره؛ فكأني بلسان حاله يقول: أنا قمر المحاسن والسَّناء ![]() ولي بين الملا أبهى لواءِ ![]() فوجهي مشرق في الأرض يبدي ![]() من الأضوا صباحًا في المساءِ ![]() أروق بطلعتي الأبصار أُنسًا ![]() وأبهج بالمسرة كل راءِ ![]() فيا لله ما ألطفه من زائرٍ استأذن علينا، ومن ضيف حلَّ بيننا، ((وإن لزَورك عليك حقًّا))، فما أكرمه وأكرِم به من زائر ومودِّع! فوداعًا يا رمضان. وداعًا وداعًا، أيها الشهر الكريم، لقد قُضِيَ الأمر، وانتهى كل شيء. وداعًا أيها الضيف ![]() الذي حلَّ بوادينا ![]() وعاشرنا بآداب ![]() جعلناها لنا دينا ![]() أقام ولم يُقِم فينا ![]() ثلاثًا بل ثلاثينا ![]() أيا رمضان قد كنت ![]() سلامًا في مآسينا ![]() أيا رمضان قد كنت ![]() غذاء لأمانينا ![]() هذا وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية، وأزكى البشرية؛ محمد بن عبدالله، صاحب الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون؛ فقال جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |